عبدالعزيز الهياجم -
الإرهاب ..مجددا
أعلنت وزارة الداخلية أنها ستعمل على إنشاء أربعة فروع لوحدة مكافحة الإرهاب خلال الفترة القادمة وذلك في محافظات مارب وشبوة وحضرموت وأبين في خطوة تدلل على أن الحكومة اليمنية ماضية بجدية وإصرار كبيرين على تطويق ظاهرة الإرهاب والتصدي لها بحزم وعزم لا يلين.
والحقيقة أن مثل هذا التوجه يأتي في وقت لاقت اليمن الكثير من الاتهامات والتشكيك والحملات التي صبت جميعها في خانة وضع اليمن كمتهم رئيسي باحتضان وإيواء الإرهاب في وقت لا يخفى على أحد أن كثيراً من دول الإقليم هي ساحات مواجهات مع العناصر المتطرفة وربما ليس من المبالغة القول أن اليمن وجدت نفسها ضحية تصفية حسابات ليس لها فيها ناقة ولا جمل .
وللأسف الشديد أن حالة التجني على اليمن وتوجيه الاتهامات المتكررة لها بخصوص الإرهاب إضافة الى أنها تعكس نوايا سيئة للبعض تجاه هذا البلد فهي تكشف عن حالة قصور وجهل ربما بالانعكاسات الخطيرة والأضرار التي يمكن أن تلحق بالجميع عندما يكون اليمن فقط عرضة للاتهام والتشفي ويترك وحيدا في مواجهة مشكلاته سواء المتعلقة منها بالإرهاب أو غيرها من المشكلات والتحديات.
وتتضاعف درجات الاستغراب لدى الكثير من المحللين حينما يتم التجني على اليمن فيما يعلم الجميع أن هذا البلد في حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة وفي ظل صراع الإرادات، فإن عناصر الإرهاب ستستخدم كل الأساليب الدنيئة بما فيها محاولة إلحاق الأذى بأمن الآخرين.. خاصة وان هذه العناصر باتت تشعر بأنها قد دخلت مرحلة الاحتضار بفعل الضربات الموجعة والاستباقية التي تلقتها من الأجهزة الأمنية اليمنية.
وإذا كان هناك من شيء ينبغي على الأشقاء والأصدقاء فعله فهو دعم اليمن وتقديم المساعدات له حتى يتمكن من التصدي للإرهاب وللمشكلات الاقتصادية والتنموية والفقر والبطالة التي تشكل بيئة حاضنة وخصبة للإرهاب بالنظر إلى قراءة معطيات السنوات السابقة التي أثبتت أن التغرير بهؤلاء الذين لا يجدون عملا ولا دخلا يكون أسهل وأيسر.
وبالطبع أن حرب اليمن على الإرهاب مستمرة منذ نحو عقدين من الزمن وقبل أن تكون هناك شراكة دولية , واليمن تكبدت الكثير من الخسائر في هذا الإطار سواء بتشويه سمعتها أو ضرب الكثير من قطاعاتها الاقتصادية الواعدة وخصوصا قطاع السياحة وقطاع الاستثمار .
وإضافة إلى الحديث عن الإجراءات الحكومية أو حاجتنا للدعم والمساعدة من أشقائنا وأصدقائنا ,فإن الحرب على الإرهاب هي أيضا مسؤولية جماعية ينبغي على الجميع أحزابا وأفرادا الاصطفاف في خندق واحد لاجتثاث هذا الوباء الذي يريد أن يفتك بوطننا .
وهذه المسؤولية الجمعية تفرض استراتيجية توعوية يشارك في صياغتها وتنفيذها كافة الأطراف المعنية كون الإجراءات الأمنية لا تكفي لمواجهة هذه الظاهرة ولا بد أن يلازمها جهود فكرية وإرشادية وإعلامية تصب في خانة التوضيح لمفاهيم الإسلام الحنيف القائمة على التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف .