المؤتمرنت - الشارع ليس قبيلة يحركها شيخ هرم كالمشترك(فيديو) كثيرا ما يتغنى تكتل أحزاب اللقاء المشترك(المعارض في اليمن) بقدرته على تحريك الشارع عند كل مطب لا تتمكن عجلات مركبته المتهرئة من تجاوزه كملاذ أخير يلجأ إليه بغية الحصول على ما فشل في تحقيقه باليات العمل السياسي المتعارف عليها.
مفردات التهديد بالشارع وتنويع مسمياته كالوثبة والهبة الشعبية وغيرها من المسميات التي دندن بها قادة المشترك خلال الأيام الماضية لمواجهة مسيرة الديمقراطية التي رفض المؤتمر الشعبي العام تطويعها لأهواء ورؤى أحزاب شمولية لا تؤمن بالديمقراطية ولا تعترف بمخرجاتها بدليل أن حزب الإصلاح لازال في وثائقه يسميها الشورى في حين يخضع الناصري اجتماعات تكويناته لآلية عمل سري شديد الصرامة .
الديمقراطية تحتاج إلى إيمان راسخ بها لتعطي ثماراً ناضجة كما أنها تحتاج إلى أدوات واليات متجددة تترجم تطلعات الشارع وأحلامه في تغيير مستوى معيشته وتحقيق قدر من التقدم والرفاه لمكوناته وليس لتجييش الشارع ضد آلية يرى فيها مخرجا صوب غد أكثر طمأنينة وامن واستقرار.
الشارع لم يكن يوما إلى جانب أحزاب المشترك كما انه وقف وسيقف في وجه كل دعاة الخراب والتأزيم أينما كانوا وكيفما كانت أدوات الهدم التي يستخدمونها وهذه حقيقة ثابتة عرف بها الشعب اليمني وعبر عنها في أكثر من استحقاق ديمقراطي وأزمة واجهتها البلاد.
الشارع في محافظة كالحديدة تعد إحدى المحافظات الست الكبرى لا يأبه لمناشدات المشترك لأبناء تهامة أن يهبوا لوقف استحقاق ديمقراطي أو تعطيل عمل مؤسسات دستورية استمدت مشروعية عملها من خيارات الشارع ذاته ولتأكيد ذلك لا نحتاج سوى لمعرفة كم عدد الدوائر التي منحها الناخب في الحديدة لأحزاب المشترك منذ أول انتخابات برلمانية أقيمت قبل أكثر من17 عاماً .
وتحضر الحديدة هنا كمثال فقط وليس بعيد عنها محافظات أخرى كان الناخب فيها دوما إلى جانب الطرف المنافس لأحزاب اللقاء المشترك بخلفياتها الفكرية المتناقضة.
فالتهامي المفتون بالأرض والزراعة والتاجر والأديب والشيخ والعالم في هذه المحافظة لا يجد في تنظيرات حميد الأحمر أو المتوكل أو الصراري أو غيرهم من قيادات المشترك ما يدفعه إلى تبنيها لأنه يتعامل مع انجازات لمسها خلال سنوات العمل السياسي ووجد ضالته إلى جانب من شيد هذه الانجازات حتى وان كانت ليست كل ما يصبو إليه في واقعه المعاش.
تكتل سياسي يضم قوى قومية وأممية وإسلامية لم يخشى يوما من التحالف مع قوى تناقض معتقدات مكوناته سواء كانت ملكية أو شطرية أو قبائلية ليس غريبا أن يسير في الشارع عارياً من أي تأييد أو مناصرة في حين لا زال واهما أن في الشارع من ينتظر إيماءاته المرتخية.
في أخر بروفات المشترك لتحريك الشارع ومن محافظة تعز الأكثر حضورا في العمل السياسي لم تفلح تحضيرات أكثر من 5 أحزاب في حشد جماهير كتلك التي تحضر مباراة في دوري الدرجة الثانية على ملعب الشهداء ذات المكان الذي احتضن فعالية المشترك المهزومة .
وما يجب أن يدركه المشترك بأحزابه مجتمعة وكل قياداته السياسية والدينية والقبلية ان التلويح بعصا الشارع لا يخيف المؤتمر الشعبي العام كتنظيم جماهيري إعتمد على كل شرائح المجتمع وفئاته في تحقيق الوحدة والدفاع عنها وتبني الديمقراطية ورعايتها وصيانة ثوابت الوطن ومكتسباته والذود عنها وبدعم البسطاء والنخب والعمال والشباب تسيد مشهد العمل السياسي في البلد لسنوات مضت وأخرى قادمة .
الإصلاح(الإخوان المسلمون في اليمن) كحزب خسر الكثير من قاعدته الجماهيرية خلال مراحل العمل السياسي التي انقضت لأسباب كثيرة يعلمها قادته احدها تبنيه مسار تنظيمي استهدف شريحة الطلاب والمعلمين كقاعدة أساسية لبناء هيكله استناداً إلى سيطرته على مؤسسات التعليم سابقاً الأمر الذي افقده الكثير منى الزخم عقب فقدانه السيطرة على هذه المؤسسات بإستثناء نقابة المعلمين( التي تعد نقابة شطرية ) احتفظ في كشوفاتها بما تبقى له من مؤازرين لم ينضموا إلى تكويناته خشية سياطه التي جلد بها خصومه القوميين والامميين وحتى المؤتمريين.
الحزب الاشتراكي ليس بأفضل حال من الإصلاح فرغم كونه كان الحزب الأوحد قبل مايو 1990 وتمددت شعبيته بعد إعلان دولة الوحدة-التي شارك في تحقيقها- الا أن اعلان قيادته للانفصال عام1994 افقده تأييد أنصاره في عموم محافظات اليمن ليواصل النزيف مع مقاطعته لانتخابات 1997 وتأييده لدعاة الانفصال والتخريب الجدد ويتحول الى حزب مفكك دمه توزع بين كيانات قبلية ومناطقية وما تبقى منه في إطار تكتل المشترك.
الوحدوي الشعبي الناصري لم يتمكن من مغادرة محافظة تعز التي منحته 3 مقاعد في البرلمان بل انحصر تواجده الفعلي في 4 مديريات داخل المحافظة ليصل به الحال إلى عدم تمكنه من دفع تكاليف طباعة الصحيفة الناطقة باسمه .
أما أحزاب اتحاد القوى الشعبية وحزب البعث والحق فهي تجمعات أسرية لا أكثر يسيطر على مناصبها القيادية شخصيات لم تعد قادرة على التعاطي مع مكونات أحزابها وليس الشارع.
ويمكن التأكيد أن مساندة أحزاب المشترك لعناصر التمرد والتخريب سواء في محافظة صعدة أو بعض مديريات المحافظات الجنوبية أسهمت في خسارة تلك الأحزاب لتواجدها الشعبي والجماهيري ،بل وصل الأمر حد فقدانها قدرة الحفاظ على الأعضاء المنتسبين في أطرها التنظيمية بحيث باتت شعبيتها تتساقط كأوراق الخريف سيما بعد أن تحولت من قوى سياسية معترف بها إلى تابع لكيانات غير شرعية يديرها شيخ القبيلة.
القوى الوطنية تنتظر خلال أشهر قليلة إتمام اليمن رابع استحقاق ديمقراطي بدأت خطوات إنجاحه تتحرك إلى الأمام بدعم ومساندة كبيرة من هذه القوى ومن خلفها الكثير من المتعطشين لتعميق النهج الديمقراطي كوسيلة حضارية تختزل الكثير من المعاني الجميلة والراقية البعيدة عن لغة العنف والتخريب.
وحدها أحزاب المشترك تتهرب من هذا الاستحقاق لمعرفتها المسبقة بضعف قاعدة المساندة لها في أوساط الناس بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها عام 2006 في انتخابات رئاسية ومحلية أظهرت الحجم الحقيقي لأحزاب لا تعدو عن كونها ظاهرة صوتية اصمت الأذان بضجيج إعلامها .
الشارع إذا ليس قبيلة تتحرك بتلويح شيخها والمشترك ليس أكثر من شيخ هرم كل ما يقدر على فعله هو الهذيان في كل مناسبة تظهر عجزه عن الظهور بصورة مشرفة.