حسين السويدي -
الأغنية اليمنية.. السالب والمسلوب
يدرك المتابعون لفن الجزيرة العربية أن جزأها الجنوبي بداناته الحضرمية وفنونه المتنوعة؛ كان دائما منهلاً فنيا لشماله، فطالما تغنى كبار فناني الخليج بالروائع اليمنية التي عرفها الجمهور منهم، وليس من منبعها اليمني، وهذه إيجابية واعتراف بجمال الفن اليمني.
لكن المعيب في الأمر أن يتم "التجمل" برداء الأغنية اليمنية دون حسيب أو رقيب على الأمانة في نسبة الأغاني لأصحابها والفن لأهله.
هذا يعود ـ من وجهة نظري ـ لضعف الإعلام اليمني في التصدي للمتطاولين على الأغنية اليمنية، وغياب النظام القانوني لحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى التغييب والتجاهل الخليجي الواضح لفضل الفن اليمني، فكلنا سمع الفنان عبادي الجوهر وهو يدندن وبشكل رائع: "كلمة ولو جبر خاطر، ولاّ سلام من بعيد، ولاّ رسالة يا هاجر من يد ساعي البريد"، لكن الأمر غير الرائع أن هذه الأغنية التي شدا بها الفنان اليمني القدير محمد سعد عبدالله لا يملك فيها ابن سعد ـ بحسب عبادي الجوهر ـ إلاّ اللحن، على الرغم أن ابن سعد نسبها لنفسه كلمات ولحناً وغناء قبل ظهور عبادي، وقبل أن يصل البريد للسعودية!.
وأيضا فإن هناك أغنية لمحمد عبده، وهي في الأصل للفنان اليمني محمد مرشد ناجي "ضناني الشوق، وازدادت شجوني، وكثر الدمع قد حرق جفوني، من اللي حبهم قلبي نسوني، ولا حتى بكلمة يذكروني"، ولكني أحترم محمد عبده الذي شدا بها أمام صاحبها "المرشدي" في إحدى الحفلات الفنية التي كانت تشهدها مفتاحة أبها، وهذا ـ للأمانة ـ يحسب لفنان العرب.
الغريب في الأمر أيضا، أن بعض فناني الخليج عندما "يستعير" أغنية يمنية ـ صاحبها وملحنها وكاتبها معروفون ـ ينسبها للتراث ثقة منه في عدم المساءلة، والأمثلة على هذا كثيرة..
http://www.youtube.com/watch?v=sJrI1PFkOTA
* عن صحيفة الوطن السعودية