د . خالد حسن الحريري* -
صمام الأمان للوحدة والوطن
كانت ولازالت وستظل دوما وأبدا بمشيئة الله المؤسسة العسكرية والأمنية في بلادنا صمام الأمان لهذا الوطن المعطاء والحصن المنيع ضد أي مخاطر وتحديات تستهدف وحدته وأمنه واستقراره . هذه المؤسسة الوطنية الرائدة التي حملت على عاتقها مسؤولية الخلاص من عهود الكهنوت ألإمامي ألظلامي وطغيانه واستبداده وإنهاء الأوضاع البائسة المتخلفة التي كان اليمانيون يرسخون تحت وطأة جورها بين قطبي رحى الإمام وحكمه المستمد شرعيته من الخرافة التي تعود لأزمنة غابرة لم يعد لها وجود وبين ويلات الفقر والجهل والمرض التي أوجدها ذلك النظام القادم من مجاهيل التاريخ .. ومهمة تحرير الأرض اليمنية الواقعة تحت جبروت الاحتلال الاستعماري الذي وجد في النظام ألإمامي غايته للحفاظ على وجوده..ووجد الاثنان مصلحتهما في تعميق الفرقة والتجزئة للوطن والتمزيق للشعب للإبقاء على وجودهما .ولكن ما كان لأبناء اليمن أن يستكينوا لذلك القهر والإذلال والجهل والفاقة والحرمان وكان نضالهم وكفاحهم الذي لم ينتصر إلاَّ بعد أن تصدر منتسبو القوات المسلحة والأمن الحركة الوطنية وكانوا بشجاعتهم وإقدامهم وتضحياتهم صناع مجد اليمن المعاصر.
ومنذ فجر ثورة الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر وحتى اليوم تحطمت على صخرة وعي وشجاعة أبطال هذه المؤسسة وولائهم وحبهم لهذا الوطن كل أنواع المؤامرات الخسيسة والدنيئة التي استهدفت وحدة وامن واستقرار هذا الوطن الغالي. وشكل أبطال هذه المؤسسة الميامين بوعيهم وحبهم وإخلاصهم لوطنهم التجسيد الحي القادر على تحويل أحلام وآمال وتطلعات هذا الشعب إلى واقع ملموس . كونهم المعبرين عن الوحدة الوطنية في أرقى معانيها لهذا كانوا دوماً يحاطون بالتفافات شعبهم حولهم بمنحهم الثقة والتلاحم معهم في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة , هذا التلاحم الذي حقق الاستقلال ورسخ النظام الجمهوري.. وفتح آفاق النضال صوب انجاز الهدف الأسمى لشعبنا المتمثل في استعادة وحدته أرضاً وإنساناً..
ومن منطلق أهمية ودور هذه المؤسسة الوطنية الرائدة في حماية امن هذا الوطن والحفاظ على وحدته واستقراره يأتي اهتمام قيادتنا السياسية الحكيمة بهذه المؤسسة وتطويرها وتزويدها بكافة الإمكانات والوسائل الحديثة والمتطورة التي تمكنها من أداء مهامها وواجباتها بفاعلية في ظل التحديات الراهنة . حيث قطعت هذه المؤسسة البطلة شوطاً متقدماً في عملية البناء النوعي خلال الأعوام المنصرمة ,من حيث التأهيل والتدريب وتخريج العديد من الدفع من الكليات والمعاهد العسكرية , بالإضافة إلى التجهيزات والعتاد والتصنيع العسكري حيث أنجزت هذه المؤسسة فى مجال التصنيع العسكري خلال العام الماضي وبداية هذا العام (276) عربة مدرعة تصنيع يمني وهذا نجاح متميز، ولديها برنامج خلال هذا العام لتصنيع أكثر من (200) عربة مدرعة وذلك للحفاظ على سلامة الضباط والصف والجنود أثناء أداء الواجب.
ومن مظاهر اهتمام القيادة السياسية بهذه المؤسسة إعلان فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال افتتاحه المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن الذي انعقد في قاعة ثغر اليمن بقيادة القوات الجوية تحت شعار( تعزيز جاهزية القوات المسلحة والأمن وتطوير قدراتها الدفاعية والأمنية). عن زيادة مرتبات أفراد القوات المسلحة والأمن في إطار تنفيذ المرحلة الثالثة من إستراتيجية الأجور. والاهتمام بجوانب التأمين الصحي بالإضافة إلى التنفيذ الفوري لقرار خفض الضرائب على مرتبات أفراد القوات المسلحة والأمن في إطار ما تضمنه البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية. وتأكيده المستمر على ضرورة أن تظل هذه المؤسسة بعيدة عن الانتماءات السياسية والحزبية لأنها ملك لكل أبناء هذا الوطن ومهمتها الأساسية الحفاظ على امن ووحد واستقرر هذا الوطن , باعتبار أن هذه المؤسسة الوطنية الرائدة المخلصة التي قدمت قوافل من الشهداء حفاظاً على النظام الجمهوري والحرية والوحدة والديمقراطية والأمن والاستقرار وقدمت الآلاف من خيرة الضباط والصف والجنود لم يكن هدفها التربع على كرسي السلطة وإنما الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي لكافة أبناء وطننا الحبيب .
*أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز