فيصل الصوفي -
استهداف مؤسستي الأمن والدفاع بالشائعات.. غباء
أن ينضم عسكري متقاعد أو رجل أمن مسرَّح من الخدمة إلى أي تجمع سياسي أو اعتصام هنا أو هناك فذلك من حقهما، أما وهما لا يزالان في الخدمة فذلك محظور بحكم الدستور والقانون، فالمؤسستان الدفاعية والأمنية يحظر التحزب داخلهما، وهذا مبدأ سائد في كل الدول وخاصة الديمقراطية، ومن واجب الجميع حماية هذا المبدأ على الدوام، وعدم القبول بأي انتهاك له، حتى لو كانت حالة واحدة.. وحتى الآن لم يثبت هنا في اليمن تورط ضابط أو جندي في التجمعات السياسية التي تحتشد هنا وهناك، ولو حدث شيء من ذلك فيجب مقاومته من قبل الأحزاب ومن قبل غيرها، فمصلحة الجميع بقاء هاتين المؤسستين مستقلتين وبعيدتين عن الحزبية.
ولا أدري ما الحكمة وما المصلحة التي يبتغيها إعلام المعارضة في نشر شائعات عن انضمام ضابط أو جندي إلى المعتصمين قرب جامعة صنعاء، وأقول شائعات لأن هذه الصحف تتعمد إخفاء العنصر الأساسي في الخبر، وهو أن الذي انضم مثلاً إلى الاعتصام السياسي قرب الجامعة هو ضابط سابق ولم يعد في الخدمة، وحتى لو كان لايزال في الخدمة فالأولى عدم القبول به من قبل أي تجمع مؤيد أو معارض.
تصوروا لو تقاسم المعارضون والمؤيدون الجيش والأمن في تونس أو مصر ما الذي كان سيحدث؟ والحالة الليبية خير شاهد.. فليبيا الآن تدمر، وهي في سبيلها إلى حرب أهلية ربما من ذلك النوع الذي عرفته دول مثل رواندا وتشاد وغيرهما.
إبان الأحداث والاعتصامات التي وقعت في تونس ثم مصر، أطلق المعارضون شائعات كثيرة ومتواصلة عن انضمام قيادات وجنود بل كتائب عسكرية وأمنية إلى المعتصمين و«الثوار»، وكان الهدف من الشائعات تقوية إرادة المعتصمين وإضعاف النظام، وكانت شائعات غبية، لكن لم تفعل فعلها ولم تؤدِ غرضها بدليل أن الجيش والأمن كان لهما موقف آخر.. ولو حققت تلك الشائعات هدفها وحدث تصدُّع داخل المؤسستين وتقاسمهما المؤيدون والمعارضون لكانت الحالة في تونس أو مصر مختلفة عما هي عليها اليوم..
إن تقليد الإعلام اليمني المعارض للأسلوب الغبي الذي اتبعه بعض المصريين والتونسيين المغامرين، ينبغي تجنبه والحذر منه، فاستهداف الجيش والأمن بالشائعات لايخدم مصلحة لأي أحد، ولا يمكن أن يكون في مصلحة المعارضة في أي حال من الأحوال.. لذلك ننصح بضرورة تجنب صناعة شائعات من هذا النوع، وعدم استحباب أية حالة شاذة حتى لو حدثت فعلاً، بل يجب مقاومتها.. يتعين على الجميع أن يتباروا في الساحة السياسية مباريات سياسية خالصة، وأن ينأوا بهذه الساحة عن العنف، وأن يبقوا متحدين إلى أقصى حد في عقيدة واحدة وهي أن في قوة وحيادية مؤسستي الأمن والدفاع ضمانة لسلامة الجميع في كل الأوقات.