المؤتمرنت - اليابان:تصاعد الدخان من مجمَّع نووي قال مسؤولون يابانيون إن تصاعد الدخان والبخار من مجمَّع فوكوشيما، المتضرر بالزلزال والتسونامي اللذين ضربا البلاد في الحادي عشر من الشهر الجاري، قد تجدد اليوم الثلاثاء، وأن الخبراء أوقفوا بشكل مؤقت الجهود الرامية إلى إعادة التيار الكهربائي إلى المفاعلات.
ونقلت وكالة "كويودو اليابانية للأنباء أن بخارا أبيض اللون شوهد يتصاعد من المفاعل رقم 2، كما شوهدت سحابة من الدخان "الضبابي" تتصاعد من المفاعل رقم 3.
بدوره، قال وزير التجارة الياباني، بانري كايدا: "من الصعوبة بمكان القول إن الأوضاع في المجمَّع تسير في طريق الأمان".
إلاَّ أن يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، قال: "لا يوجد لدينا شك بأنه سوف يتم التغلُّب بشكل فعَّال على هذه المشكلة".
وقد أعلنت الوكالة الدولية أن فريقا من خبرائها درس بيانات الإشعاع، وتوصَّل إلى أنه لا يوجد هناك ما يدعو للقلق، معتبرا أنه لا يوجد أي دليل على وجود اليود الإشعاعي أو السيزيوم في المنطقة
جاء ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الفنيون والخبراء لإعادة التيار الكهربائي إلى المجمَّع، وبالتالي تشغيل نظام التبريد في المفاعلات و"أحواض الوقود المستهلك"، والتي ارتفعت حرارتها بشكل هائل إلى حد ينذر باحتمال انتشار الإشعاعات على نطاق واسع في المنطقة.
ويسعى مهندسون يابانيون إلى إعادة التيار الكهربائي إلى أنظمة التبريد في المجمع النووي. لكن مراسل بي بي سي في طوكيو، روبرت وينجفيلد، قال إنه لا توجد ضمانات حتى الآن على نجاح العملية.
وكان المهندسون قد أعلنوا في وقت سابق نجاحهم في ربط حزم أسلاك (كابلات) قالوا إنهم يأملون أن يزوِّدوا من خلالها أجزاء من المجمََّع النووي بالطاقة الكهربائية.
وقد نجح المهندسون مبدئيا بتوصيل كابلات إلى داخل المجمَّع تمهيدا لإعادة التيار الكهربائي الضروري لتشغيل المضخات التي تنقل المياه إلى نظام تبريد المفاعلات وتملأ الأحواض التي تضم الوقود المستعمل، والذي يهدد جفافها بإطلاق إشعاعات في محيطها.
وكانت شركة طوكيو للطاقة الكهربية، التي تقوم بتشغيل المجمَّع، قد أعلنت أنها لا تستبعد خيار "دفن" المجمع للحيلولة دون تسرب الإشعاع، واستخدمت مثل هذه الطريقة في تشيرنوبيل.
في غضون ذلك، ارتفع عدد ضحايا الزلزال وموجات التسونامي التي نجمت عنه إلى 8450 شخص، بينما بلغ عدد المفقودين حوالي 13 ألف شخص.
كما أن أكثر من 350 ألف شخص لا يزالون يعيشون في مراكز الإخلاء التي أُقيمت في مناطق شمالي وشرقي البلاد في أعقاب وقوع الكارثة.
ويعاني الآلاف ممن يعيشون في تلك الملاجئ المؤقتة من أوضاع معيشية صعبة بسبب انقطاع خدمات الكهرباء والنقص في المياه النقية والوقود.
وكان مسؤولون محليون في إقليم مياجي الياباني قد حذَّروا في وقت سابق من ارتفاع عدد ضحايا الكارثة إلى 15 ألف قتيل، وإن كان مراسل بي بي سي في طوكيو رأى أن "عدد القتلى سيتجاوز 20 ألف على الأقل".
وقال المراسل إن الكارثة "تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، حتى أن اليابانيين بدأوا في الحديث عنها بالطريقة ذاتها التي كانوا يتحدثون فيها في أعقاب تلك الحرب الكونية".
بي بي سي |