احمد قاسم العمري -
المتاجرة بمشاعر الأطفال
من ابتلاه الله بمشاهدة قناة سهيل يدرك مدى ما توصلت له أحزاب المشترك وفي مقدمتها التجمع اليمني للإصلاح - من إفلاس سياسي وأخلاقي نتيجة الكذب والتضليل الإعلامي المزيف للوقائع والحقائق كما هي على أرض الواقع..
ليس هذا فحسب بل الأدهى والمصيبة الكبرى استغلال أحاسيس الأطفال ومشاعرهم للمتاجرة بها بغية الوصول الى أهدافهم الأنانية المحصورة بالإساءة للنظام ورموزه ، لقد سمعنا وشاهدنا عبر شاشة سهيل بعض المشاهد التي تستعرض أمام المشاهدين أعدادا من الأطفال فيما يسمى بمشروع شهيد وتعلقينهم ترديد عبارات سياسية ذات صلة برحيل النظام ، كأن يعلموهم مثلا حفظ كلمه ارحل وترديدها من على المنصة في ساحة التغيير على الحاضرين والمتابعين للقناة في منازلهم بينما هم لا يعلمون ما معناها ولا يدركون الجدوى والفائدة من كل هذا العناء.. فهذه التصرفات غير الأخلاقية وغير الإنسانية إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى إفلاسهم وسوء منقلبهم.
والشيء الآخر أن هذه الأحزاب تمارس دور الوصاية في التعبير عن تطلعات وهموم ومطالب الشباب ، حتى وإن بدا خطابها الرسمي مؤيدا لانتفاضة الشباب فذلك ليس سوى شماعة تتكئ عليه للوصول الى اهدافها وغايتها وهي إسقاط النظام ليس إلا .
طبعا من المؤكد منه أن أحزاب المشترك بتوليفتها المتناقضة يبقى الحقد ولغة الانتقام والمؤامرة هو العامل المشترك فيما بينها .. فمعطيات الواقع اثبتت وستثبت مرارا وتكرارا مدى صحة هذه الفرضية إذا ما تغير النظام الحالي الذي واجه وما زال يواجه حقدا بالغا وتآمرا دنيئا من قبل أحزاب المشترك .. ستثبت لنا الأيام أن هذا الحقد المشترك والموجه صوب الشرعية الدستورية والحزب الحاكم سيرجع في نحور هذه الأحزاب التي تضمر الكره والحقد والانتقام لبعضها البعض نتيجة تبايناتها الإيديولوجية والفكرية .
وما يحزننا أن شباب اليمن في هذا المعترك هم الذين يحملون روح الطهارة والبراءة والولاء والانتماء لهذا الوطن وهم الحالمون بالعيش في حرية وكرامة الحالمون بمستقبل أفضل تكون فيه اليمن متقدمة ومؤثرة في العالم.
غير أن هذا الطموح الذي يشتعل في أذهان وعقول شبابنا سرعان ما يتربص له أعداء الوطن في الداخل والخارج حين استغلوا مطالب الشباب وانتفاضتهم بعد أن انخرطوا في صفوف المعتصمين من الشباب في شتى ميادين وساحات الاعتصام ،، أولئك هم الانتهازيون الأفاقون ممن تلطخت أيديهم وضمائرهم بالفساد السياسي والأخلاقي وكانوا سببا بأن سالت الكثير من دماء الأبرياء وبدلا من أن يكون الشباب هم المعنيون في مناقشة همومهم ومتطلبات المرحلة القادمة نجد أحزاب المعارضة هي بعد احتيالها على الشباب على طاولة المفاوضات باسم الشباب ترفض وتشترط وتقبل الحوار وفق تفكيرها الضيق .. نعم هؤلاء الأحزاب وتحديدا الإخوان المسلمين ممن اعتادوا الرقص فوق كل الموائد والجماجم هم من أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع الذي لا يحسد عليه .