المؤتمرنت-عكاظ- حاوره: أيمن حبيب، فهيم الحامد - مجور: نرفض التغيير الانقلابي وندعم الانتقال السلس للسلطة عبر الدكتور علي محمد مجور رئيس حكومة تصريف الأعمال عن تفاؤله بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن وقال: نشكر قادة دول الخليج على جهودهم.
وأضاف مجور:الرئيس رحب كثيرا بها، لكنه يريد أن يعرف ما هي الآليات لتنفيذها ،لأن الغرض ليس التوقيع على الاتفاقية أو المراسم الاحتفالية فقط، بل إيجاد آلية التنفيذ في مراحلها المختلفة.
وأوضح أن هناك الكثير في بنود الاتفاقية تحتاج إلى توضيح على سبيل المثال الاتفاقية تنص على أنه في اليوم الثاني من التوقيع يكلف الرئيس شخصا ما من المعارضة بتشكيل الحكومة ونص الاتفاقية يعطي مدة أسبوع فقط لإعلان تشكيل الحكومة وفي حالة عدم تشكيلها وحدوث صراعات، هل هذا يعني أنه نتوقف عند هذه النقطة.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال أن اللقاء المشترك يفكر فقط في استقالة الرئيس. وأقول إن من سمات الرئيس حرصه على حل المشاكل وحقن الدماء. وفي الحقيقة أن المبادرة في نسختها الأخيرة مقبولة قبولا تاما، إذا تمت بلورة آلية لتنفيذها بشكل واضح باعتبار أن المبادرة هي خطة متكاملة لا يمكن أن نقفز إلى نقطة ثالثة ولم ننفذ النقطة الأولى.
وأكد رئيس الوزراء أن الجميع في اليمن مع التغيير لكنهم يرفضون التغيير الانقلابي وقال في حوار مع صحيفة عكاظ: كلنا نطلب التغيير، وليس محصورا على من هم في حي جامعة صنعاء، الكل يطلب التغيير ولا بد أن نتجه للتغيير ونسير للأمام سواء في مجال مؤسسات الدولة أو الاقتصاد، ولكننا لسنا مع التغيير الانقلابي الذي يسعون إليه، وأنا أعتبر أن ما يدور في اليمن انقلاب تدريجي.
نص اللقاء
* بداية نشكركم لإتاحة الفرصة للحديث معكم في ظل الظروف السياسية الراهنة، ولا شك أن حكومتكم تواجه العديد من الصعوبات لأداء مهامها، كيف ستتغلبون عليها والعمل على إعادة مسار الخدمات للمواطنين في ظل المعطيات الخطيرة على الأرض؟
رئيس الوزراء - شكرا لصحيفة "عكاظ" التي تحتل مكانة كبيرة في اليمن لحياديتها في تناول الموضوعات.
وأنتهز هذه الفرصة لأقدم أيضا لكم الشكر الجزيل لتنظيم منتدى المبادرة الخليجية واليمن، حيث كان لهذا المنتدى أهمية كبرى في تسليط الضوء على مختلف جوانب الأزمة.
وفيما يتعلق بأداء الحكومة فإنه من المؤكد أن الأزمات بشكل عام تؤثر بشكل كبير على أداء أي حكومة.
ونعترف أن المشاكل التي نمر بها في اليمن كبيرة، في الحقيقة لدينا مشاكل اقتصادية أثرت على مواردنا، باعتبار أن موازنة الدولة تعتمد بنسبة 70 في المائة على الموارد النفطية، فضلا أن معدلات الفقر والبطالة مرتفعة جدا.
وأرى أن هذه الأزمة تسير في منحى خطير، حيث إن كثيرا من القوى الداخلية لديها أجندتها الخاصة، فالحراك الجنوبي، يسعى لانفصال الجنوب عن الشمال، والحوثيون يسيرون في اتجاه إقامة دولة ملكية في صعدة، كما أن أحزاب اللقاء المشترك وهم عبارة عن كوكتيل من مختلف الأحزاب السياسية يحاولون التخريب وإذكاء العنف.
هناك قلة قليلة من الشباب الذين لديهم مطالب حقيقية حيال توفير الوظيفة، وتحسين المعيشة، ونحن نعتبر هؤلاء أقلية، وفي ظل هذه التجاذبات المختلفة، بدأ أداء الحكومه يقل، ونحن نواجه أزمة شديدة، على سبيل المثال فإن أنبوب النفط الذي يأتي من صافر بمحافظة مأرب ويمر باتجاه رأس عيسى بمحافظة الحديدة، متوقف بالكامل منذ ثلاثة أشهر.
* ولكن الدراسات تؤكد أن اليمن لديه مخزون نفطي لا بأس به؟
رئيس الوزراء: المخزون النفطي موجود، ولكن تم تفجير الأنبوب عبر عمل تخريبي من قبل أحزاب اللقاء المشترك، وللأسف لم يتم إصلاحه حتى الآن، وهذا يعني أن جزءا من موارد الخزينة العامة للدولة متعطل. كما أن لدينا أزمة في الغاز المنزلي، وهناك من يقطع الطريق "بدبة البوتو جاز"، حيث اضطرت الحكومة أن تستورد الغاز من الخارج، وتحديدا من المملكة وسلطنة عمان.
نستنزف الاحتياطي النقدي
* هل لديكم فائض أموال للاستيراد؟
رئيس الوزراء: لا يوجد، نحن نستنزف الاحتياطي النقدي.
* هل بدأتم السحب من الاحتياطي؟
رئيس الوزراء: نحن حريصون على أن لا نمس الاحتياطي على الإطلاق، لدينا أزمة في المشتقات النفطية، ونحن نستورد بنسبة 20 إلى 30 في المائة من احتياجات البنزين والديزل من المملكة.
* هل هناك آليات سريعة لإعادة تشغيل أنبوب النفط؟
رئيس الوزراء: بالتأكيد نحن نتفاوض مع وجهاء محافظة مأرب، ومع بعض أحزاب اللقاء المشترك، ولكن لم نصل إلى حل حتى الآن.
* هل هذا يعني أن هناك سيطرة من قبلهم على هذه المنافذ المهمة لإيقاف عجلة التنمية؟
رئيس الوزراء: طبعا الأنبوب فجر بالكامل، ولم يسمحوا للمهندسين بإصلاحه. وتوجد لدينا محطة كهربائية في مأرب تنتج 341 ميجا وات في كل يوم، وللأسف فإن بعض قطاع الطرق ضربوا أبراج الضغط العالي للكهرباء وبالتالي فإن الكهرباء تنقطع في صنعاء.
* هل هناك آلية للتعامل مع هذا الوضع عبر الوساطة؟
رئيس الوزراء: في الماضي كنا نعاني من هذه المشكلة، ونجحنا في حلها، ولكن مع المستجدات الحالية فإن اللقاء المشترك يحاول لي الذراع بأي شكل من الأشكال، وهم يحاولون أن يسدوا علينا المنافذ، بهدف زيادة السخط الشعبي على الحكومة، بمعنى أنهم يروجون أن الحكومة فشلت فلا غاز ولا بترول، وهم يبثون أيضا في إعلامهم أن الحكومة هي وراء التخريب، وترغب في تعقيد حياة المواطن. وكما قلت إن اللقاء المشترك وحلفاءه لديهم أجندة سياسية واضحة للتخريب.
لا نرغب في استخدام القوة
* إذن ما هي الإجراءات التي اتخذتموها للتخفيف من أعباء المواطن، وإنهاء مشكلة أنبوب النفط؟
رئيس الوزراء: في الحقيقة نحن حريصون على تخفيف أعبائهم وماضون في مسارات متعددة حيث إننا نتفاوض مع وجهاء محافظة مأرب للسماح بإصلاح أنبوب النفط ونقول لأحزاب اللقاء المشترك إنه ليس هكذا تتم إدارة الصراع، اللقاء المشترك استخدم القوة ونحن حريصون على عدم استخدام القوة.
إعادة هيبة الدولة
* هل اللقاء المشترك يرغب في جركم إلى استخدام القوة؟
رئيس الوزراء: لن نسمح لهم بذلك نحن حريصون على حل الأزمة عبر الوسائل السلمية، ولكن إذا تمادوا كثيرا، فالدولة لن تتردد في استخدام القوة لإعادة هيبتها.
* دولة رئيس الوزراء، ألا توجد إمكانية لفصل المسارات عن بعضها البعض خاصة أن حياة المواطن اليمني لا ينبغي أن تتهدد تحت أي ظرف من الظروف؟
رئيس الوزراء: الدولة مهمتها الرئيسة حماية مصالح المواطن، ونرفض أي محاولات للابتزاز ولي أذرعة الدولة.
* بالمقابل هل هناك بدائل للتوسع في الاستيراد من دول الجوار لحل الأزمة؟
رئيس الوزراء: بالتأكيد نحن نعوض احتياجات المواطن بنسبة 30 إلى 40 في المائة من دول الجوار.
آلية لتنفيذ المبادرة
* هل ترون أن الأزمة في طريقها إلى الانفراج أم التصعيد؟
رئيس الوزراء: في الحقيقة نحن متفائلون بالمبادرة الخليجية، ونشكر قادة دول الخليج على جهودهم.
والأخ الرئيس رحب كثيرا بها، لكنه يريد أن يعرف ما هي الآليات لتنفيذها ،لأن الغرض ليس التوقيع على الاتفاقية أو المراسم الاحتفالية فقط، بل إيجاد آلية التنفيذ في مراحلها المختلفة، لأن هناك الكثير في بنود الاتفاقية تحتاج إلى توضيح على سبيل المثال الاتفاقية تنص على أنه في اليوم الثاني من التوقيع يكلف الرئيس شخصا ما من المعارضة بتشكيل الحكومة ونص الاتفاقية يعطي مدة أسبوع فقط لإعلان تشكيل الحكومة وفي حالة عدم تشكيلها وحدوث صراعات، هل هذا يعني أنه نتوقف عند هذه النقطة.
في الحقيقة أن اللقاء المشترك يفكر فقط في استقالة الرئيس. وأقول إن من سمات الرئيس حرصه على حل المشاكل وحقن الدماء. وفي الحقيقة أن المبادرة في نسختها الأخيرة مقبولة قبولا تاما، إذا تمت بلورة آلية لتنفيذها بشكل واضح باعتبار أن المبادرة هي خطة متكاملة لا يمكن أن نقفز إلى نقطة ثالثة ولم ننفذ النقطة الأولى.
* هل سجلت نقاط التحفظ بوضوح أمام الخليجيين؟
رئيس الوزراء: نعم، تم نقاش مستفيض حولها، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني قام بزيارة صنعاء أكثر من مرة. وأؤكد لكم أن فخامة الرئيس جاهز للتوقيع بعد معرفة آلية تنفيذ الاتفاقية.
* بصراحة هل الوضع الأمني تحت السيطرة أو أنه أصبح خارج السيطرة؟
رئيس الوزراء: في كثير من المناطق أمن المواطن تحت السيطرة الكاملة.
* حتى ممن يسمون بالبلاطجة؟
رئيس الوزراء: هذه كلمة مصرية واللقاء المشترك يستخدمونها ضد قوات الأمن وهذا مرفوض تماما.
* هناك من يتحدث عن معتقلين بالآلاف في السجون هل هذا صحيح؟
رئيس الوزراء: المعتقلون في قضايا جنائية.
القاعدة في اليمن
* هل ترون أن القاعدة قد استثمرت الوضع الداخلي لإعادة تحركاتها وخاصة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن؟
رئيس الوزراء: القاعدة موجودة في اليمن منذ عشرات السنين، وفي الحقيقة أن أمريكا كانت تدعم القاعدة في مرحلة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ولكن السحر انقلب على الساحر.
واليمن تضررت كثيرا من أعمال القاعدة، وهي موجودة في المناطق الوعرة والصحراوية والمناطق الجبلية والمناطق المتفرقة والبعض يقول إن اليمن أصبح ملاذا آمنا للقاعدة، وهذا غير صحيح إطلاقا. أتصور أن اغتيال أسامة بن لادن سيشكل ضربة قاسمة للقاعدة في اليمن.
* ما هو حجم القاعدة في اليمن؟
رئيس الوزراء: كما قلت إن القاعدة موجودة في محافظة مأرب في محافظة شبوة، في محافظة أبين، وبلودر، وهم يتواجدون في مناطق نائية وجهودنا مستمرة.
* هل الرؤية واضحة في كيفية التعامل معهم وتحجيم دورهم؟
رئيس الوزراء: تماما الرؤية واضحة وهم خلايا سرطانية ولن نسمح لهم بزعزعة الأمن والاستقرار.
* هل القاعدة في اليمن مدعومة من الخارج؟
رئيس الوزراء: لا توجد لدينا معلومات مؤكدة ونحن نتابعهم أولا بأول وهذا جزء من التزامنا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وأعتقد أن القاعدة ستتفكك وأصبحت لها تنظيمات إقليمية.
* هل القاعدة تهدد أمن اليمن بعيدا عن الأزمة السياسية؟
رئيس الوزراء: في الواقع هناك ثلاثة محاور تهدد اليمن، القاعدة والحراك الجنوبي وأخيرا خطر الحوثيين، هذه ثلاث بؤر تشكل قلقا أمنيا للحكومة. بالنسبة للحراك، هم كانوا يعملون مظاهراتهم قبل ظهور الثورة وجاءت موجة الاعتصامات وأخفوا علم الجنوب وأصبحوا يسيرون مع موجة الاحتجاجات.
* هل تتم تغذية الحراك الجنوبي من الخارج؟
رئيس الوزراء: بالتأكيد قد لا تكون بشكل رسمي.
خطر الحوثيين
* كيف تنظرون إلى خطر الحوثيين على اليمن والمنطقة؟
رئيس الوزراء: الحوثيون هم أصحاب المذهب الاثنا عشري وهم يسعون إلى عودة الوضع في اليمن إلى ما قبل 1962م ويعتبرون أن الولاية ينبغي أن تكون لآل البيت.
* من يدعم الحوثيين؟
رئيس الوزراء: الدعم يأتي من بعض الحوزات الدينية في العراق وإيران، وهناك الكثير من الحوزات متعاطفة معهم، واستطاعوا أن يمتلكوا أجهزة اتصالات وأسلحة.
* أين كانت أجهزة السلطة في ظل هذه التسريبات الخطيرة؟
رئيس الوزراء: نحن نرصد تحركاتهم وكما تعلمون قامت ست حروب معهم، ولم تنهزم الدولة أمامهم ولكن كما تعلمون أن حروب العصابات تكون صعبة ونحن حريصون على دماء اليمنيين.
تنسيق أمني مع الرياض
* كيف ترون مستوى التنسيق الأمني بين المملكة واليمن؟
رئيس الوزراء: هناك تنسيق أمني وتبادل معلومات استخباراتية على أعلى المستويات سواء فيما يتعلق بالقاعدة أو الحوثيين.
* ألا تعتقدون أن هناك تهديدا على الدولة في ظل وجود حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني؟
رئيس الوزراء: نحن مصرون على انتقال آمن وسلس للسلطة، ولهذا السبب في أن الرئيس لا يريد ترك السلطة، بدون آلية واضحة، فالنظام الحالي قائم على قواعد متينة وعلى أسس دستورية واليمن مجتمع قبلي ولا يمكن أن يحتكم لثقافة لي الذراع.
الحوار ثم الحوار
* هل تقدمت بدعوة للقاء المشترك للحوار؟
رئيس الوزراء: في الحقيقة نحن ندعوهم إلى الحوار منذ عام 2009م وهم يأتون ثم يهربون.
عقلاء اليمن
* عقلاء اليمن كثيرون، ما هو دورهم في تقريب وجهات النظر للخروج من الأزمة؟
رئيس الوزراء: نحن نخاطب العقلاء ليس فقط في اللقاء المشترك بل في كل اليمن ونقول لهم إن اليمن على فوهة بركان وينبغي التمسك بالمبادرة الخليجية لإخراج اليمن من هذه الأزمة.
دور القبيلة
* القبيلة كان لها دور مهم في صناعة القرار السياسي، ماذا يعني انشقاق القبيلة التي كانت متضامنة مع الرئاسة وما تأثيره على الصراع الداخلي؟
رئيس الوزراء: الصراع القبلي موجود في اليمن منذ الأزل، فالمجتمع القبلي مجتمع متصارع، وهناك قبائل ذهبت إلى ساحة الاعتصام، وهناك أيضا قبائل ما تزال مع الشرعية الدستورية.
ومشكلتنا مع الغرب أنهم ينظرون إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء ولا ينظرون إلى المعتصمين في ميدان السبعين، ألا يرون أن هؤلاء لا يمثلون إرادة الشعب، وما تزال العديد من القبائل يؤيدون الشرعية الدستورية بقوة وما زلنا متواجدين بقوة على الخارطة في اليمن.
* هل الانشقاق القبلي سيضعف الدولة، وإلى متى ستظل اليمن مرتهنة لقوة القبيلة؟
رئيس الوزراء: هذا العامل ظهر منذ انطلاق الثورة، ولكنني أرى وأعتقد أن تحول القبيلة إلى مجتمع مدني مرتبط بشروط تعليمية واقتصادية وسياسية واندماجهم بالحياة بشكل أفضل، فالقبيلي عندما يدخل عالم الأعمال أو التجارة، يتحول وهذا يتطلب أن ننتظر جيلا بعد جيل وأعتقد عند ما نقارن القبيلة في عام 1962م باليوم فإننا نشعر بتحول كبير في القبيلة اليمنية وخصوصا اندماجها في الحياة الصناعية والزراعية.
* إذن كيف تتحقق الوحدة الوطنية؟
رئيس الوزراء: الوحدة تتحقق باحترام النظام.
ترسيخ الوحدة
* ألا ترون أن اليمن بحاجة إلى مشروع مختلف ومغاير؟
رئيس الوزراء: نحن بحاجة إلى ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، وترسيخ الولاء والانتماء للوطن، من خلال المناهج الدراسية، من خلال التركيز على النشء، التربية بشكل أفضل.
المغترب اليمني
* كيف تمدون جسور التواصل مع المغترب اليمني وبالذات في المملكة في ظل الأزمة الطاحنة الحالية؟
رئيس الوزراء: المغتربون اليمنيون لعبوا أدوارا كبيرة جدا على مر التاريخ في بناء وطنهم، ونحن نتقدم لهم بالشكر الجزيل، سواء في دول مجلس التعاون الخليجي أو في المملكة، فجميعهم لعبوا أدوارا إيجابية خاصة رجال الأعمال الذين استثمروا في اليمن، بالإضافة إلى المهندسين والأطباء الذين نفتخر بهم ولحرص الحكومة على الاهتمام بالمغتربين تم إنشاء وزارة هي وزارة شؤون المغتربين وعقدنا مؤتمرا قبل عامين للمغتربين جمعناهم من كل دول العالم، وأعددنا خطة لإنشاء بنك للعمال يهتم بقضايا المغتربين إضافة إلى برامج مختلفة للاهتمام بهم بشكل أفضل.
نطالب بالتغيير.. ولكن
* ما هي رسالتكم للمغتربين في ظل الأزمة الراهنة؟
رئيس الوزراء: نحن نأمل أن يتموضعوا في الموقع الصحيح في هذه الأزمة ونحن متأكدون أنهم سيميلون إلى مصلحة الوطن والانتماء لليمن الكبير، وكلنا نطلب التغيير، وليس محصورا على من هم في حي جامعة صنعاء، الكل يطلب التغيير ولا بد أن نتجه للتغيير ونسير للأمام سواء في مجال مؤسسات الدولة أو الاقتصاد، ولكننا لسنا مع التغيير الانقلابي الذي يسعون إليه، وأنا أعتبر أن ما يدور في اليمن انقلاب تدريجي.
الحكمة ستسود
* ألستم خائفين من مرحلة التغيير؟
رئيس الوزراء: قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ "الإيمان يماني والحكمة يمانية"، وأنا أتصور أن الحكمة ستسود وسنصل إن شاء الله إلى طريق نصل فيها إلى التغيير وبأسس سليمة ودستورية.
* لقد أفرزت الأزمة دورا مشرفا للمرأة اليمنية، كيف ترون مستقبلها؟
رئيس الوزراء: الكثير من الشباب والشابات يتطلعون إلى مطالب محددة وواضحة، ولقد حاورتهم وذهبت إلى جامعة صنعاء، عندما بدأت الأزمة، وعقدت ثلاث جلسات مع نخبة من الشباب المتواجدين في ساحة التغيير، وقلت لهم ما هو المطلوب مني، وأنا مستعد للحوار، واستمعت لمطالبهم التي تتركز على الإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد، وقلت لهم إن أي مسؤول يقول لكم إنه سيقتلع الفساد فهو كذاب.
ولكنني سأعمل باتجاه الحد ومكافحة الفساد من خلال إصدار التشريعات ووعدناهم بتوفير أكثر من 60 ألف وظيفة للشاب.
الاستثمار يريد الاستقرار
* لماذا لم تتحول اليمن إلى دولة صناعية؟
رئيس الوزراء: في الحقيقة نحن سائرون باتجاه أن تكون اليمن دولة صناعية، وكما تعلمون أن الاستثمار يريد أمنا واستقرارا وفي هذه الأجواء تكون هناك تخوفات وحسابات خاصة للمستثمرين، وبيئة الاستثمار والاستقرار لا تريد حوثيا ولا قاعدة ولاحراكا جنوبيا.
والمرأة أصبح لها دور فعال وهناك الآلاف من الشابات يدرسن في خصصات مختلفة في الجامعات.والمرأة أصبح لها رأيها، واندمجت في الكثير من مؤسسات وهياكل الدولة. ولدينا عدد من النساء في مناصب قيادية، ومنهم وكيلات وزارات وقد أصبحت المرأة سفيرة ووزيرة وفي محافظة عدن نسبة النساء في هيئة التدريس 90 في المائة لأن المرأة منضبطة في عملها.
|