سميرة حميد - تاريخ دموي يتكرر بالزحف عملية الدفع والتحريض التي تمارسها قيادات المشترك في أوساط الشباب لتنفيذ عملية الزحف على المؤسسات الحكومية وصولاً إلى القصر الجمهوري يعكس صورة قاتمة لعقليات العنف وعشق الدم لدى تلك القيادات .
إن سعي المشترك بما يضمه من قيادات"إخوانية، وحوثية، واشتراكية" يذكرنا بالكثير من الماضي الأليم الذي لعبته قيادات هذه التيارات في تاريخ اليمن .
والحقيقة أن قيادات المشترك ذات ماضي دموي سجله تاريخ اليمن فالذاكرة تعيدنا إلى المجازر الفظيعة التي ارتكبتها قيادات التيار الماركسي وعمليات التصفية ضد بعضها حتى قبل نجاح الشعب اليمني في طرد المستعمر البريطاني حيث عملت تلك القيادات على إنهاء خلافاتها في إطار ما كان يعرف بالجبهة القومية عبر صراعات وتصفيات دموية .
عمليات التصفية الدموية استمرت بعد ذلك وأصبحت نهجاً تسير عليه القيادات الماركسية إبان حكمها الشمولي لجنوب الوطن.. ويتذكر الجميع الشهداء الكثيرين الذين سقطوا في عمليات التصفية تلك كالشهيد الرئيس سالمين والشهيد علي عنتر والشهيد عبدالفتاح إسماعيل وغيرهم الكثيرون .
وتاريخ اليمن لايمكن أن ينسى الجرائم الفظيعة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب اليمني خلال الحروب بين شطري اليمن سابقاً.. سيما ما كانت تقوم به قيادات الجبهة في شمال الوطن من جرائم ضد المواطنين من تفجيرات بالألغام، إلى قطع أعضاء الجسد إلى تنفيذ أحكام بالإعدام في محاكم لاتستمر مدتها سوى نصف ساعة .
عطش وعشق القيادات الماركسية للدم توج بمجزرة 13 يناير عام 86م والتي ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء اليمن لا لشيء إلا من أجل تصفية حسابات وصراع على السلطة وكانت نتائجها مدمرة وكارثية القيادات الماركسية لم يتوقف عطشها للدم فقد عمدت إلى إشعال حرب الانفصال عام 94م في مسعى منها لإعادة التاريخ إلى الوراء عبر إزهاق الأرواح .
أما زملائهم القوميون فالمجازر التي ارتكبها عبدالله عبدالعالم بحق أبناء الوطن من المشائخ والشخصيات الاجتماعية لاتزال في الذاكرة بدمويتها .
الإخوان المسلمون هم أيضاً مارسوا أعمال التصفيات الجسدية لخصومهم بفتاوى دينية قبل أن يجدوا من تنظيم القاعدة والحركات الجهادية منتفعاً لممارسة هواياتهم في القتل عبر عمليات الإرهاب التي نفذوها في أرجاء اليمن وذهب ضحيتها المئات من المواطنين ورجال الأمن والأجانب ناهيك عن خسائرها الاقتصادية والسياسية .
الحوثيون هم الجناح الذي دخل هذا التحالف مؤخراً بعد أن تحولوا إلى حركة مسلحة تسببت في إشعال ست حروب في صعدة ذهب ضحيتها آلاف من المواطنين والجنود وتسببوا في كارثة لاتزال البلد غير قادرة على تجاوزها .
هذه القيادات ذات التاريخ الدموي تحاول اليوم تكرار تجارتها الدموية عبر الدفع بالشباب إلى ما تسميه الزحف وهي تدرك تماماً أن مثل هذه الأفعال قد تكون نتيجتها مدمرة وسيسقط فيها ضحايا ودماء كثيرة خصوصاً في أوساط الشباب الذين لا ناقة لهم ولا جمل .
تلك القيادات باتت اليوم تحاول إعادة تكرار تاريخها الدموي عبر الزج بشباب الوطن في أتون معركة لانتيجة لها سوى حلم الوصول إلى السلطة غير مدركين بأن الشعب اليمني لن يسمح لهم بممارسة هواياتهم وعشقهم لمناظر المجازر والدماء والأشلاء .
|