عبدالملك الفهيدي -
زعيل يصف دافعي راتبه بالبلاطجة!!
لم يكتف عسكر زعيل - وهو عقيد في الفرقة الأولى مدرع - بخيانة قسمه العسكري حين ارتد عن الشرعية وتمرد مع قائده علي محسن عن الجيش، بل ذهب إلى أكثر من ذلك حيث بات يمارس دوراً إعلامياً سيئاً وصل حد تحوله إلى (سفيه).
زعيل الذي ساعده انتماؤه الإخواني في أن يصبح أكثر المقربين من اللواء علي محسن وجد في حرب صعدة السادسة فرصة يثبت الولاء للواء بدلاً من الولاء للجيش والوطن والشعب.. حين تصدر القنوات الفضائية ناطقاً باسم قيادة المنطقة الشمالية الغربية، وهو دور كان ينظر إليه الكثيرون بإيجابية، لكن تلك النجومية سرعان ما أفلت حين تحول زعيل العقيد إلى صف المتمردين في الجيش والمعادين للشرعية الدستورية، وأصبح مجرد “ناطق” يوزع السفاهات التي لا يستطيع من يقفون خلفه ترديدها بحق الآخرين.
بالأمس ظهر زعيل على قناة العربية - بحجمه الحقيقي وبعقليته الإخوانية.. وبفكره المريض - ليصف الملايين من أبناء الشعب اليمني بالبلاطجة والمأجورين.. وزاد من سقوطه حين وصف الملايين المحتشدة في ميدان السبعين لأداء صلاة جمعة الوحدة بأنهم “كانوا عمالاً في مزارع الشيخ الأحمر قبل أن يصبحوا بلاطجة للحاكم”.
رحم الله الشيخ الأحمر الذي أجزم أنه لو كان حياً لطالب بحبس زعيل على إساءاته تلك، ولما قبل السخرية من أبناء الشعب اليمني على ذلك النحو.
زعيل.. أساء أولاً للشيخ عبدالله - رحمه الله - بحديثه ذلك الذي يرى في عمال مزارع الأحمر، وكأنهم مواطنون من الدرجة العاشرة.. وأساء للواء علي محسن، حين أظهر أن أتباعه يحقرون الآخرين.. لكن لم يسيء لنفسه؛ لأنه ما كان ليقول ذلك لو كان ذي نفس كبيرة.
أما الملايين المؤيدون للشرعية الدستورية فلم تنل منهم إساءة زعيل؛ لأنهم يدركون عظمة نفوسهم، ولا يلتفتون إلى مثل هذه “السقطات” والترهات الإعلامية والأوصاف العنصرية المقيتة أو الأوصاف السيئة.
لكن ما يثير الحزن في النفس أن تكون تلك الإساءات صادرة من ضابط في الجيش برتبة عقيد.. ذلك أن ضباط الجيش ومنتسبيه. حتى لو كانوا من المتمردين أمثال زعيل - لايزالون في إطار المؤسسة العسكرية، ويتسلمون مرتباتهم من وزارة الدفاع ومن أموال دافعي الضرائب..
لقد كان على زعيل أن يدرك أن مرتبه يدفع من عرق هذه الملايين التي يصفها بالبلاطجة والمأجورين، وأنه مهما كان له الحق في أن يختلف معهم سياسياً وفكرياً، إلا أن ذلك الحق لا يمنحه إطلاقاً أن يسيء إليهم بتلك الصورة التي تعكس حقداً وكراهية وعنصرية عمياء لا تصدر عن العامة، فما بالك حين تصدر عن ضابط برتبه عقيد.
قبل فترة كان زعيل قد هدد بتقديم نحو 200 ألف شهيد من أجل ما أسماه، الزحف إلى القصر الجمهوري وإسقاط النظام.. وحينها قال الجميع: إن ذلك الحديث مجرد عنترية يمكن إدراجها في إطار الحرب النفسية الإعلامية، رغم ما تعكس من ثقافة عنف وإرهاب يحمله الإخوان المسلمون وزعيل واحد منهم.
لكن ذلك “الزعيل” عاد مجدداً ليصف الملايين بالبلاطجة والمأجورين، وكأنه كان يريد فقط إثبات ولائه لعلي محسن ولحميد الأحمر.. ولو كان ذلك على حساب أخلاقه وعلى حساب تشويه سمعة اليمن واليمنيين، وعلى حساب كل القيم التي يفترض أن يتسم بها حتى أكثر المعارضين للنظام..
إن زعيل يعكس حقيقة كيف أن ولاء هؤلاء لم يكن يوماً للشعب والوطن وثورته بقدر ما كان ولاء لأشخاص أو أحزاب.. ولذلك يرون في الآخرين مجرد رعاع يجب اجتثاثهم.. متناسين أنهم يقتاتون أرزاقهم من أموال هؤلاء البسطاء الذين يصفونهم بالبلاطجة.. وهم في الحقيقة عظماء؛ لأنهم لا يبيعون أنفسهم ومواقفهم وقيمهم للآخرين كما فعل زعيل وأمثاله.