الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:02 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 17-مايو-2011
المؤتمر نت -  -
تجار الأزمات..!!
دأب البعض على رفض كل المبادرات والمساعي والجهود الخيرة التي بذلت من أكثر من طرف من أجل احتواء تداعيات الأزمة الراهنة على الساحة الوطنية، وتطويق تفاقمها وأضرارها وتأثيراتها السلبية على اليمن وأبناء شعبه، الذين يعانون اليوم الأمرين جراء تراجع الأداء الاقتصادي، الذي ألقى بظلاله على الواقع الاجتماعي عموماً، فضلاً عن معاناة الناس من التقطعات والأعمال التخريبية، والممارسات الغوغائية والفوضوية، والتي تولدت عنها الكثير من الأزمات، ومن ذلك ما هو ناجم عن قطع الطرق ومنع وصول قاطرات الغاز والديزل والبنزين إلى العاصمة والمحافظات الأخرى، والاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء.
ومما لاشك فيه أن من أصُّموا آذانهم وأغلقوا قلوبهم وعقولهم أمام كل المبادرات التي تقدم بها رئيس الجمهورية، ومن ذلك مبادرة فخامته الشجاعة في المؤتمر الوطني العام الذي حضره أكثر من اثنين وخمسين ألفاً من مختلف الفعاليات الوطنية السياسية والاجتماعية والجماهيرية من سائر محافظات اليمن، والتي تضمنت إيجاد دستور جديد، والانتقال إلى النظام البرلماني، وإنجاز قانون جديد للانتخابات تعتمد بموجبه القائمة النسبية، وقيام الحكم المحلي كامل الصلاحيات الذي بموجبه تتوزع الجمهورية إلى أقاليم ووحدات إدارية أقل فأقل تدار محلياً من قبل مجالس منتخبة من الشعب، لم يكن جديداً على مثل هؤلاء، ونعني بهم قيادات أحزاب اللقاء المشترك أن يضعوا العراقيل أمام مبادرة وجهود الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، بل ويعملون بكل دأب على زرع الأشواك في طريق هذه المساعي الأخوية النابعة من روح الإخاء والجوار والعلاقات الحميمة وأواصر القربى والرحم التي تجمع بين أبناء الشعب اليمني وأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي.

ولا نذيع سرَّاً حين نقول أن أحزاب اللقاء المشترك والقيادات المتربعة عليها تراهن على الفوضى، حتى أنها جعلت من هذا الرهان خياراً للتعامل مع كل المبادرات والمساعي الخيِّرة، بل أنها وفي الوقت الذي تستجدي فيه تعاطف بعض الأطراف الدولية، وتقوم بتأليب الخارج، وخاصة من لا يعرفون حقيقتها، على وطنها فهي لا تجد حرجاً في الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية وكل الاتفاقات والوعود التي تقطعها على نفسها.

والمؤسف حقاً أن من يتاجرون اليوم بالشباب ويزايدون باسمهم ويتلاعبون بمشاعرهم، بعد أن صادروا تطلعاتهم ومطالبهم وزرعوا اليأس والإحباط في نفوسهم، هم من يمارسون أكبر أكذوبة في تاريخ اليمن قديمه وحديثه حينما يتحدثون عن الإصلاحات والتغيير وبناء الدولة المدنية. إذ كيف لمن لا يقبل رأياً مخالفاَ ويضيق بكل صوت لا يتفق معه ويعمد إلى قطع الألسنة وتهديد من يرفضون مواقفه أن يكون مصلحاً أو أداة من أدوات الإصلاح أو يمتلك رؤية لبناء دولة.

وكم هو موجع ومؤلم أن ينبري من يتطفلون على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة ويدعون إلى الزحف على المرافق العامة ومؤسسات الدولة وتكسيرها وسلب ما فيها وتعطيل مسارات التنمية والإضرار بمصالح المواطنين أن يتدثروا بلبوس المصلحين وعباءات البناة وهم الذين لا يجيدون سوى الهدم والتخريب وإثارة الفتن وإشعال الحرائق وإشاعة الأحقاد والضغائن والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.

وكم هو مخجل أيضاً أن من ظهروا يتحدثون باسم الشباب في الفترة الماضية، هم اليوم من يغتالون أحلامهم وطموحاتهم، وهم اليوم من يفرضون وصايتهم ومشاريعهم الملغمة بالأجندات المشبوهة على أولئك الشباب الأبرياء، الذين أخذهم - ربما- حماس ما جرى في بعض الشوارع العربية لتقليد ذلك ومجاراته ليقعوا في حبائل أحزاب المشترك التي جعلت منهم مطايا لأهدافها ومطامعها السياسية والحزبية، ورغبتها الجامحة في القفز إلى كراسي الحكم بأي ثمن كان.

وأمام هذه الحالة فقد آن الأوان لكي يعلن جميع أبناء الوطن أنهم سند لهذا الوطن وأمنه واستقراره وأنهم لن يسمحوا بتدمير هذا الوطن وإدخاله في سراديب مظلمة تنتهي به إلى كوارث ماحقة ومآس فوق احتمال أبنائه.

وعلى قادة المشترك أن يستحوا من الله ويعلموا أن عصا العنف التي يلوحون بها ستقع على رؤوسهم قبل أن يبدأوا في تحريكها.

وصدق الله العظيم القائل: " وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً

* افتتاحية الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر