د.علي مطهر العثربي -
الشباب وطريق العودة إلى الوطن
لم يكن الأمر سهلاً لدى الشرفاء والنبلاء الذين ناضلوا من أجل حرية اليمن واليمنيين ، ولم يدرك شاب اليوم الذين نشأوا في كنف الوحدة المباركة معاناة آبائهم وأجدادهم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل انتصار ثورة 26سبتمبر و14أكتوبر ، ولم يدرك شباب اليوم حجم المخاطر والمعوقات التي واجهت إصرار اليمن في سبيل الوصول إلى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ، ولم يدرك شباب اليوم أهمية المنجزات والمكاسب التي تحققت للوطن اليمني الواحد منذ انتصار الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر والوحدة الخالدة ، لأن شباب اليوم جاءوا على الخير الوفير والنعمة الشاملة ، ولم يعرفوا مصدر ذلك العز وتلك النعمة وتربوا في كنف الخير والسلام .
إن جيل الوحدة الذين اهملوا تربوياً وفكرياً وعقائدياً وسياسياً قد تعرضوا لأسلوب تربوي ماكر غرس في أفكارهم وأذهانهم معلومات لاصلة لها بالواقع ، وغيّب عنهم تاريخ اليمن وثورته ووحدته ، بمعنى أكثر تحديداً تعرض معظم شباب الوحدة لحالة من التجهيل المخطط والمتعمد، بهدف عزل جيل الوحدة عن نضالات الآباء والأجداد والثورات اليمنية والوحدة المباركة ، تحت حجة أن الثورة قد تمت والوحدة قائمة ولم يعد من مخاطر تحدق بهما ، وقد صدق البعض للأسف هذا القول وتغاضى حتى عن تحية العلم في ساالشباب وطريق العودة إلى الوطن حات المدارس ، الأمر الذي فتح المجال أمام الحاقدين على الثورة والوحدة لغرس أفكار ما أنزل الله بها من سلطان وجهلوا الشباب عن تاريخ اليمن والثورة اليمنية والوحدة المباركة لدرجة أن بعض الشباب ، إن لم يكن كلهم في ساحات التغرير لايعرفون تاريخ قيام الثورة اليمنية ولا يعرفون تاريخ إعادة لحمة الوطن وقد أسهم الآباء مع الأسف في ترك أبنائهم فريسة للحاقدين وأصحاب الفتن وتجار الحروب ، ولم يعرف الآباء بخطورة ذلك الإهمال إلا عندما شاهدوا أبناءهم في ساحات التغرير يرفعون صور جيفارا ويحاولون اقتحام المؤسسات والمنشآت ويزحفون على منجزات الثورة والوحدة .
لم يدرك الشباب أنهم جهلوا وتعرضوا لغواية شيطانية إلا عندما رأوا أن الذين يرسمون لهم خطط الزحف على منجزات وخيرات الثورة والوحدة ، هم أنفسهم أعداء الثورة والوحدة الذين قامت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لتخليص الشعب من جورهم وجاءت الوحدة وخلصت الشعب من صلفهم ونهبهم لحقوق الشعب وتكميمهم للاخوان وسحلهم للنبلاء والشرفاء من أبناء الوطن ساعتها أدرك الشباب انهم كبش فداء ووقود نار أشعلها الحاقدون , ووسيلة لإشباع رغبات الحاقدين والطامعين ,وأن فعلهم ليس من أجل الوطن وإنما من أجل تدمير الوطن لصالح صناع الأزمات الذين يريدون أن يجعلوا الشارع وسيلة لتحقيق غايتهم الشيطانية فخرج الأحرار من الشباب وعادوا إلى صف الشرعية وبقي القليل والذين ينبغي عليهم العودة إلى الوطن بإذن الله.