عبد الملك الفهيدي -
خصوم بلا أخلاق!!
بقدر ما شكل الظهور الأول لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح على الإعلام صفعة مدوية للانقلابيين والمتآمرين، بقدر ما عكس حقيقة نفوسهم المريضة وما يغتلي في قلوبهم من حقد وكراهية، وما تتسم به طباعهم من قلة أدب وأخلاق.
في الأسبوع الماضي أشرت إلى أن أحد أهم الأخطاء التي تمارسها قيادات المشترك وشبابهم من “مدعي الثورة” تتمثل في تعاملهم بقلة لياقة أخلاقية وسياسية مع رموز الدولة وشخوصها، وهو ما يبدو أنه أصبح طبعاً متأصلاً فيهم- والطبع يغلب التطبع- فما بالك حين يمتزج بالحقد والكراهية.
بعض قيادات في المشترك الذين ظلوا يصمون الآذان بضرورة إظهار حقيقة الوضع الصحي للرئيس- بل أشاعوا أنه مات حتى صدقوا أنفسهم- ما إن ظهر الرئيس حتى سارعوا للظهور على وسائل الإعلام لنشر غسيلهم العفن بين من يزعم عدم قدرته على الحركة ، وآخر يزعم انه بات عاجزاً عن ممارسة مسؤولياته ، وشامت يشبهه بالأسود العنسي، وآخر يعبر عن غيظه من احتفالات الشعب اليمني بسلامة الرئيس.
شباب المشترك خصوصاً أولئك الذين يعبرون عن نواقص في نفوسهم بالتحول إلى ثوار على صفحات الفيس بوك ،والمنتديات، والمواقع الالكترونية حذوا حذو قادتهم في التعبير عن افتقادهم وافتقارهم حتى لأبسط المعاني الأخلاقية.. بعضهم حاول الشماتة. وآخرون تشفوا وعبروا عن حقدهم بتعليقات وعبارات لا تصدر إلا عن أناس فقدوا أبسط معاني الإنسانية.. وحين يفقد الإنسان أخلاقة فإنه يفقد نفسه كما قال الشاعر : فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
ولأن الفرق بين رجال الدولة والقادة العظماء وبين مدعي العظمة والباحثين عن الظهور والشهرة واضح كالشمس في كبد النهار وجدنا أن رئيس الجمهورية – وبعيدا عن الإصابات التي ظهرت عليه – تحدث بعقلية رجل الدولة، وفكر القائد العظيم، والسياسي المحنك، والرجل الوفي، والإنسان المتسامح، والأب الرحيم.. لم يعبر عن روح انتقامية بل عكس نفساً متسامحة تسمو فوق الصغائر،حتى حين عرج على الخصوم السياسيين انتقد أفعالهم وممارساتهم الانقلابية على الشرعية والخارجة عن القانون والدستور،ولم ينتقد شخوصهم.
في المقابل: ظهر الطرف الآخر –ولا نعمم على الجميع - على النقيض من ذلك شامتا، وساخراً،ومتشفياً، وصغيراً حتى من ناحية إنسانية في رد الفعل على ظهور الرئيس الأول بعد محاولة اغتياله التي وصفها الزميل الأستاذ نبيل الصوفي بأنها اكبر محاولة اغتيال تشهدها البلاد والمنطقة.
أحد أولئك الذين لم يجدوا ما يعبرون به عن حقدهم ذهب للتعبير عن غيظه وحنقه من احتفالات الشعب اليمني بظهور الرئيس وسلامته مدعياً أنها تعدٍ علي الحقوق المشروعة لليمنيين...ولا ندري عن أي حقوق يتحدث ذلك الشخص المتبدل الذي يغير مبادئه كلما اقتضت المصلحة ذلك.
ردود الفعل المريضة من قبل مدعي الثورة لم تقف عند حدود ذلك بل وصلت حد السخافة والحمق فأحدهم زعم انه خبير تجميل وذهب ليشرح ويحلل مطولاً ليصل إلى الاستنتاج بأن من ظهر أمس ليس هو الرئيس علي عبدالله صالح وإنما شخص آخر قلده وأن السعودية وراء هذه المسرحية .. يا لله من هذا السخف وهذه الحماقة .. وتخيلوا أن مثل هذه الحماقة موجودة في القرن الحادي والعشرين.
لكن ما يشعر الإنسان بالرضا رغم كل ذلك أن هؤلاء باتوا يخسرون كل يوم نتيجة لأخلاقياتهم وتعاطيهم مع المختلفين معهم سياسياً بطرق باتت بلا أخلاق وبلا قيم وبلا رؤية.. وهو ما يقدم دلائل عن كونهم غير جديرين ليس بالوصول إلى السلطة بل حتى بأن يصفوا أنفسهم بالثوار.