الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:24 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 14-يوليو-2011
المؤتمر نت - أحمد الحبيشي أحمد الحبيشي -
لماذا يهاجمون قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية؟
تتعرض قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية لحملات سياسية وإعلامية غاشمة من قبل الماكنة الدعائية لحزب (الإصلاح) التي تشمل عددا من الصحف والمواقع الإخبارية، بالإضافة الى قناة "سهيل" الفضائية. اللافت للنظر أن هذه الحملة تزامنت مع قيام جماعات إرهابية مسلحة تابعة لتنظيم (القاعدة) بالاستيلاء على مدينتي جعار وزنجبار في محافظة أبين، حيث تخوض قوات الجيش والأمن التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية معارك بطولية بهدف تطهير هاتين المدينتين من الإرهاب، ما أدى إلى مقتل وأسر العشرات من الإرهابيين، واستشهاد وجرح العديد من أبطال القوات المسلحة والأمن الذين يجترحون تضحيات جسيمة دفاعا عن الوطن، وإسهاما في مكافحة الإرهاب الذي يلحق الضرر بالمصالح الوطنية العليا ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وبقدر ما أدى تسلل خطر الإرهاب إلى عاصمة محافظة أبين، وقيام الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم (القاعدة) بتحويلها إلى إمارة إسلامية، والتهديد بالزحف على مدينة عدن ، إلى تشريد أكثر من (45 ألف مواطن ومواطنة) من الرجال والنساء والأطفال، الذين نزحوا إلى مدينة عدن، وتخريب ونهب المنشآت والمرافق الحكومية والبنوك العامة والخاصة في مدينة زنجبار، والسعي للاستيلاء على معسكر اللواء (52 ميكا) الذي يتصدى ببسالة أسطورية لهذه الجماعات الإرهابية، بقدر ما أدى أيضا إلى إثارة قلق الحكومة اليمنية وكافة حكومات دول المنطقة والعالم، خصوصا بعد ثبوت مشاركة عشرات الإرهابيين من مختلف الجنسيات في المعارك الدائرة هذه الأيام في محافظة أبين.
من المفارقات المدهشة والمثيرة للتساؤل صدور بيان باسم اللجنة التنظيمية للمعتصمين في ساحة جامعة صنعاء – التي يهيمن عليها حزب التجمع اليمني للإصلاح – بعد يومين من استيلاء تنظيم (القاعدة) على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين،يناشد اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبيةللانضمام إلى ماتسمى(الثورة السلمية)!!
تساءل الكثير من المراقبين بعد صدور ذلك البيان عن مغزى تزامنه مع قيام قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بواجبها الوطني في إرسال بعض الألوية والوحدات المقاتلة من محور عدن ومحور العند، إلى محافظة أبين، بهدف مواجهة قوى الإرهاب وفرض حزام أمني حول مدينة عدن، وكأن المقصود من دعوة اللواء مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية إلى إعلان انضمامه لما تسمى (الثورة السلمية) هو إبقاء قواته حبيسة المعسكرات ، والامتناع عن أداء واجبها الوطني والدستوري في الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب وحماية مدينة عدن التي تضم العديد من المنشآت الحيوية الاقتصادية والصناعية الإستراتيجية، وفي مقدمتها مصافي البترول وميناء الزيت بالبريقة وميناء عدن العالمي بالتواهي ومينائي الحاويات والشحن والتفريغ في المعلا والمنطقة الحرة، ومحطة إنتاج الطاقة (الكهروحرارية) بالحسوة ، ومطار عدن الدولي بخورمكسر، بالإضافة إلى العديد من القواعد العسكرية الجوية والبحرية والبرية، بمعنى أنَّ المقصود من دعوة اللواء الركن مهدي مقولة للانضمام إلى ما تسمى (الثورة السلمية) هو إبقاء القوات التي تخضع لقيادته داخل المعسكرات .
اللافت للنظر أن محمد الحزمي عضو مجلس شورى حزب "الإصلاح" انبرى في الخطبة التي ألقاها أمام المعتصمين بساحة الستين في أول جمعة تلت سقوط مدينة زنجبار في أيدي تنظيم "القاعدة" للترحم على قتلى هذا التظيم الارهابي الدولي في محافظة أبين والذين وصفهم محمد الحزمي في خطبته ( الثورية ) بأنهم شهداء في سبيل الله والدعاء على قوات الجيش التي أزهقت أرواح (الشباب الثائر المجاهد ) في أبين بحسب تعبيره، الأمر الذي يسهم في تسليط الضوء على طبيعة المشروع السياسي الذي يجري التحضير له من خلال الاعتداءات المسلحة اليومية التي تتعرض لها قوات الجيش والأمن في مختلف المحافظات تحت مسمى (الثورة السلمية) !!
وعدم التصدي لاعمال التخريب التي تتعرض لها محافظات ابين وعدن ولحج علىايدي عناصر تنظيم القاعدة التي تتفق في اجندتها مع احزاب اللقاءالمشترك والقوى المنشقة والمتمردة على الشرعية الدستورية هدف واحد هو اسقاط النظام. ويزيد من خطورة الدعوة التي وجهتها ما تسمى باللجنة الشعبية للثورة السلمية في صنعاء لانضمام اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية إلى "الثورة"، وقيام خطيب ساحة الستين ( الثورية ) بالترحم على قتلى "القاعدة" في محافظة أبين ، وصولا الى شروع أحد الشخصيات القبلية المحسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة شبوة ويدعى ( الملا زبارة ) بإعلان فشل مبادرة قال إنه تقدم بها ( لوقف القتال بين الجماعات الاسلامية المسلحة في أبين وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية ) حسب تعبيره ، مشيرا إلى من أسماهم المجاهدين في زنجبار اشترطوا لقبول المبادرة ووقف إطلاق النار انسحاب قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية إلى المعسكرات ، وتسليم مدينة عدن حتى يتم استكمال قيام إمارة عدن – أبين الإسلامية ، مقابل تعهد تنظيم ( القاعدة) بعدم التعرض لهذه القوات إذا أقدمت على تسليم عدن والبقاء داخل المعسكرات، الأمر الذي يتطابق مع مضمون الدعوة التي طالبت اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة بالانضمام لما تسمى ( الثورة السلمية )، بمعنى عدم التصدي لأعمال التخريب التي تتعرض لها محافظات عدن وأبين ولحج على أيدي عناصر تنظيم القاعدة الذي يتفق مع أحزاب اللقاء المشترك والقوى المنشقة والمتمردة على الشرعية الدستورية في حدثِ واحد فقط هو اسقاط النظام.
الثابت أن شعورا بالقلق والخوف ساد بين صفوف المواطنين والمواطنات في مدينة عدن، بعد سقوط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وتسلل بعض العناصر الإرهابية إلى هذه المدينة الآمنة بهدف القيام بأعمال انتحارية ضد بعض الوحدات العسكرية والأمنية المنتشرة في المدينة، ونشر الرعب بين صفوف سكانها.. وتجلى هذا الشعور بتوجه عدد من الشخصيات الاجتماعية إلى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية ومطالبتها بإعادة نشر الوحدات العسكرية في المدينة وحمايتها من خطر الإرهاب، وهو ما فعلته أيضا نقابة الصحفيين فرع عدن التي أصدرت بيانا ناشدت فيه قوات الجيش والأمن بالقيام بواجبها الوطني في حماية مدينة عدن من خطر الإرهاب الذي يتربص بها.
لا يحتاج المرء الى جهد كبير لاكتشاف الترابط الوثيق بين إعلان أمير تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في أول بيان صدر عقب الإعلان عن توحيد جناحي تنظيم "القاعدة" في اليمن والسعودية قبل عامين، بأن هدف تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب هو إقامة "إمارة إسلامية" على غرار (نظام طالبان) في أية منطقة يتم الاستيلاء عليها ، وتحويلها إلى نواة لإقامة (نظام الخلافة )، وبين دعوة الشيخ عبدالمجيد الزنداني المرشد الديني لحزب التجمع اليمني للإصلاح إلى تغيير النظام القائم وإقامة نظام الخلافة الإسلامية على نحو ما جاء في خطبته الشهيرة التي ألقاها أمام ( الثوريين ) المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء في شهر مارس المنصرم، عندما أعلن انضمامه إلى "ثورتهم السلمية" وسط هتافات المعتصمين الذين رددوا ( الله أكبر ولله الحمد )، بما هو الشعار الذي يردده دائمًا أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح في اجتماعاتهم وفعالياتهم الحزبية.
في هذا البيان يمكن فهم الأبعاد الحقيقية للمعارك الدائرة بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة في مدينة زنجبار التي تبعد عن مدينة عدن بحوالى (ستين كيلو متر )، ويربطها بمحافظتي عدن ولحج شريط ترابي يمتد من مناطق العلم والعريش والممدارة مرورًا بمنطقة العماد وانتهاء بمنطقة الفيوش، حيث يبرز مشروع الإمارة الإسلامية كنواة للانطلاق نحو إقامة نظام الخلافة في شبه جزيرة العرب والعالم العربي والإسلامي ، بما هو واحدٍ من أبرز المشاريع التي تستهدف تحويل اليمن بأسرها في حال تفكك أو سقوط النظام إلى محرقة مدمرة ، وبؤرة عدوانية توسعية من شأنها تأليب كافة دول المنطقة والعالم لمحاصرة بلادنا ومعاداتها ومحاربتها ومعاقبتها بكل الوسائل الممكنة.
وفي هذا السياق أيضا يمكن فهم دعوة اللجنة التنظيمية لما تسمى (الثورة السلمية)لانضمام اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اليها ، ومطالبة تنظيم القاعدة بسحب قوات المنطقة العسكرية الجنوبية إلى المعسكرات وتسليم عدن لمقاتليه ، مقابل التعهد بعدم التعرض لهذه القوات على نحو ما يحدث في بعض المناطق الأخرى التي تسيطر عليها جماعة حزب الإصلاح وعناصر من تنظيم القاعدة. تأسيسًا على ما تقدَّم يبدو اللواء الركن مهدي مقولة شخصية عسكرية مثيرة للاهتمام، خصوصًا بعد رفضه الالتحاق بموقف قيادتي المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والمنطقة العسكرية الشرقية اللتين أعلنت انشقاقهما عن القوات المسلحة، وهو ما دفع الكثير من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية إلى التواصل مع كاتب هذه السطور لغرض المساعدة في اللقاء بهذا القائد العسكري المثير للجدل ، والتعرف على قراءاته ورؤيته للأحداث الجارية في البلاد، غير أنني لم أوفق في خدمة مراسلي وسائل الإعلام التي ترغب في إجراء حوارات صحفية مع قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي ظل ولا يزال حريصا على الابتعاد عن الأضواء.. اعترف بأنني حاولت التواصل مع اللواء الركن مهدي مقولة بهدف التعرف عليه والتحدث إليه عبر صحيفة (41 أكتوبر) التي أتولى رئاسة تحريرها، غير أنني ترددت كثيرًا بسبب معرفتي بحرصه على أن يظل قائدًا عسكريًا خارج دائرة الضوء، لكنني فوجئت قبل أسبوعين باتصال هاتفي من اللواء مهدي مقولة شخصيا أبلغني فيه برغبته في اللقاء بي في مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية.
وعندما ذهبت في الموعد المحدد أخبرني مدير مكتبه بأن اللقاء سيكون في حدود عشر دقائق ، وأن الهدف منه هو التعارف فقط ، وليس إجراء حوار صحفي للنشر، بيد أن الحديث مع اللواء مهدي مقولة كان ممتعًا وحيويًا، واستغرق أكثر من (54 دقيقة) تخللته اتصالات عبر غرفة العمليات، كان القائد يوجه من خلالها بعض الأوامر والتوجيهات، فيما كانت دهشتي كبيرة حين لاحظت أن اللواء الركن مهدي مقولة أبدى حرصًا ملحوظًا على إطالة الفترة المحددة للقاء ، ما دفعني إلى التوقف عن الحديث وإنهاء اللقاء والوقوف لتوديعه حتى أتيح له مواصلة مهامه وواجباته.
في هذا اللقاء تعرفت كثيرًا على شخصية هذا القائد العسكري المثير للجدل والاهتمام، وأسعدني انَّه يمتلك قراءة متماسكة للأحداث التي تشهدها بلادنا ، ورؤية واضحة لسبل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، ولم يخفِ اللواء الركن مهدي مقولة في مجرى حديثه معي حرصه على نقل رسالة من خلال صحيفة "41 أكتوبر" إلى جميع أبناء وبنات مدينة عدن الباسلة ، بأن مدينتهم آمنة وستظل آمنة، مشيرًا إلى أن قوات المنطقة العسكرية الجنوبية لن تتخلى عن واجبها الوطني والدستوري في الدفاع عن أمن مدينة عدن، وحماية منشآتها النفطية وموانئها البحرية والجوية ومحطاتها الكهربائية ومرتكزاتها الاقتصادية، وفي المقدمة منها سلامة سكانها رجالاً ونساءً.
كما تحدث اللواء الركن مهدي مقولة عن المعارك الدائرة في محافظة أبين والتي قال أنها تحت السيطرة، وأنّ قوات الجيش فرضت حزامًا أمنيًا قويًا حول مدينة عدن لمنع انتقال خطر الإرهاب إليها، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية المسلحة في زنجبار وجعار تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد على أيدي الألوية المقاتلة والقوات البحرية وسلاح الطيران ، وفي المقدمة منها اللواء (52 ميكا) الذي يقاتل ببسالة وشجاعة.. وأكد اللواء مهدي مقولة أن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية تقوم بواجبها الوطني في تأمين الإمدادات التي يحتاجها بسبب انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم (القاعدة) في قلب المدينة، وما ترتب على ذلك من انقطاع خطوط الإمداد المباشر.. وفي هذا الصدد أوضح اللواء الركن مهدي مقولة أن الجيش قادر على اقتحام مدينة زنجبار لكنه حريص على سلامة منازل المواطنين ومزارعهم، حيث تخطط الجماعات الإرهابية لاستدراج القوات المسلحة لخوض حرب عصابات طويلة الأمد معها وإنهاكها، مشيرًا إلى أن التكتيك القتالي الذي تتبعه القوات المسلحة يستهدف تكبيد هذه الجماعات الارهابية خسائر مباشرة ، وضرب مراكز تجمعاتها ومستودعات أسلحتها، تمهيدًا لمعركة فاصلة ستشارك فيها قوات شعبية من مختلف مديريات المحافظة إلى جانب القوات المسلحة.
وأعرب اللواء مهدي مقولة عن أسفه لوصول الاوضاع في محافظة أبين الى هذا المستوى الخطير ، مشيرا الى أن ذلك ما كان ليحدث لولا تدخلات بعض مراكز القوى العسكرية في الشؤون الداخلية لمحافظة أبين طوال السنوات الماضية ، حيث ظلت شؤون هذه المحافظة تدار بعيدا عن ارادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الجنوبية التي طالما نبهت وحذرت من خطورة تلك التدخلات ، وخطورة الرعاية التي كانت تحظى بها الجماعات الجهادية المتطرفة من قبل بعض مراكز القوى المعروفة بدعمها لتلك الجماعات الارهابية المسلحة التي تضخمت كثيرا قبل ان تتمكن من الاستيلاء على مدينتي جعار وزنجبار !!
وعندما سألته عن مغزى موقفه الرافض للانشقاق والمؤيد للشرعية الدستورية قال اللواء الركن مهدي مقولة إن ثمة هدفًا واحدًا يربط بين الذين يدعونه إلى الالتحاق بموقف قيادتي المنطقة العسكرية الشمالية والشرقية وبين دعوة تنظيم القاعدة إلى سحب قوات المنطقة العسكرية الجنوبية إلى المعسكرات والتعهد بعدم الاعتداء عليها مقابل تسليم مدينة عدن، بمعنى أن المطلوب منه هو البقاء في المعسكرات والتخلي عن حماية مدينة عدن، حتى يسهل تنفيذ أبرز فصول المخطط الانقلابي الرامي إلى إسقاط النظام وتفكيك الدولة.
وأضاف مهدي مقولة إن التخلي عن حماية المرتكزات الاقتصادية والإستراتيجية لمدينة عدن يعني في نهاية المطاف سقوط النظام من طرفه الجنوبي بعد أن استعصى على الانقلابيين اسقاطه من وسط العاصمة صنعاء، وفي الحالتين ستسقط الوحدة وتتفكك الدولة، وينهار كل شيء، حيث سنكون أسوأ من الصومال.
وإذ يعترف اللواء مهدي مقولة بأن موقف قيادتي المنطقة العسكرية الشمالية والشرقية لعب دورًا في إطالة أمد الأزمة وتفاقم تداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية ، لكنه بستبعد أن يؤدي هذا الموقف إلى نجاح مخطط إسقاط النظام وتفكيك الدولة، مشيرًا إلى أن قيادتي المنطقتين العسكريتين الشمالية الغربية والشرقية ، والفرقة الأولى مدرع فقدت السيطرة على مناطقها ولم تعد معظم ألويتها تخضع لسيطرتها ، على العكس تمامًا من الوضع في المنطقة العسكرية الجنوبية التي تسيطر قيادتها بصورة مطلقة على كافة المحاور الخاضعة لها،مشيرًا إلى أن الفرقة الأولى تفككت ميدانيًا ولم تعد موحدة، حيث تسيطر قيادتها على لواء واحد فقط يقع في منطقة الستين المجاورة لمقر ا لفرقة الأولى وساحة الاعتصام التي تحتمي بها ولا تحميها، بينما انشق عنها أهم ألويتها في العاصمة وهو اللواء الرابع الذي أعلن تأييده للشرعية الدستورية، ويمارس واجباته الوطنية في حماية شمال العاصمة والمطار والإذاعة والتلفزيون وبعض المناطق الإستراتيجية، مشيرًا إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح بإمكانه إجهاض هذا الانشقاق عسكريًا لكنه حريص على حياة الشباب المعتصمين في ساحة الجامعة الذين تحتمي بهم قيادة الفرقة، و تستخدمهم دروعًا بشرية.
وأعرب اللواء الركن مهدي مقولة عن تفاؤله في أن تقتنع كافة الأطراف السياسية بأهمية حل الأزمة عبر حوار وطني لا يستثنى منه أحد، برعاية إقليمية ودولية على نحو ما دعا إليه مجلس الأمن الدولي في بيانه بشأن الوضع الراهن في اليمن، وبما يحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره وتقدمه ، ويعزز نظامنا الديمقراطي التعددي، ويؤمن التداول السلمي للسلطة عبر القواعد الديمقراطية والأطر الدستورية، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة ستظل على الدوام حامية للدستور والنظام الديمقراطي التعددي بصرف النظر عن الحزب الذي يصل إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.

يبقى القول إن ما ورد أعلاه هو جزء بسيط جدًا من وقائع الحديث الذي دار أثناء لقائي باللواء الركن مهدي مقولة، وربما تسمح الظروف لاحقًا بنشر الكثير من أفكاره وآرائه التي سعدت بالاستماع إليها في هذا اللقاء.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر