محمد علي راجح الجبوبي -
الظهور المشرف
في أول ظهور له بعد جريمة جامع النهدين الذي استهدف حياته يوم جمعة رجب الموافق 3-6-2011م شاهد الجميع كيف ظهر الرئيس علي عبد الله صالح مساء يومي 7، 10 يوليو الجاري بثبات الرجال، وعزائم الأبطال، ورباطة الجأش، ورجاحة العقل، وحضور الوعي، وصفاء الذهن، ونظرة الصقر الثاقبة التي يرى فيها آفاق النصر الأكيد لايختل إيمانه به مطلقاً .
لم تهتز له قناة رغم روع الحادث الإرهابي الذي تعرض له الواضحة آثار جروحه وحروقه على ملامحه فلم تثني له عزيمة، فقد ظهر كالطود الشامخ بشموخ اليمن وأكبر من الحادث ومؤامراته .
كانت كلمته المقتضبة قوية التأثير ونابعة من إحساس وطني مرهف وحضور قيادي مسئول خاطب الشعب وقدم المصلحة الوطنية على ما عداها وجعل الهم الوطني وما يعانيه شغله الشاغل كما عهدناه .
قال سنواجه التحدي بالتحدي وهذا كلام مسئول وصحيح فلايختلف إثنان أن ما أصاب البلاد وما تعانيه من أزمة خطيرة متعددة الجوانب هو تآمر الشر الذي أغار على البلاد من الداخل والخارج، متحدياً للخير في عقر داره ومستهدفاً لليمن شعباً ودولة .
لهذا فإن مواجهة تحدي الشر المغير بتحدي الخير المقيم أمراً حيوياً وضرورة وطنية قصوى، فصمود الشعب المتواصل دفاعاً عن الشرعية الدستورية وتعزيز التلاحم والاصطفاف الوطني والالتفاف الشعبي حول قيادة المناضل الرئيس علي عبدالله صالح وجنباً إلى جنب مع القوات المسلحة والأمن الباسلة التي تواجه بشجاعة وفداء قوة الشر المغير لردعه وطرده.
هذه هي مسئولية وطنية ملزمة لجميع الشعب والدولة لمواجهة الشر بكل أشكال المواجهة واجتثاث أوكار التآمر ليقيم الخير ويديم في اليمن متربعاً على هامات أبنائه وبناته ومعانقاً قلاع وحدته الشماء، ومقبلاً لرايته الخفاقة على كل شوامخ اليمن .
فخامة الرئيس كانت فرحتنا غامرة عشنا فيها لحظات بهيجة ونحن نشاهدك على شاشة التلفزيون سليماً معافا – حمدنا الله على ذلك كثيراً – وصمتنا وكتمنا مشاعر الغضب والألم المتداخلة مع غمرة الفرح عندما شاهدنا ما ترك حادث الشر اللعين على ملامحك الظاهرة من حروق وجروح كان الصمت والكتمان أكبر وأكثر من الإفصاح لن يخفف من وطأة تلك المشاعر إلا رباطة الجأش وتلك القامة الوطنية السامقة الشجاعة التي ظهرت بها حينها وبلمح البصر استحضرنا الحادث الرهيب في ذلك اليوم العاصف عندما ناديتنا من غايرات جراحك وشبح الموت ماثل أمامك ( إذا انتوا بخير فأنا بخير) تلك الكلمة المدوية التي سكنت القلوب وملآت النفوس فصارت نشيداً رائعاًَ تردده كل الشفاه .
تساءلنا أي نوع من الرجال أنت بهذا الثبات وهذا الشموخ المتماسك كان الجواب حاضراً لاغرابة إنه علي عبدالله صالح قائداً وطنياً شجاعاً عجنته الخطوب وصقلته الشدائد لقبه اليمنيون برجل المواقف الوطنية الشجاعة، وصاحب أهداف الوطن الإستراتيجية، عرف اليمنيون علي عبدالله صالح زعيماً أميناً وقائداً وطنياً شجاعاً.
فقد حمل على عاتقه ممن سبقوه أمانة الوطن المتمثلة في الثورة والنظام الجمهوري، فحافظ على الأمانة وعبر باليمن وبمسيرة الثورة وبتجسيد أهدافها مراحل كبيرة بالغة الصعوبة واضحة الانتصارات .
فقد قاد البلاد في أحلك ظروفها وشدائد أيامها فحقق الأمن وحقق استقلال القرار، وذاد عن سيادة البلاد ومدافعاً شرساً عنها وعصياً حتى النخاع في أي مساومة عليها.
قاد بشجاعة اليمنيين إلى ذلك النصر العظيم يوم 22 مايو 90م فحقق بوحدة الوطن أكبر نصر إستراتيجي عرفه التاريخ المعاصر وجعل من وحدة اليمن عامل أمن واستقرار للمنطقة والعالم، أحدث نهضة تنموية شاملة وغير مسبوقة في تاريخ اليمن في شتى المجالات كسر العزلة الداخلية والخارجية عن اليمن وقفز به إلى مصاف الدول العربية المتقدمة .
وخلاصة وليعرف الجميع .
أن اليمن الجمهوري الديمقراطي المعاصر موحد الأرض والإنسان محترم السيادة والاستقلال هو المشروع الحضاري الكبير الذي انتصر له اليمنيون بثورتهم عبر مراحل مسيرتها النضالية وحققوه على أرض الواقع الوطني المعاش بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح، اليمن بلد ديمقراطي والوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع
تعود بالسلامة يا قائد اليمن الجمهوري الموحد، وزعيم بدو اليمن وحضرها ولا نامت أعين الجبناء .