-
شكراً للأشقاء
شكراً لكل الأشقاء الذين وقفوا ومازالوا يقفون إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وسلمه الاجتماعي، ولم يتأخروا أو يترددوا في تقديم العون له في كل الظروف والأحوال، مجسدين بذلك أصدق معاني الإخاء وقيم التعاضد وعمق الروابط الوثيقة التي تجمع بين أبناء هذه الأمة، في انصع تجلياتها.
إنّ أقل ما يمكن التعبير عنه هو الشكر والتقدير والاحترام للاشقاء على هذه المواقف الأخوية الصادقة، وبالذات موقفهم من جريمة الاعتداء الإرهابي الغاشم الذي استهدف فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة والحكومة وعددا من ضباط وصف وجنود القوات المسلحة أثناء تأديتهم لفريضة صلاة الجمعة في غرة شهر رجب الحرام في جامع النهدين بدار الرئاسة.
> ولا غرابة أن يتصدر هذه المواقف الأصيلة الاشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، الذين برهنوا بالفعل على أن ما يجمع بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين ليس فقط أمومة الجغرافيا والجوار وواحدية التاريخ والعقيدة واللغة والهوية الثقافية والحضارية وإنما أيضاً وشائج القربى وأواصر الرحم والدم والمصير الواحد.
> ولا يمكن أيضاً أن ينسى أبناء الشعب اليمني موقف اشقائهم في دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وسمو الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي وإخوانهما الكرام .. كما سيظل كل يمني يتذكر بامتنان الموقف الإنساني والأخوي للمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بن طلال، فقد سارعت هذه الدول الشقيقة الثلاث إلى إرسال الفرق الطبية ذات الكفاءات والتخصصات العالية لإنقاذ وإسعاف ومعالجة المصابين في ذلك الاعتداء الإرهابي الجبان.
> وستبقى الذاكرة اليمنية تحفظ للاشقاء في المملكة العربية السعودية بالغ العرفان على مبادرتها وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين لاستقبال المصابين في المستشفيات السعودية وإحاطتهم بالرعاية الطبية الكاملة والعناية الفائقة والكريمة وتسخير كل الإمكانيات المتطورة لعلاجهم وتطبيبهم واستعادتهم لصحتهم وتماثلهم للشفاء.
> والشكر موصول أيضا للاشقاء الأوفياء على كل ما قدموه من دعم اقتصادي وتنموي لإخوانهم في اليمن، ونخص بالذكر هنا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
> ومثل هذه المواقف، لا شك وأنها تعكس بالدليل القاطع أن علاقات اليمن باشقائه في منطقة الجزيرة والخليج العربي تستند إلى منظومة من الخصوصيات التي تجعل هذه العلاقات تشكل أنموذجاً متميزاً ينبغي أن يكون قدوة للعلاقات العربية - العربية، خاصة وأن هذا الانموذج يرمز إلى حقيقة هامة تؤكد على أن العرب أمة واحدة وليسوا شعوباً ومجتمعات غريبة عن بعضها البعض، بل أن قدرهم أن يكونوا معاً في أوقات الشدة والرخاء وفي السراء والضراء، باعتبار أنه ليس للأخ إلاَّ أخوه.
> وذلك هو المعنى الذي يجد تعبيراته بارزة في مواقف قيادة وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، والتي تتمثل فيها أنقى صور النخوة والشهامة العربية وقيم الوفاء وصدق المشاعر بتلقائية ودون ضجيج، لأنها نابعة من روح أصيلة وحضارية تستلهم نقاءها من نبع الإخاء وعروته الوثقى.
افتتاحية صحيفة الثورة