المؤتمرنت - جزّار يُمضي عقوبته في أفخر سجن في العالم جزار النروج، انديرس بيرينغ بريفيك، سيمضي عقوبة السجن الحتمية في واحد من أفخر سجون العالم حيث يتمتع النزلاء بما لا يحصل عليه معظم سكان العالم الثالث من أسباب الراحة والرفاهية. فهناك الأثاث الحديث والتلفزيون المسطّح والثلاجة على سبيل المثال وليس الحصر.
السجن، الذي يمكن تصنيفه في خانة فندق ذي خمس نجوم، هو «هالدين فينغسيل» الذي افتتحه العام الماضي الملك هارالد الخامس ويضم عتاة المجرمين الرجال من القتلة ومرتكبي جرائم الاغتصاب والسطو المسلح وغيرها. ويقوم هذا السجن على مساحة 75 فدانا في أرض تحيطها الغابات في ضواحي اوسلو.
ومما يضمه هذا السجن «منازل» من غرفتين منفصلة عن المبنى الرئيس يمضي فيها النزلاء الليل مع عوائلهم خلال زياراتهم، ومضمارا للركض، وصالة جمنازيوم، ومكتبة، وميادين لمختلف ضروب الرياضة وحتى أستوديو للتسجيلات الصوتية.
وأضف إلى هذا مطبخا خاصا يتيح لمن أراد من السجناء تلقي دورات تعليمية في فنون الطبخ الراقي.
وحرصا على سلامة «أمزجة» النزلاء فقد روعي في تصميم السجن أن يعطي شعورا بالمساحة فاختيرت لمبانيه الألوان الفاتحة، وأنفق مبلغ مليون دولار لتزيينه باللوحات والجداريات الفنية.
ولا يحمل حرس السجن السلاح، بل يمضون لتناول وجباتهم وممارسة الألعاب الرياضية مع النزلاء. وهذا إضافة إلى أن نصف عدد هذا الحرس من النساء. وكان هذا بناء على توصية، قامت بدورها على دراسة سيكولوجية، تقول إن وجود العنصر النسائي يخفف من جو التوتر والعدائية وسط غلاظ المجرمين ويلطّف الجو الذي يعيشون فيه.
ولدى افتتاح السجن وجّه مديره، آر هويدال، كلمة جاء فيها ما يلي: «نركز في نظام السجون النروجي على حقوق الإنسان واحترامه. والغرض النهائي من هذا النظام هو مساعدة النزيل على إعادة بناء حياته واستعادته الثقة في نفسه عبر التعليم والعمل بحيث يصبح شخصا أفضل بحلول الوقت الذي ينهي فيه فترة سجنه».
وقالت صحيفة «ديلي تليغراف» إن التعامل النروجي مع مفهوم السجن يأتي بمنافع ملحوظة بالمقارنة مع التعامل البريطاني الذي يشدد على جانب «العقاب» وليس «الثواب» على الجريمة.
وقالت إن هذا يتضح في حقيقة أن 20 في المائة من النزلاء في سجون النروج يعودون إليها في غضون سنتين من وقت الإفراج عنهم، مقارنة بحوالى 50 في المائة في بريطانيا.
والثلاثاء أمر القاضي كيم هيغر بأن يُحتجز بريفيك حتى نهاية سبتمبر / أيلول وأن يُحرم من استقبال الزوار وتسلم الخطابات وقراءة الصحف ومشاهدة نشرات الأخبار أو الاستماع إليها. وسيمضي الأسابيع الأربعة الأولى من هذه الفترة في الحبس الانفرادي.
ويذكر أن هذا القاضي قال أيضا إن بريفيك، الذي دافع عن عمله باعتباره تحذيرا وإنقاذا للنروج وأوروبا الغربية من زحف الإسلام، زعم أن ثمة خليتين أخريين ستنفذان هجمات مماثلة في المستقبل.
إيلاف
|