عبده الجندي -
ماذا يعني ظهور الرئيس واستقبالاته في مقره الخاص ؟
وهكذا اكد فخامة الأخ رئيس الجمهورية اثناء استقباله لمجموعة من رجال الدولة وقيادات المؤتمر الشعبي العام في مقره الخاص في قصر المؤتمرات بالرياض ان كلما روجت له بعض الوسائل الاعلامية محض افتراء لا اساس له من الصحة وان ماتروج له الوسائل الاعلامية المرئية والمقرؤة والالكترونية للمعارضة الممثلة في احزاب اللقاء المشترك لم يكن سوى نوع من الحرب الدعائية المبتذلة التي تفقد المعارضة ماهي بحاجة اليه من المصداقية والموضوعية والثقة، لان مايبدأ بالكذب لاينتهي الا الى المزيد من الكذب المفضوح ومعنى ذلك انه لابديل امام منهم في الحكم ومنهم في المعارضة سوى الاحتكام للمصداقية والموضوعية والثقة باعتبارهم شركاء في ملكية هذا الوطن يتأثرون سلباً وايجاباً بمايحدث له من الممارسات غير المسؤولة لأن الدعائية التي تصيب لاتخلو من الازعاج الناتج عن الدوشة ووجع الرأس..
اقول ذلك واقصد به فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي أكد اكثر من مرة انه سليم العقل وسليم البدن والحواس يؤكد اليوم في هذا الظهور الواضح انه مستمر ومنذ الوهلة الأولى في ممارسة صلاحياته وسلطاته الدستورية وان الالام التي حدثت له من جراء محاولة الاغتيال الارهابية القاتلة لم تثنه عن ممارسة اتصالاته واستقبالاته سواء مع نائبه أو مع الحكومة أو مع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة كما اشار الى ذلك الأخ الدكتور رشاد الرصاص في اجابته على السؤال الموجه له من صحيفة «26سبتمبر» هو ماتثيره صحافة المعارضة من لغط ومن جدل عن المادة (116) من دستور الجمهورية اليمنية التي نفى نفياً قاطعاً ان تكون ذات صلة بالواقعة التي تعرض لها فخامة الأخ رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة لان منصب رئيس الجمهورية لم يخلو ورئيس الجمهورية لم يتعرض للعجز الجزئي او الكلي وفي هذا الاطار استطيع القول ان رجال السياسة ورجال الصحافة لم يكونوا بحاجة للدخول بمثل هذه المكايدات والمجادلات السطحية غير المفيدة.
أعود فأقول ان ظهور رئيس الجمهورية في مقر اقامته الخاصة بالرياض واستقباله لعدد من قيادات المؤتمر وقيادات الدولة ضربة موجعة لأولئك السياسيين والصحفيين الذين قالوا بان رئيس الجمهورية سيبقى في المملكة العربية السعودية ولن يعود على الاطلاق الى ارض الوطن خوفاً من ان يواجه نفس المصير الذي واجهه ويواجهه الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية حسني مبارك لان الشعب اليمني لايزال في اغلبيته الساحقة يؤيد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ويطالب باصرار بمعرفة الذين قاموا بمحاولة اغتياله والاقتصاص منهم بتنفيذ مايستحقونه من العقوبات القانونية الرادعة لكي يكونوا عبرة لغيرهم من الخونة والمتآمرين الذين اعتادوا الاعتداء على الحياة وعلى الحرية وعلى الحق والعدل والديمقراطية وعلى الوحدة والثورة..
حقاً ان ظهور فخامة الأخ رئيس الجمهورية بهذه الصورة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار قد وضعت نهاية لهذه الحملات الدعائية المسعورة التي استهدفت اضعاف الروح المعنوية لاتباعه ومناصريه واعوانه ومؤيديه من الاغلبية الساحقة لابناء الشعب في محاولة تقوية الروح المعنوية المنهارة للأقلية الذين يعدون انفسهم لتقاسم ماسوف يتركه من التركة المتمثلة بسلطة الشعب وثروته الممكنة والكافية والمحتملة لاسيما وان هذا الشعب الصامد والصابر قد عرف هؤلاء من خلال ماتركوه في ماضيهم الأسود من ممارسات فاسدة ومفسدة كثيراً ماتسببت في الحيلولة دون تطبيق سيادة القانون المحققة للمواطنة المتساوية بين ابناء الشعب الواحد لانهم كانوا في سيرتهم وأطماعهم وفسادهم الذي ضاقت به الارض بما رحبت والذين لايصلحوا لتلبية حركة التغيير التي تتطلع اليها جماهير الشعب اليمني قاطبة التي لاتقبل بالاستبدال ماهو ادنى بما هو اعلا على الاطلاق.
< نعم لقد كان ظهور فخامة الأخ رئيس الجمهورية بهذه الصورة المشرفة بمثابة ضربة قاصمة لكل التخرصات والتقولات العدوانية على نحو يوجب على كل المتطاولين والطامعين مراجعة مواقفهم من الجنون الى العقلانية والتسليم المسبق بانه لابديل سوى الاحتكام للحوار بعيداً عن الغرور والجنون لان المشكلة اليمنية لايمكن ان تحل الا بالعقلانية اليمنية والاستعداد لتبادل التنازلات والتراجع خطوتين الى الخلف من اجل خطوة الى الامام. لانه لابديل للحرب سوى الاستعداد للاعتراف بالآخر وتقديم اقصى قدر من التنازلات من اجل تغليب مبدأ الشراكة بالسلطة على مبدأ الانفراد بها نظراً لمايترتب عليها من مسؤوليات خطيرة وكبيرة تحتاج الى تغليب منطق التعاون والتكامل والتفاعل والتسامح على منطق التنافر والتنازع والانفعال الذي يفقد المجتمع ماهو بحاجة اليه من المودة والرحمة والتضحية بالذات من اجل الحفاظ على الموضوعية الذي لايلغي الديمقراطية ولايلغي ماتحقق للشعب من مكاسب وطنية وتاريخية عظيمة عظمة التاريخ والجغرافيا اليمنية المجسدة لمعاني الايمان والحكمة التي نطق بها الرسول الأعظم..
لان اليمن ملك لكل ابنائه والسلطة والثروة يجب ان تتسع للجميع لكي تكون هي المرادف الموضوعي للمواطنة اليمنية المتساوية في الحقوق والواجبات واننا بهذه المناسبة الوطنية والرمضانية الكريمة نهيب بكل اليمنيين الى تحكيم لغة العقل على لغة الجنون ولغة السلام والحوار على لغة الصراع والحرب لان مايمكن تحقيقه بالحوار والسلام من مكاسب لايمكن تحقيقه من خلال اطلاق العنان للصراعات والحروب التي تبدأ بالتطرف والتهور.
اخلص من ذلك الى القول بان المرحلة المقبلة يجب ان تكون واعدة بالتفاؤل وواعدة بالآمال على قاعدة الاستعداد المطلق للتضحية بماهو ذاتي من المصالح الزائلة والزائفة لصالح ماهو موضوعي يتسع للمجتمع بأسره لان الانانية وحب الأنا نوع من الشوفينية.. اذا لم أقل انها نوع من الوثنية.