المؤتمرنت - مصابيح الطاقة الشمسية.. للفقراء ولكن بثمن بدأت الفكرة بمفهوم بسيط وهو "مصباح كهربائي يعمل بالطاقة الشمسية خلال النهار، ويضيء في الليل بعد المغيب.
أكمل ستيف كاتساروس تصميمه في يونيو/حزيران من العام 2010، وبعد أربعة أيام، كان قد انضم إليه شريك في مشروعه، كان يعرف أن المنتج جيد ولكنه لم يعرف ماذا يفعل به.
قال كاتساروس: "فقط بعد أن تمكنا من إنجاز المنتج بادرنا إلى سؤال أنفسنا 'كيف نسوّقه؟' وعلمنا أن أكبر سوق له هو الدول النامية."
وفيما بدأ كاتساروس يبحث عن أسواق لمنتجه في الدول النامية، بدأ يدرك أن مصبحه الكهربائي الذي يعمل بالطاقة الشمسية يمكن أن يكون له تأثير كبير عند نحو 1.4 مليار نسمة في أنحاء العالم ممن لا تتوافر لديهم شبكة طاقة كهربائية.
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن 1.5 مليار نسمة في العالم، أو ما يعادل ربع سكان الكرة الأرضية، لا يحصلون على الكهرباء، أما أولئك الذين يعيشون في الريف الأفريقي ويمكنهم الحصول على الكهرباء، فإنها تكلفهم غالياً على صعيدي المال والوقت، ذلك أنهم مضطرون للسفر إلى المدينة من أجل الحصول على السولار لمولدات الكهرباء.
منح المخترع منتجه اسم "نوكيرو" وهي اختصار للكلمتين No Kerosene، أي من دون سولار.، وحاول إيصال منتجه إلى أكبر عدد من الناس في العالم.
وقد نجحت شركته في بيع 1.5 مليون مصباح في بنغلاديش، كما أن لديها موزعين في نحو 3000 قرية و75 مشغلاً تساهم في تحقيق الدخل لأسر العاملين فيها.
كما أن لديها موزعين في عدد من الدول الأفريقية مثل تنزانيا وكينيا، حيث يبيعون المصابيح بالإضافة إلى أجهزة العرض.
غير أن مشروعه ليس مخصصاً للمنح المجانية للفقراء، إذ إنه يبيع مصباحه لهم، وهو ما دفع بعض المنظمات غير الحكومية لاتهام شركته بأنها تتربح على حساب الفقراء، إذ يعتقد كاتساروس أن بيع المصابيح بدلاً من منحها مجاناً يساعد الفقراء في الدول النامية أكثر.
ووجد كاتساروس إلهاماً في كناب للمؤلف بول بولاك بعنوان "الخروج من الفقر" ونشره في العام 2008.
يقول بولاك إن أفضل وسيلة لمساعدة الناس هي بالتعامل معهم بوصفهم مستهلكين، فإذا تمكنت من بيعهم منتجات، فإنك بذلك تساعدهم.
ويقول بولاك إن العديد من منظمات الدولية غير الحكومية اتهمته بأنه يحصل على الأموال "على حساب الفقراء"، فقال إنه يحب أن يحصل على المال على حسابهم.
وأوضح أن هذا يمنحهم الاحترام، وأن الاحترام لا يأتي من الاحتقار والازدراء لهم.
يشار إلى أنه في المجتمعات الريفية الأفريقية جنوبي الصحراء الكبرى، يعيش قرابة 95 في المائة من السكان من دون كهرباء.
ونتيجة للأفكار الخلالقة المعنية بمساعدة الفقراء والمحرومين في أفريقيا، بات في مقدورهم الآن الحصول على الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية، التي ستعمل بالتأكيد على تغيير مجرى حياتهم.
سي ان ان |