المؤتمرنت - اطلاق اسم الشهيد عبدالعزيز عبدالغني على القاعة الكبرى بمجلس الشورى ولجنة لذكرى تأبينه عقد مجلس الشورى الخميس اجتماعاً استثنائياً، برئاسة نائب رئيس المجلس عبد الله صالح البار، تكريماً لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى طيب الله ثراه، الذي لقي ربه شهيداً إثر إصابته في الاعتداء الإجرامي الآثم الذي تعرض له بمعية فخامة رئيس الجمهورية وعدد من كبار رجال الدولة والحكومة بمسجد دار الرئاسة في الجمعة الأولى من رجب الحرام الثالث من يوينو الماضي.
وفي مستهل الاجتماع قرأ أعضاء المجلس الفاتحة على روح الشهيد الطاهرة، ثم ألقى نائب رئيس مجلس الشورى عبد الله صالح البار كلمة مفعمة بمشاعر الحزن والأسى، وقف خلالها أمام مسيرة الشهيد، رئيساً لمجلس الشورى، وسياسياً حكيماً وأخاً وصديقاً وموجهاً، تمتع طيلة حياته بسيرة عطرة وسجايا إنسانية عظيمة.
وقال البار في مرثيته برحيل الشهيد: إن قلوبنا مكلومة، بفقد الشهيد الذي كان يتمتع بسعة صدر، إلى جانب خبرته الطويلة في الأعمال الرسمية والأهلية والدولية، كان معلماً وكنا نتعلم منه دائماً، مضيفاً " سأفتقد لأفضل فترة قضيتها في حياتي برفقة الشهيد، وتعاملت خلالها مع شخص على الإطلاق".
وتابع قائلاً: كُلمنا وأحسسنا بالفقد ولكنها سنة الحياة وإرادة الله، وبسبب علاقاته الواسعة مع الناس وأعمال الخير اختاره المولى العلي القدير في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
ولفت نائب رئيس مجلس الشورى إلى أن هذا الاجتماع هو للتحضير لإقامة الفعالية التأبينية للشهيد، مختتماً مرثيته بالإبتهال إلى المولى العلي القدير أن يتغمد الله الشهيد في كنف رحمته ورضوانه، وأن يسكنه الفردوس الأعلى ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.
بعد ذلك رثى أعضاء المجلس في كلمات ألقيت في الاجتماع الشهيد الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس المجلس، بما هو أهل له من الكلمات المعبرة عن سجاياه ومناقبه، وتفرده كرجل دولة مخضرم جمع في شخصيته كل المزايا التي قل أن تتوفر في إنسان بمفرده، حتى استحق أن يكون أمةً في بلده ووطنه.
وقد وقفت مرثيات الأعضاء على جوانب مضيئة من حياة الشهيد، ومسيرته الحافلة بالعطاء والنضال الوطني، أستاذاً فريداً في ميادين متعددة، سياسية واقتصادية وإدارية وتربوية وتعليمية، وثقافية، وغيرها من المجالات التي خلف فيها الشهيد معالم لا تمحى من المآثر الخالدة.
ووصفته المرثيات بأنه حكيم الحكماء، وعظيم شعب وشريف أمة، والمثل البارز للشرف والنزاهة، والظاهرة اليمنية الفريدة في تاريخ اليمن المعاصر، والرجل الأمة بما اجتمع لديه من صفات وملكات وقدرات وبما تمتع من مواهب وخبرات، كما وصفته بالاقتصادي الفذ وبالشخص الذي لا يعوض، واعتبرت رحيله خسارة كبيرة للوطن.
ولفتت المرثيات إلى العلاقات الواسعة التي أقامها الشهيد خلال حياته على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهي العلاقات التي سخرها لمصلحة شعبه ووطنه.
فيما رثاه عضو المجلس اللواء علي عبد الله السلال بقصيدة بعنوان (أشرف الرجال في اليمن) والتي ضمنها خلاصة مشاعره الفياضة تجاه الشهيد.
وتحدثت المرثيات عن الأدوار النضالية للشهيد، مشيرة إلى أنه كان في مقدمة الكوكبة المناضلة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مجسداً منظومة قيم شاملة، كان فيها أنموذجاً لدماثة الأخلاق والكياسة والحلم والقيم الحضارية الرفيعة، ونبراساً يضيء الطريق.
عقب ذلك رفع المجلس برقية إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وإلى الاخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في استشهاد الأستاذ عبد العزيز عبدالغني جاء فيها:
فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظكم الله ورعاكم الأخ الفريق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بقلوب يغمرها الحزن، نرفع إلى فخامتكم بأحر التعازي وعميق المواساة في فقدان دولة الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى، الذي رحل شهيداً في خواتيم هذا الشهر المبارك، متأثراً بإصابته في الاعتداء الإجرامي الغادر والجبان الذي استهدف جامع دار الرئاسة في الجمعة الأولى من رجب الحرام الثالث من يونيو الماضي، بمعية فخامتكم وكبار قادة الدولة والحكومة.
إننا يا فخامة الرئيس نعزيكم في أحد أخلص رفاقكم، وأكثرهم وفاءً، ونقدر عظم المصاب الذي ألم بكم وأنتم تودعون، مساعداً أميناً جسد كل معاني النبل والوفاء والصدق، والإخلاص والتفاني في خدمة وطنه وشعبه وقيادته.
ونقدر لفخامتكم تلك المشاعر الفياضة بالوفاء وأنتم تودعون الراحل، وتتذكرون مناقبه، وتكرمون من خلال هذا الثناء رجل دولةٍ مخضرماً، عمل عبر كل المناصب القيادية التي شغلها بإخلاص وتفان لا نظير لهما، وسخر كل خبراته لفائدة وطنه وشعبه، وخلف إرثاً عظيماً من الإنجازات التي يحمدها لها كل يمني.
فخامة الرئيس:
إنه لمصاب جلل أحدثه رحيل شهيد اليمن الكبير، دولة الأستاذ عبد العزيز عبدالغني، على مجلسنا ووطنا، وعلى كل مستوى قيادي شغله الشهيد خلال مسيرة حياته الثرية بالعطاء، وسيرته النَّدية العطرة.
إننا إذ نعزي فخامتكم ونائبكم بهذا المصاب، ومن خلالكما لكل أبناء الشعب اليمني فإننا، نتطلع إلى أن تتواصل الجهود من أجل الوصول إلى أولئك الذين دبروا حادثة الاعتداء الإجرامية الغادرة على جامع دار الرئاسة، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.
ونبتهل إلى المولى العلي القدير بأن يعصم قلب فخامتكم ونائبكم بالصبر وأن يلهم شعبنا اليمني الصبر الجميل، وأن يتغمد الشهيد برحمته ورضوانه، وأن يسكنه منزلة الشهداء في الفردوس الأعلى.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وتقديرا من أعضاء مجلس الشورى للدور الذي أداه الشهيد في تأسيس وقيادةالمجلس، قرر إطلاق اسمه على القاعة الكبرى للاجتماعات في المجلس، كما قرر تشكيل لجنة من المجلس للإعداد للذكرى التأبينية التي ستقام للشهيد.
سبأ
|