الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:10 ص
ابحث ابحث عن:
شهيد اليمن عبدالغني
الأربعاء, 31-أغسطس-2011
المؤتمر نت -   اللواء على محمد هاشم -
الأستاذ عبد العزيز عبدالغني رجل الإقناع الذي عرفته
مات الأستاذ عبد العزيز عبد الغني متأثرا بجراحه جراء حادث مسجد الرئاسة التي لا تزال حتى هذه اللحظة غامضة لم يكشف عن فاعليها أهي تفجير أم استهداف مدفعي أم صواريخ خارجية أم جوية أم كلها.

مات أستاذ الحكمة والتعقل والإقناع, عرفته مدرسا في المدرسة المتوسطة في مدينة عدن وتعلمت علي يده مع زملاء آخرين في المدرسة الليلية في نادي الاتحاد ألأغبري وتحت إشرافه بداية العمل الوطني ومفاهيم الوحدة والحرية والاشتراكية, وأسسنا تحت إدارته صحيفة حائطية أسميناها الطليعة.

وشاءت الظروف أن انتقل إلى مصافي عدن وان يذهب هو في منحة دراسية إلى الخارج, وعند قيام ثورة سبتمبر عام 1962 التحقت مع عدد من الشباب إلى كتائب الحرس الوطني للدفاع عن الثورة والجمهورية, ومن الحرس الوطني انتقلت إلى المركز الحربي في تعز ثم الى الكلية الحربية ثم إلى المركز الحربي مرة أخري , أما الأستاذ فقد عاد إلى العمل بعد الدراسة في الخارج ليعمل في كلية بلقيس التي أسستها الحركة الوطنية في عدن ولم التقي به إلا في مساء يوم الثالث من شهر نوفمبر عام 1967 في ميدان التحرير في صنعاء صدفة , وعرفت منه انه يعمل في البنك اليمني للإنشاء والتعمير وأخبرته إنني قادم من تعز واتفقنا على موعد آخر وكنت في طريقي إلى اجتماع لقيادة حركة 5 نوفمبر لمراجعة أسماء المرشحين للتشكيل الوزاري المقترحة, حيث كانت اللجنة العسكرية تشارك في اختيار الشخصيات التي ستشغل الحقائب الوزارية لتحقيق الإجماع الوطني الجماهيري فطرحت اسمه كوزير للاقتصاد فتم اختياره وزيرا للصحة .

ولم أخبره ولم يعرف من وراء هذا الترشيح إلا عندما وصله عن طريق الأخ عبد الحافظ نعمان بان الحزب هو من رشحه والحقيقة هي إنني من ابلغ الحزب وتقدم بهذا الترشيح فاقره الحزب

وفي أول تعديل حكومى أجراه الفريق حسن العمري بعد استقالة الأستاذ محسن العيني اختفى اسم عبد العزيز عبد الغني من الوزارة برغبة منه أو لسبب آخر لا نعرفه ولكن الأرجح انه تأثر بالاختلافات الدائرة في أوساط المؤسسة العسكرية , وباستقالة الأستاذ محسن العيني ومن ثم فضل الاعتكاف

وبعد انتهاء حصار السبعين و بسبب الخلافات والاقتتال داخل القوات المسلحة ورغبة في نزع فتيل استمرار الاقتتال وبالاتفاق مع المجلس الجمهوري تقرر في اجتماع في القصر الجمهوري سفر القيادة العسكرية الى الجزائر بكاملها (قادة الأسلحة ومدراء الفروع وقادة الوحدات )وتكليف نوابهم بالعمل وكنت ضمن أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة التي تم سفرها , ثم توجهت من هناك إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة بينما عاد الأستاذ عبد الغني إلى هيئة الرقابة على النقد قبل تأسيس البنك المركزي الذي عين فيما بعد محافظا له , ومنه تم اختياره رئيسا للوزراء في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي

هذه الخلفية لهذا الرجل العظيم الذي فقده اليمن يوم 22-8-2011 مهمة لان يعرف الشعب ما لم يعرفه عنه, فهو أستاذ مناضل غرس في شباب اليمن روح الوطنية في فترة متقدمة من تاريخ الحركة الوطنية وكان أستاذا للعديد من المناضلين وكان دائما وابدأ بموقفه المعتدل الرصين الذي اعتبر صمام آمان للحركة الوطنية بكل مراحلها , وغالبا ما كان يتحلى بالصبر والحكمة والاعتدال والانحياز للعمل وعدم خلط الأوراق بين الاعمال.

وكان اختياره لهذا المنصب في تلك الفترة يعتبر خروجا من القيادات عن المألوف في اختيار رئاسات الوزراء وخطوة حكيمة للرئيس إبراهيم الحمدي في اختيار رجل المرحلة وقد وفق بهذا الاختيار

وظل هذا المناضل متحملا المسئولية ومحاولا العبور بها بعيدا عن الاختلافات السياسية والعسكرية متخذا منهجا عمليا لتجاوز تأثير تلك لاختلافات على مجرى الأمور الاقتصادية والإدارية في البلد وكان له ذلك. وليس صحيحا ما كان يشاع عنه بأنه لا يتخذ القرار, بل على العكس كان صاحب قرار منذ تحمله المسؤولية عندما اتخذ قراره من اول يوم تعين فيه رئيسا للحكومة على ضوء دراسة ومعرفة لطبيعة البلد والقوى المؤثرة والمتأثرة بها فكان قراره العمل بكل الإمكانات لإيجاد فاصل بين الصراع على السلطة وإدارة المؤسسات والمصالح التي تهم المواطن .

وهكذا عمل بهذا الفصل كأسلوب ومنهج لعمله ولم نجده في يوم من الأيام قد انحاز للاقتتال أو الاختصام مع أي جهة حتى عندما كان يدفع الى ذلك كان يجد من يوكل إليه المهمة ليظل هو موجها لا يتدخل في حلبة الصراعات.

بموت هذا المناضل فقدت اليمن رجل الحكمة والوسطية والتعقل والإقناع !

أقول هذا والكثير يعرف إني لم أكن من المترددين عليه او المتواصلين معه او الحاضرين جلساته واقتصرت علاقتي به عندما تقتضي المصلحة في العمل التواصل او اخذ التوجيه او المشورة, كما انه لم يكن يعطي لهذه العلاقات والصداقات المميزة والقريبة منه إلا في حدود علاقتها بالعمل وعندما كان رحمه الله يتجاوز بعض الاحراجات بالتجاهل .

رحمة الله عليه والعزاء لليمن كلها فيه فقد كان شخصية نادرة أحبها الناس ولم يختلفوا معها لأنه لم يختلف مع احد وكان رأيه عملة صعبة سعى الكثير من الرؤساء والوزراء على الاستئناس والاستنارة بها لأنها كانت لا تصدر إلا عن رجل حكيم لا يعرف معنى التزلف ولا النفاق.

نائب رئيس الأركان الأسبق

رئيس عمليات المقاومة الشعبية أثناء حصار السبعين




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر