د.يوسف الحاضري -
العلماء بين دعوات السلم والحرب
صراحة أقولها , كنت لا أنوي أن أتطرق لموضوع بيان فضيلة العلماء الأخير والذي أصدره (المؤتمر العلمي لجمعية علماء اليمن) في المؤتمر الذي هو بعنوان )نحو رؤية شرعية واضحة ( وشارك فيه أكثر من 500 عالم على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ومن جميع أنحاء الوطن اليمني وأستمر المؤتمر لمدة 3 أيام متواصلة وخرج بعدة توصيات اعتبرها أجدر بالإتباع للخروج مما نحن فيه من محن وفتن وأبلغ من أن أصفها في مقال أو كتابه أو منشور ,,, ولكني وبعدما وجدت الحملة الهوجاء والعشوائية والغوغاء والغبية ممن يدعون إسلاميتهم في أسم حزبهم (الأخوان المسلمين) على هذه الكوكبة المنيرة من العلماء والذي لم يكن في قراراتهم إلا كل خير وكل دعوة للتسامح وكل فكر للتصالح وكل رؤية لحقن دماء اليمنيين وكل جميل وجميل اقتبسوها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف مضمنين كل قرار يتخذونه بقال الله وقال رسوله ,,, فمنهم من سبهم وشتمهم ومنهم من وصفهم بعبيد المال ومنهم من أستحقرهم وغير ذلك من حملة أزعجت الجميع وتناسوا أنهم منذ بداية الأزمة يدلوا لنا بالنصح المستمر بقولهم (لحوم العلماء مسمومة) والآن تقريبا والله أعلم وبقرار قاضي قضاة المحن والفتن في اليمن وبفتوى منه (نزع السموم من هذه اللحوم ) ,,, لمذا كل هذا الحقد البغيض على اليمن وعلماء اليمن وأبناء اليمن ورئيس اليمن !!! لماذا كل هذه الأفكار والتي تريدون أن تجرونا جرا إلى سيول من الدماء !! ألهذا الحد أصبتم بجنون السلطة والحكم والكرسي !!! ألم تدركوا للحظة أن الكرسي بيد الله يهبه لمن يريد من عبادة وينزعه ممن يريد ومتى أراد وكيفما أراد وليس كيفما تريدون أنتم!!! إلى متى ستظلون بهذه العقلية اللادينية واللأخلاقية واللاوعيه واللإنسانية !!! فبيان العلماء دعا إلى الآتي:-
1. بأن الخروج على ولاة الأمر محرم شرعي (وفق سنة الله وسنة الأسلام ) واستدلوا بهذا الأمر بقول الله وقول الرسول !!!
2.عظم العلماء حرمات عديدة وحرمها ودعا إلى وقفها وهي (إزهاق الأرواح وسفك الدماء – الإعتداء على المعسكرات للأمن والجيش والذي يحمون الوطن والمواطن – التعدي على المنشئات الحكومية والخدمية والخاصة والعامة – التمترس في المساجد وجعلها مكان لإصدار كل قبيح وكل إرهاب وكل منفر وتدنيسها وإنتهاك حرماتها – إغلاق الجامعات والمدارس وتعطيل العملية التعليمية – ترويع الآمنين بإستخدام الأسلحة ومحاصرتهم في منازلهم وقطع أرزاقهم – الاستجابات للدعوات والمؤامرات الخارجية – السب والشتم واللعن والبذاءة وتصوير الآخرين بصور مقززة ومنكرة وقبيحة )
ثم دعا علماء اليمن جميع الأطراف إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله والحوار الفعال والبناء بين أطراف الصراع في أرض اليمن حقنا لما سبق ذكره ,,,ودعو إلى رفع المظاهر المسلحة والإعتصامات المؤذية وفتح دور العلم من جامعات ومدارس للطلاب وإلى سرعة النظر في المظالم وحلها والتحقيق السريع في الإنتهاكات الأخيرة التي طالت الجميع وبدون استثناء ثم أكد على جميع أبناء اليمن الإلتزام بالبيعة لولي الأمر والتي هي في ذمة كل يمني وبلا استثناء ودعا العلماء إلى سرعة حل كل قضية متعلقة خاصة قضايا المناطق الجنوبية والإعتبار أيضا بما يحدث في بعض البلدان التي انتهجت نهج السلاح للتغيير ورفعت في الأخير رسالة سكر وعرفان لكل الدول الشقيقة والصديقة لكل ما قدموه ويقدمونه لهذا الوطن وأبناء الوطن وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مناشده إياهم بمواصلة العمل في هذا النهج وعدم اليأس من بعض الطوائف ,,,, وغير ذلك من مقترحات ودعوات قام بها هؤلاء العلماء الأفاضل ,,, ومع ذلك وجدنا أبواقا مستعرة متهمة إياهم بأنهم شاهدو زور بهتان وبكل أنواع السب والشتم تطال من يدعو لمثل هذه الدعوات ,,,وبالعكس نجدهم يقدسون ويجلون ويعظمون ويمجدون ويرفعون قدر ومكانة من يدعو إلى القتال والفتن والمحن ,,, ويدعون إلى الخروج المسلح ويدعون إلى احتلال المنشئات الخاصة والعامة ويدعون لترويع المواطن وسفك دماءهم واستباحة ممتلكاتهم وأعراضهم ويدعون إلى هدم كل منشأة ومنجز وبنية تحتية وغير ذلك ,,, ويدعون إلى قتل كل إنسان يخالف آرائهم من رجال دين ورجال إعلام ورجال جيش وأمن وحتى الفئة الصامتة دعوا عليهم ووصفوهم بالكفرة الجبناء الخانعين وتهددوا الجميع بالمحاكمة والعقاب ,,, فأي الفريقين أحق بالإتباع إن كنتم تدركون حجم المؤامرة التي تطال يمننا الحبيب من بعض مرتزقيها وبعض علماءها وبعض من عبيد المال ,,, فريق يدعو للخير والتقارب والتآلف وآخر يدعو للفرقة والشر والتحارب والتقاتل والإرهاب ,,, فريق يقول قال الله وقال الرسول وآخر يحمل صورة جيفارا الملحد فوق رؤوسهم ويستشهدون بأفكار ملحدة وأفكار شيوعية وأفكار غربية ,,, فريق يمد يده بالسلام والأمان وآخر يضغط على أزنده البنادق والصواريخ ردا على دعوات الحب والإخاء ,,, فريق جاء حاملا غصن الزيتون وحمامة السلام والآخر رد عليهم بسحق الزيتون وقتل هذه الحمامة ,,, فريق يسعى جاهدا لخروج اليمن من هذه الأزمة والفتنة والمحنة مهما كانت التنازلات والتضحيات وفريق يصر ويلح بأن تظل اليمن في هذا الوضع (لأغراض في نفوسهم لا نعلمها الله يعلمها ) بل يسعون لأن يتدهور الأمر أكثر وأكثر ,,, فهذا الفرق بين العلماء الربانيين المعتدلين الوسطيين وبين علماء الفتن والمحن والقهر والإرهاب ,,, {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24,,, وأتقوا الله في وطنكم وأبناء وطنكم فالدنيا فانية وإننا جميعا إلى الله سنحشر وأختم مقالي بما ختم بع العلماء الأفاضل بيانهم التاريخي (( وختاماً فإن علماء اليمن يُذكرون جميع الأطراف بكتاب الله وسنة رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والالتزام بهما مذكرين أنه ما نزلت من عقوبة إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة مصداقاً لقوله تعالى ) ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجعل الذل والصغار على من خالف أمري(
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وجنب اليمن كل مكروه ووقاه إنه سميع مجيب
[email protected]