المؤتمرنت - مجور:استشهاد عبدالغني افقد اليمن واحدا من عناوين النخوة الوطنية ونزاهة المسئولية عبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور عن الحزن والأسى لرحيل رجل الفكر والاقتصاد شهيد اليمن الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني ..
وقال في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي امام الحفل التأبيني لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام :" إنه مهما تكن اللحظات عصيبة ومريرة وداهمة بالأحزان بالنسبة للإنسان إلا أن القيم الجميلة في الحياة والإيمان بها يمثل البلسم الشافي وفي الصدارة من ذلك الإيمان بقضاء الله وقدره ، ومثل الإيمان بقيمة الوفاء والعرفان والتي هي سمة الشعب اليمني وقيادته الحكيمة وسمتكم انتم في هذا الجمع المبارك الذي تحيط به وتشعل أكنافه بالأضواء الموحية بالصبر".
وأضاف:" إن الروح الطاهرة والعزيزة والغالية لشهيد الوطن الكبير وفقيد يمن الوحدة والحرية والديمقراطية والدولة اليمنية الحديثة المغفور له بشهادة القرآن الكريم الشهيد الأستاذ عبد العزيز عبد الغني الذي ترجم كل القيم النبيلة الوطنية والأخلاقية وقيم المسؤولية الحقة كمعلم ومسئول ووزير ورئيس للحكومة ورئيسا لمجلس الشورى لا شك كان نبراسا ومعلما وصاحب مدرسة ثرية في الفكر الاقتصادي وأداء المسؤولية الوطنية العالية وقدم أنموذجا لمعنى الولاء الوطني والولاء لله وللثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وأهدافها السامية والولاء للوطن ومبدأ الحرية وحقوق الإنسان والشرعية الدستورية سواء في قيادته للعمل السياسي والعمل التنفيذي داخل الحكومة".
وأكد أن الشهيد استطاع أن يقدم تجربة فريدة ومتميزة في قيادة السلطة التنفيذية لا مثيل لها أفادت في أنها استطاعت أن تجعل من الحكومة في نقاشاتها وقراراتها وإنجازاتها مؤسسة دستورية ذات بصمات واضحة خاصة به ستظل محفوظة له وهناك حقيقة لا يختلف عليها اثنين في بلدنا أنه ومنذ أول مؤتمر دولي احتضنته العاصمة صنعاء في السبعينات ومع مسيرة سهرة على الإعداد والإشراف على تنفيذ الخطة الأولى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن برز شهيدنا باعتباره رائدا في علم الاقتصاد الموجه في مرحلة الإعداد والانتقال إلى وطن الاقتصاد الحر وقد ربط ذلك بالرؤية السياسية العقلانية التي لا تتعسف الواقع ولا تقفز عليه ولا تدعوا لفكرة حرق المراحل، وكان شديد المواجهة والمقاومة للأفكار الشمولية وللمزايدات الكلامية لأنه كان رجل العمل ورجل الدولة الذي يحترم النظام والقانون ويحتكم للمبادئ الدستورية ولا يحيد عنها أبدآ" .
وأضاف:" إن الذي يتأمل البرامج التنفيذية للحكومات التي قادها واشرف على إنجاز مهامها يحصل على الصورة اليقينية لكل مشاهد الانتصارات والإنجازات التي تحققت مركزيا وعلى امتداد المحافظات عبر السلطات المحلية في المراحل التي رأس فيها الحكومة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والوصول إلى ما اعتبره العالم معجزة يمنية خاصة حين وثب الوطن اليمني لمحطة الوحدة والتمسك بالنهج الديمقراطي التعددي في صياغة صورة المشروع الحضاري لليمن الجديد ".
وتابع:"يكفي أن نقول ونشهد هنا بان مجرد وجود الشهيد على رأس الحكومة كان يبعث على الاطمئنان على كافة المستويات الوطنية والخارجية وكأن في شخصيته القيادية وعلمه وخبراته الثرية وتجربته العملية ما يمثل بنك للائتمان الوطني إذا صح أن نستخدم هنا هذه المصطلح الاقتصادي بدلا عن النص الأدبي المطلوب".
ولفت إلى أن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني عاش على فطرته الأصيلة وقمة بهاء العلم الوافي والمثمر واكسب المسئولية التي تحمل كامل طاقتها وفعاليتها وهيبتها وظلت قدماه الواثقتين تسير في الطريق المستقيم لترجمة التوجيهات القيادية العليا والأهداف المرسومة في الأدبيات السياسية وبرامج العمل التي كان لا ينفك عن مراجعتها على الدوام .
وأكد أن الشهيد المناضل عبدالغني جاهد مخلصا من اجل اختصار الطريق الوعر والوصول إلى مجتمع الحرية الاقتصادية مع عدم التفريط بالدور الرائد للقطاع العام والمختلط والحرص على تقليص وظائف الدولة الاقتصادية واسهم بصورة مباشرة من خلال عمل الحكومة بأجهزتها المتعددة والتوجيه المباشر لكافة المسؤولين القياديين في الوزارات واللجان الوحدوية إلى تقريب الوصول ليوم إعلان الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية.
وأشار إلى اليمن فقد واحدا من عناوين النخوة الوطنية ونزاهة المسئولية وكبرياء الثقة بالنفس وبالشعب واحدا ممن جسدوا عظمة المحبة للآخرين وصدق العطف على المحتاجين والتفاني في أداء الخدمة العامة والسعي إلى فعل الخير.
|