المؤتمرنت - الارياني يقترح إنشاء جامعة متخصصة بتدريس العلوم الحديثة فقط باسم الشهيد عبدالغني عبر المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني عن بالغ حزنه لفقدان الوطن الشخصية والهامة الوطنية عبدالعزيز عبدالغني ..
وقال في كلمته أمام الحفل التأبيني لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام :" يحزنني ولا يسرني ان أقف أمامكم اليوم في حفل تأبين فقيدنا الشهيد عبدالعزيز عبدالغني نيابة عن أصدقائه وزملاء دربه ويشرفني أنكم أخترتموني للحديث في حفل تأبينه ولكنه يحزنني لان ذلك يعني أنني اليوم واليوم فقط قد أقريت وقبلت وان لم اصدق بأن فقيدنا قد غادرنا والى الأبد، فمنذ أن شيعناه في موكب جنائزي مهيب حاولت مرارا أن اكتب مقالا في رثائه لكني كلما أمسكت بالقلم عجز لساني وتحجرت أفكاري لأن كليهما يرفض القبول برحيله".
وأضاف:" قليلون في هذا الزمن الذين ما ان تسمع بخبر رحيلهم عن عالمك فلا تكاد تصدق أو ان نفسك تتمنع ان تقبل حقيقة انك لن تراهم إلى الأبد , لولا أن القضاء والقدر يحتم علينا الامتثال لإرادة الله ومشيئته وتتقبل هذه الحقيقة لأنها سنة الحياة في خلقه، وقليلون من تغادر أجسادهم ظاهر الأرض إلى باطنها لتتسابق السماء والأرض والبشر والشجر والمكان والزمان للبكاء عليهم فرقة وحزنا وألما ".
وأكد الدكتور الإرياني بالقول :" ولان شهيدنا كان رجلا استثنائياً في كل شي بدأ من تعاونه الإنساني مع الآخرين ووصولا إلى وطنيته وثوريته ووحدويته وتواضعه الجم ووقاره الذي يفرض عليك أن تحترمه وتتقرب منه للاستزادة من حكمته وحلمه وقدرته على معالجة الأمور والتعامل مع القضايا بخبرات الواعي القادر الفاهم المجرب فليس غريباً أن يكون حزننا وألمنا على فقد علم من أعلام اليمن وخيرة رجالها الأفذاذ ".
وتابع :" استثنائي أيضاً لنتذكر في هذا المقام بعض من صفات كثيرة لم نجدها اجتمعت في شخص واحد، فقد كان سياسياً مخضرما ورجل اقتصاد من الطراز الأول ونموذج فريد لرجل الدولة الكفؤ الملم بعمله والقادر على تحمل مسئولياته الوطنية وقيادي مخلص نذر نفسه وسخر علمه وثقافته في سبيل الانتصار للمبادئ الإنسانية والحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة، وكان نصيراً متحمساً للدولة اليمنية الحديثة وشوكة ميزان الاعتدال السياسي والفكري والثقافي وسطى في تفكيره ورأيه ومرجع رئيس لحل الكثير من القضايا الوطنية".
ولفت إلى أن لقاء جمعه بالشهيد عبدالعزيز عبدالغني في صيف 1964م بمدينة نيويورك وكان، يومها قد تخرج من جامعة كلورادو ، وهو في طريقه إلى ارض الوطن ليبدأ حياته العملية أستاذاً بكلية بلقيس بمدينة عدن التي أسسها عدد من رواد التعليم الحديث في اليمن على رأسهم الأخ والزميل حسين بن علي الحبيشي الذي رحل الخميس الماضي، فعزاؤنا أيضا في فقيدنا رائد التربية والتعليم في عصر كانت فيه ظلمات الحكم الإمامي والتسلط الاستعماري يقفان سدا منيعا ضد نشر العلم والمعرفة ..
وقال:" في عام 1968م إلتقيته في صنعاء وهو رئيس ما كان يعرف بالمكتب الفني ومنذ ذلك الحين ترافقنا وتزاملنا وعملنا معاً وفرحنا معاً وحزنا معاً على مدى ما يقرب من نصف قرن".
وأضاف:" لقد ارتبط اسم الشهيد عبدالعزيز عبدالغني بأهم مرحلة من مراحل تاريخ الوطن، فمنذ أواخر الستينيات التي شارك فيها كوزير للصحة عندما صمد فيها مع الصامدين الذين صدوا جحافل الشر في حصار السبعين يوماً، ومنذ أوائل السبعينيات وحتى يوم استشهاده على أيادي أباليس الغدر والخيانة تنقل بين أعلى مناصب الدولة كما لم يسبقه إليها أي يمني في عصر الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية".
ونوه بمناقب الشهيد عبدالعزيز عبدالغني التي لا تحصى ولو ولجت إلى سردها لأغرقت في وصفها وأطلت في شرح تفاصيلها ، ولكن أهمها إيمانه الراسخ بان التعليم والعلم بمفاهيمه وطرقه ومناهجه الحديثة هو الوسيلة الوحيدة لإخراج الوطن من براثن التخلف ، حيث كان الإيمان هم لا يفارقه وحلم لا يغيب عن ذهنه فهل سيكون اليوم الذي تنشأ جامعة تحمل اسمه وتتخصص بتدريس العلوم الحديثة فقط.
وأشار الدكتور الإرياني إلى أن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني لم يكن بالنسبة له غامضا ولا صامتا ولا متجاهلا ما يدور من حوله ،فلقد كان يعيش قضايا الوطن حلوها ومرها بكل جوارحه ودائماً اكتشف انه يعلم أكثر مما أعلم ولكنه يقول اقل مما هو معلوم لديه ..
وقال:" نعم لقد كان في أواخر أيامه مدرك كامل الإدراك للأخطار المحدقة بالوطن ولكم يحزني أن آخر لقاء لي معه كان ظهر الخميس الـ 2 من شهر يونيو أي قبل 24ساعة فقط من ذلك الاعتداء الغادر والإجرامي الذي استهدف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وعدد من كبار قيادات الدولة في جامع الرئاسة أول جمعة من شهر رجب الحرام ذلك الحادث الذي يعد من اعنف وأبشع محاولات الاغتيال السياسي في العصر الحديث والذي كشف عن حجم وأبعاد المؤامرة التي تحاك ضد الوطن وشعبه وقيادته السياسية".
وأضاف:"كما كشف ذلك الاعتداء الإجرامي عن المنحى الخطر باتجاه من افتعلوا الأزمة السياسية الراهنة لتسير الأحداث وصولا إلى تحقيق مآربهم الشريرة".
|