فيصل الصوفي -
كنت شاهد عيان في المسيرة
سرت مع السائرين في مسيرة السبت الماضي في شارع الستين وفارقتها أول شارع الزبيري من جهة جولة عصر وشاهدت بأم عيني جنودا يرتدون زي الفرقة الأولى مدرع منخرطين في المسيرة وأول ما وصلوا إلى قبالة وزارة الخارجية بدأوا بإطلاق النار جهة مبنى الوزارة وجهة جولة عصر التي كان المتظاهرون قد وصلوا إليها وحاول رجال الأمن منعهم عن طريق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وكان متظاهرون يصيحون على الجنود يا فرقة رجاء لا تطلقوا النار يا فرقة رجاء وقفوا إطلاق النار فالشباب أمامكم ولكن دون جدوى ثم اشتد إطلاق النار مما دفع بعدد كبير من المتظاهرين إلى العودة دون الاستجابة للذين كانوا ينادونهم عودوا أيها الجبناء رسول الله يدعوكم!
وبعد قليل انسحب رجال الأمن وتركوا المتظاهرين يتدفقون إلى شارع الزبيري ورأيت أيضا جنود الفرقة يعبرون معهم وقام متظاهرون بإحراق وكر يعيش فيه أحد المتشردين أول الشارع بزعم أنه عميل للأمن القومي يدعي الجنون وقد علق المتشرد على ذلك بالقول:"أحرقوا حقي القصر الجمهوري وعند هذه المنطقة من شارع الزبيري فارقت المسيرة ولا أعلم ماذا حدث خلال بقية المسافة وقد قيل أن عشرة أشخاص قد قتلوا في هذه الأثناء بينهم المصور التلفزيوني في الفضائية اليمنية عبدالغني البريهي الذي قيل أنه صور الجنود والمسلحين المنخرطين في المسيرة فقتلوه وغنموا كاميراته بما فيها من صورهم التذكارية، وقد تكلمت المواقع الإخبارية للمعارضة عن إصابة مصور بقناة يمن شباب ولم تشر إلى مقتل البريهي ولا إصابة مصور آخر كانا على ما يبدو حريصين على تصوير مصادر الرمي والقنص في المسيرة.
لقد سرت مع المسيرة من مدخل شارع الرباط جهة الستين وكانت هادئة وسلمية وهتاف بشعارات مع كثرة حاملي الهراوات الغليظة ولم تقع الواقعة إلا في المسافة من أمام وزارة الخارجية إلى جولة عصر وعندي يقين أن أبطالها جنود الفرقة الذين بدأوا بإطلاق النار رغم أن متظاهرين كانوا يكررون منا شهدتهم للجنود أن يكفوا عن إطلاق النار.
هل هم جنود في الفرقة الأولى مدرع من أولئك الذين يقول اللواء علي محسن أنهم يصحبون المتظاهرين لحمايتهم أم مسلحون يرتدون زي جنود الفرقة وفي الحالتين الأمر واحد هناك تعمد في القتل يقوم به مسلحون منخرطون في هذه المسيرة وفي السابقات وكثير من المتظاهرين يبدو أنهم قد علموا بذلك وفطنوا لرسالة أولئك المسلحين فما أن بدأ الجنود إطلاق النار من خلف المتظاهرين ومن وسطهم حتى عاد كثير من المتظاهرين من حيث أتوا وتركوا الفدائية للآخرين.