المؤتمرنت - «مملكة سبأ».. بلاد العرب السعيدة مملكة سبأ كانت نقطة التقاء طرق التجارة العربية منذ الألفية الأولى قبل الميلاد، تاريخ اليمن الحافل بالحضارة والعلم، كان هذا موضوع محاضرة الدكتورة ايريس غيرلاش من المعهد الألماني للآثار في جنوب الجزيرة العربية (اليمن). والتي حاضرت عن أحد علامات هذا التاريخ في محاضرة باللغة الإنكليزية بعنوان «مملكة سبأ» على مسرح مركز الميدان الثقافي.
خطوط التجارة
أوضحت غيرلاش أنه على مدى خمسة وثلاثين عاما ظل جنوب الجزيرة، الذي يقع جغرافيا في جمهورية اليمن، محور البحث في القسم الشرقي (فرع صنعاء) من المعهد الألماني للآثار. ويتركز جانب من الأبحاث على المشروعات في منطقة مأرب، قلب منطقة سبأ.
وتناولت المحاضرة نشأة مراكز ثقافية في جنوب الجزيرة في نهاية الألفية الثانية ق. م. وقد كان يقرر سياسة هذه المجتمعات المتقدمة التحكم في خطوط التجارة، خاصة ما يستخدم في نقل البخور والتمر. كانت تلك التجارة المربحة للعطور قد أدت إلى ثراء ورخاء ممالك جنوب الجزيرة العربية. ويتردد هذا في المصادر التاريخية الكلاسيكية، ووصفهم لجنوب الجزيرة بأنها
بلاد العرب السعيدة.
نهضة شاملة
منذ بداية الألفية الأولى ق.م، كانت سبأ، بحسب غيرلاش، نقطة التقاء طرق التجارة العربية الداخلية، تتحكم في عملية التبادل التجاري بين السلع التي كانت تنقل عبر مسافات طويلة. وعلى الرغم من أن سبأ كانت تستمد ثروتها من التجارة، فقد كانت تعتمد أيضا على إنشاء وتطوير الحقول الزراعية، حيث كان الاستخدام الأمثل لموارد الماء والتربة، مما هيأ الظروف الاقتصادية اللازمة لظهور دولة مترامية الأطراف في بداية الألفية الأولى ق.م.
وعن أهمية سياسة سبأ في فتح الأقطار التي تعتمد على توطين السكان في المدن التي تم فتحها في جنوب الجزيرة العربية، حيث كانت مأرب وسروة هما أهم مركزين، مما جعل سبأ أهم الكيانات السياسية والاقتصادية لفترة طويلة. وخلال تلك الفترة تم تنفيذ برنامج معماري شامل تضمن بناء مدن كبرى وقصور ومعابد ضخمة، كما اشتمل أيضا على بناء سد مأرب.
* القبس
|