عبد ربه منصور هادي - عيد الحرية والوحدة تأتي احتفالات شعبنا بالعيد الرابع والأربعين لاستقلال جنوب الوطن من الاستعمار اليوم في ظل يمن حر ديمقراطي موحد وقد تم تحقيق هذا الانجاز الوطني العظيم كثمرة لانتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة بعد كفاح وطني شاق خاضه شعبنا وعمًّده بالدماء والتضحيات الجسيمة، وهو مايعني أنّ ثورة 14 أكتوبر المجيدة بوصفها امتداداً لثورة 26سبتمبر، أسهمت في تحقيق أهم الأهداف الإستراتيجية للثورة اليمنية، وفي مقدمتها التحرر من الاستعمار والمحافظة على الهوية اليمنية للجنوب المحتل، بعد نجاحها في اجبار الاستعمار على الرحيل، وتحقيق الاستقلال الوطني يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م، وهو اليوم الذي تم فيه وإلى الأبد دفن مشروع (الجنوب العربي) الذي أراده الاستعمار وركائزه السلاطينية هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل قبل الاستقلال.
وبفضل انتصار ثورة 14أكتوبر دخلت مسيرة الثورة اليمنية مرحلةً جديدةً وحافلةً بالإنجاز والعطاء، حيث تم انتزاع الاستقلال الوطني لجنوب الوطن في مثل هذا اليوم قبل 44 عاماً، وإنهاء الكيان الاستعماري الأنجلو- سلاطيني المُسمَّى (( اتحاد الجنوب العربي))، الذي كان مكوناً من الإمارات والمشيخات والسلطنات التي كانت تنضوي ضمن ذلك الكيان الانفصالي، إلى جانب السلطنات الشرقية التي حرص الاستعمار على إعطائها وضع دويلات مستقلة في حضرموت والمهرة وسقطرى، خارج ما كان يسمى (اتحاد الجنوب العربي )، وصولاً إلى توحيدها يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م العظيم في إطار دولة شطرية مؤقتة حملت اسم اليمن، ومهًّدت لتحقيق الهدف العظيم للحركة الوطنية اليمنية المعاصرة والمتمثل في إعادة تحقيق وحدة الوطن.. حيث جاء ميلاد الجمهورية اليمنية وتدشين التحول نحو الديمقراطية التعددية يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ليسجلا نقطة تحول تاريخي في مسار الكفاح الوطني التحرري لنضال شعبنا ضد الاستبداد والاستعمار، ومن أجل الحرية والإستقلال والوحدة.
وبقدر ما يحتفل شعبنا بالعيد الرابع والأربعين للاستقلال بعد ان شهدت بلادنا بأسرها إنجازات وتحولات عميقة تشير إلى عظمة كفاح شعبنا وتضحياته التي صنعت هذه المكاسب، بقدر ما يأتي هذا الاحتفال في ظروف معقدة تتطلب مزيداً من العمل والبناء لتطوير هذه المكاسب وحمايتها من المخاطر والمؤامرات التي تهددها.
ومن المؤكد أن الوحدة اليمنية التي تشكل اليوم أعظم وأعز الأهداف والمكاسب التي حققها شعبنا، لا يمكن الدفاع الحقيقي عنها بدون الوفاء للثورة اليمنية ( 26 سبتمبر 14 اكتوبر ) وروادها وشهدائها، حيث من الصعب اختزال تاريخ الكفاح الوطني من أجل الوحدة والدفاع عنها بصورة تتجاهل الدور الريادي لمناضلي الثورة اليمنية وشهدائها في غرس قيم الحرية والوحدة والمقاومة الوطنية في عقول ووجدان وضمائر أجيال متعاقبة حملت رايات النضال ضد الاستبداد والإستعمار، و من أجل الحرية والاستقلال والوحدة منذ نصف قرن ونيف، وقدمت مختلف أشكال البذل والعطاء والصمود والتضحيات التي عُمًّدت بالدماء دفاعاً عن الثورة وأهدافها في ظروف صعبة وغير مسبوقة.
من هنا يحق لنا القول إنّ العيد الرابع والأربعين للاستقلال هو عيد الاعتزاز بعطاء هذه الثورة وتضحياتها.. وعيد الوفاء لصناعها وروادها الأوائل وشهدائها الأماجد.. ولسوف تظل احتفالاتنا بعيد الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر في كل عام مقرونة بالوفاء لكفاح شعبنا وشهدائه ومناضليه من أجل الحرية والاستقلال والوحدة . تحية لذكرى أبطال وشهداء الاستقلال. تحية لذكرى الرواد الأوائل للثورة اليمنية ( 26 سبتمبر 14 أكتوبر ) الذين كانوا سباقين في رفع رايات الكفاح ضد الاستبداد والإستعمار والتشطير ، وتعرضوا في سبيل ذلك للموت والقهر وعذاب السجون، بعد أن قدموا التضحيات الجسيمة دفاعاً عن الحرية والاستقلال والوحدة، والتصدي للمشاريع الانفصالية الاستعمارية السلاطينية بدون مقابل . تحية لكل من أسهم في التصدي لمشروع (الجنوب العربي) والدفاع عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل في عهد الاستعمار البغيض، ومهدوا الطريق ليوم الثاني والعشرين من مايو 1990م المجيد. تحية لكل من ناضل بالسلاح والكلمة والمال في سبيل تحرير جنوب الوطن من الاستعمار، وإنهاء الكيانات السلاطينية الانفصالية العميلة، وإعادة الهوية اليمنية للجنوب الحر المستقل، ومواصلة رفع رايات الوحدة والدفاع عنها. تحية لكل من أسهم في إعادة وحدة الوطن أرضاً ودولةً وشعباً يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م العظيم وفاءً لأهداف الثورة اليمنية ودماء شهدائها البواسل وتضحيات شعبنا العظيم.
-نائب رئيس الجمهورية-النائب الاول لرئيس المؤتمر الامين العام للمؤتمر الشعبي العام |