الشيخ يحيى علي عائض - حقيقة ما جرى مع الفرقة كثرت الأقوال وتعددت الروايات فيما جرى بين قبيلة همدان وبين الفرقة الأولى مدرع ، وكان الأغلب من تلك الأقوال قد جانب الصواب ، ومعظم الروايات قد ابتعدت عن الحقيقة .
من أجل ذلك كله وجب علينا إظهار الحقيقة كاملة مفصلة ، لا شي وإنما لأنها مرتبطة بنا وتهمنا نحن في المقام الأول.
فمعلوم للجميع أني من مؤيدي فخامة الأخ رئيس الجمهورية ولم يكن تأييدي مجاملة لشخصه أو لمزية أو عطية بل كان تأييداً عن قناعة تامة راسخة في أعماقي كونه كان مظلوما ، كيف؟
لأن الشعب أراد رحيل النظام كمنظومة متكاملة وليس معنى رحيل النظام رحيل الرئيس فقط ، ولكن معظم أقطاب النظام وبالذات التي كانت مؤثرة والتي كانت السبب المباشر في رغبة الشعب برحيل النظام قد إنضمت الى ما يسمى ثورة الشباب بل وتزعمت تلك الثورة ، وصوّرت نفسها حامية للحقوق ومدافعة عن الحريات ، مع أن العكس هو عين الصواب .
ولم يكن تأييدنا خال من الفائدة بل فوائده شتى حيث إستطاعت قبيلة همدان منع حسين الأحمر وأتباعه من دخول العاصمة في منطقة الأزرقين، وأيضا منعت أي إعتداء على معسكري الدفاع الجوي ومعسكر الحرس الجمهوري وكلاهما متواجد على أرض القبيلة وهما معسكران كبيران من حيث العدة والعدد ، ولو تعرضا لأي إعتداء لكان وضع الإنقلاب العسكري أحسن مما هو عليه حالياً ، وأيضا كانت القبيلة تشارك بالاف في حشود ميدان السبعين .
بسبب ذلك كله تعرضت لمضايقات من الفرقة عند مروري بالشوارع التي كانت تسيطر عليها في حال دخولي صنعاء أو خروجي منها ، مما دفعني إلى عدم المرور من نقاطهم وسلوك طرق أخرى رغم أنها كانت بعيدة جدا .أضف إلى ذلك أني تركت منزلي في منطقة مذبح وشريت آخر في حدة لذات السبب .
وقبل حوالي 55 يوما فقد ولد شقيقنا حسن محمد عايض سئلنا عليه في أول الأمر بكل مكان ولم نجد له أثرا أو نعلم له خبرا ، وبعد مضي بضعة أيام من غيابه توفرت لنا معلومات مؤكدة ومن جهات فاعلة داخل الفرقة بأن ولد أخينا تم اختطافه من جولة المنعي وأنه محتجز بغياهب سجون الفرقة وأنه يتعرض لمعاملة سيئة حيث كانت يداه مقيدتان وكان طعامه كدمة ومغرف من الماء .
فأجتمعت القبيلة يوم 12\11\2011م وقررت تحرير المختطف مهما كان الثمن ، لكن تم التدخل من قبل الأخوين غالب القمش وعلي علي الجائفي ، وطلبوا منّا منحهم فرصة لإخراج المختطف واختاروا لجنة إلى جانبهم ضمت الاخوة المشايخ في المؤتمر والإصلاح ، وذهبوا لمقابلة اللواء علي محسن فرد عليهم بعدم علمه ونفى ذلك نفياً قاطعاً .
حصل ذلك مع أني تلقيت إتصالات من بعض ضباط الفرقة تحثني على الإنضمام الى ما يسمى ثورة مقابل إطلاق سراح ولد شقيقنا ولكنا رفضا عرضهم جملة وتفصيلا .
حين ذلك وبعد فشل كل الوسطاء قررنا خطف أحد أفراد عائلة قائد الفرقة أو أحد كبار الضباط بالفرقة وتم ذلك بالفعل حيث تم أختطاف ثلاثة أشخاص يقربون لقائد الفرقة وهم أيضا أبناء أحد كبار الضباط لديه وهو ناصر القاضي بتاريخ 19\11\2011م، وأبلغنا الفرقة بذلك وقلنا لهم سلموا ما عندكم نسلم ما عندنا.
ولكن الرد منهم جاء عكسيا حيث قاموا بإستحداث نقاط عسكرية ومدنية على خط ضلاع صنعاء ومن مر من عندهم طلبوا بطاقته فإن كان من ضلاع إقتادوه إلى سجون مجهولة واستطاعوا اختطاف بضعة عشر رجلا كلهم من ضلاع كان فيهم المريض والكهل والمعيل الوحيد لأولاده ، ولم نفعل حينها شيئا ، بل إتصلنا بالفرقة وأخبرناهم أن من لدينا لن نفرج عنهم ولو خطفوا أهالي ضلاع جميعا ، وكان ذلك رأي جميع الأهالي بمن فيهم ذوي المخطوفين.
وفي تاريخ 28\11\2011 م قام أفراد من الفرقة بزي الحرس الجمهوري بخطف ولد الشيخ صادق عاطف المصلي من مدرسته الكائنة في باب السباح وعمره لم يتعد سن الرجولة ، وبعد خطفه إتصلوا بوالده وقالوا له إبنك عندنا وأسمعوه صوته وهو يبكي .
فأجتمعت القبيلة بتاريخ 29\11\2011م بشكل غير معهود من حيث العدد والعدة والشجاعة والغيرة ، و تم الإتفاق على رأي مفاده أن القبيلة ما زال بها رجال أكفاء قادرون على حماية أولادهم وأرضهم وعرضهم وحرياتهم.
فأتت إلينا الوساطة المكونة من كبار مشايخ الإصلاح في القبيلة وطلبوا منا مهلة إلى الساعة التاسعة ليلاً ، وكان لهم ذلك ، وقبيل انتهاء المهلة أتوا إلينا واعتذروا وطلبوا ملحين مهلة أخرى إلى عصر اليوم التالي وهو الموافق 30\11\2011م وكان لهم ذلك ، مع عدم علمنا ماذا يفعلون ومن يقابلون .
وقبيل إنتهاء المهلة حضروا إلينا وأخبرونا أن هناك تقدم في المفاوضات مع قيادة الفرقة وطلبوا مهلة ثالثة إلى فجر اليوم التالي الموافق 1\12\2011م ، وفي تلك الليلة كانت القبيلة محتشدة في منطقة شملان القريبة جدا من معسكر الفرقة بما يزيد عن الف مقاتل .
وفي تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل جاوا ومعهم ولد أخينا وولد الشيخ صادق المصلي فتسلمناهم وقلنا لهم أحضروا بقية المختطفين لنسلم من عندنا فردوا ها نحن قد أحضرناهم فقلنا لهم بقي الكثير ، فما كان منهم إلا الذهاب لإحضارهم لأن موقفهم صار محرجا .
ونحن بدورنا قمنا بتسليم من لدينا معززين مكرمين ، وتم رفع أفراد القبيلة جميعا من منطقة شملان وتم إنهاء كانت الخلافات مع الفرقة والآن لم يعد بيننا وبينها أي خلافات أو خصومات .
فلله الحمد والفضل الذي جنبنا المحن والفتن ، وأيضا نشكر كل من ساهم وتوسط حتى توصلنا إلى حل حقنت به الدماء الطاهرة الزكية سواء من أبناء القبيلة أو من جنود الفرقة فنحن أبناء وطن واحد وعرق واحد وندين الدين الواحد .
وأدعو كافة وسائل الإعلام المختلفة إلى توخي الدقة والحذر فيما تنقله ، كون الإعلام سلاحا فتاك ذو حدين ، و تأثيره شديدا ، ولأنه كذلك فليحسنوا التعامل معه حتى لا يكون القائمين عليه مسؤولون أمام الله والناس أجمعين عن كل قطرة دم تسفك بسبب خبر كاذب أو صورة مزيفة.
كما أني أدعو كافة أطراف العمل السياسي إلى الالتزام بعهودهم ومواثيقهم وأن ينسوا الماضي والآمه وأحزانه ولينظروا إلى اليمن كل اليمن فالشعب كله أمانة في رقابهم ، فاليمن يتسع لنا جميعا وكلنا يمنيون ويجمعنا الدم والعرق والأرض والعرض واللغة والدين والأعراف والتقاليد ، فكلا منّا مكمل للأخر ، ومخطئ جدا من يظن نفسه قادرا على الإستغناء عن أخيه .
|