الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:32 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الجمعة, 23-ديسمبر-2011
المؤتمر نت - احمد الصوفي احمد الصوفي -
مغادرة المتاريس!!
رغم بساطة مفردات المبادرة الخليجية وسلاسة مركبات الآلية المزمنة التي حملت ذكاء وبصمات «بن عمر» إلا أنها باختصار أدت الى تحطيم شرعية المتاريس التي تشكلت في النفوس منذ سنوات لكنها رقصت على إيقاع الدم والنار لاكثر من عشرة أشهر. وأعني بالمتاريس شرعنة انتزاع السلطة من الرئيس واكراه النائب على ممارستها أو انتزاع الرئيس من السلطة وإقحام النائب في ممارستها على من يعتقدون أنهم حققوا نصراً مركزياً بإخراج صالح من السلطة وبدأ لعابهم يسيل وهم يفكرون باشتهاء كيف سيديرون هادي ليكون الوجبة التي جعلت المؤتمر يعد لخصومه وجبات من لحم وشحم قادته ووجوده دون ان ترف شعرةً في اهداب أولاء الأحمر أو يهتز لعلي محسن متراس.
وهذه الخطوة على أهميتها هي جزء من لعبة تنتظر جولات تطرح فيها المسألة برمتها فاذا غادر الرئيس السلطة سيكون اليمن هو قيام الذين دمروا تيار الكهرباء وهي واحدة من انجازات صالح ان يقدموا ضمانات عدم التعرض لها مرة اخرى من خلال تعيين وزير من المعارضة، عليها ام ان خروج صالح من السلطة يعني خروج جميع اطراف الازمة من الحياة السياسية ولا تكون فكرة المتاريس التي أزيحت من الشوارع والأحياء ماهي إلا بالون اختبار لحقيقة صراع لن يتوقف حتى يتأكد الجميع من أمور عدة أهمها:
1- معرفة قيمة القرار التاريخي للرئيس صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية والاستعداد لمغادرة السلطة يوم 32 فبراير القادم دون أن يكلف اليمنيين الدخول في حرب أهلية أو إنتاج عشرات الآلاف من القتلى ذبحاً على الطريقة الاسلامية كما حدث في ليبيا أو أن يخلف وراءه «0008» حالة اغتصاب حداً جعل منهن فئة يرمزن الى بواكير انجاز الثورة وهن فئة المغتصبات ولابد أن في ليبيا فئة اخرى هم المغتصبون الذين أبدوا إستعداداً للانخراط في جمعيات تشجع التبرع بالزوابع ممن جرى فعل الاعتصامات عليهن، كهذه البطولة في الاغتصاب والبطولة في الانقاذ لم يتركها خلفه الرئيس صالح.
2- الكشف وبشكل موضوعي أن وراء هذا الضجيج والصخب الذي طوق حياتنا ودمر مكاسبنا وهدد إستقرارنا لاشك أنه يستند على مشروعية فكرة ما استطاعت ان تجمعهم اشتراكيين وإصلاح وناصريين وحوثيين.. فكرة لا تصل حد تشكيل ضمير ثوري مطلوب الافصاح ان هؤلاء كان يجمعهم تصور لوطن وليس دفاعاً عن حزب يجمعهم، ربما حلم يفرق بين قطر واسرائيل، بين ديمقراطية وشمولية، بين تطور ورخاء، وبين تدمير المنجز أي أن على جميع من قبلوا التسوية ان يعيرونا مفهوماً للثورة كما سلفناهم رئيساً من لدنا توافقياً عليهم من اجل سلطة رفضنا القتال من اجلها وبعد ان التأمنا على طاولة واحدة نبت من خلالها في مصير الوطن، ألا يحق لنا كما تقاسمنا المناصب ان نتقاسم الايمان بضرورة إستعادة الثورة- عفواً- البحث عن روحها فيكم أو حيث ما تكون طالما أنكم زعمتم انكم أتيتم من رحمها.
ألا يحق لنا أن نكشف حبلها السري نحن على يقين انها مهمة جليلة من شأنها إضاءة الدروب لإعداد برنامج وطني يتصف بالعقلانية والتقدمية لا يمكن لهذا البرنامج ان يتقلب على إرث تجربة قادها رئيس نعرفه وسيظل رئيسساً، لكن على الثورة ان تبحث عن نفسها حتى يطمئن المجتمع اليمني اننا مقدمون على مرحلة تطوير لما تم انجازه لا ان نكون سادرين في عمانا نحو شكل من الإنفلات يجعل الذين غادروا السلطة يعودون اليها بذات الرؤوس الفارغة ويسومون الناس ذات العذاب الذين تنصلوا من مسؤولية اقترافه وتكون العودة الى المراكز بالمزاج كما كان الخروج الثوري منه بالمزاج.
إن ما حدث في المقاطرة للمناضل الاشتراكي محمد حميد الذي توقف قلبه في 81 ديسمبر وهو يحاول ان يمنع استغلال حاجات الناس للغاز في الريف التعزي، حيث يتم اغتصاب الثورة والاعتداء على الطمأنينة العامة واستخدام الخدمات العامة التي تقدمها الدولة للتكسب، فيما كان هذا الرجل الرائع كعهدنا به ممن يجترحون بطولة الايثار وخدمة الصالح العام حد مواجهة إطلاق نار ومواجهة قلب توقف عن الخفقان وهو يكابد شح فكرة الاتساق والانسجام مع فكرة الثورة، هذا العزيز المغاير جعلني اتأكد أن التسوية ربما تكون ضرورية، لكن الاهم ان يعرفوا من زعموا انهم الشعب الثائر طبيعة هذه الثورة حتى نراها ونطلب لها العمر المديد.
3- لابد من ايقاف اوجه الصراع الذي انتقل الى مجلس الوزراء ثم الى الوزارات ثم الى مجلس الجامعة والهيئات بل أسوأ اشكال هذا الصراع إتخاذه أقنعة جهوية لا تتمتع بأي ميزة سياسية او مبررات وجودية، كل مافي الامر إظهار الرغبة في تمزيق فكرة الدولة والتعجيل في انهيار بنيتها على مستوى الإدارة العامة وتبني أزمات الشارع وتحويل المؤسسات مسرحاً جديداً لصراع عدمي متخلف فردي فيه نعرة الاستقواء على العقل والتباهي على الحكمة والقفز على حقائق الواقع، لابد من ايقاف كل ذلك الآن ليكون لإزالة المتاريس معنىً سياسياً.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر