المؤتمرنت - نصر باغريب - قيادة جامعة عدن تتفقد أراضيها المفقودة قام الدكتورعبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، والدكتور/سليمان فرج بن عزون نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والدكتور/محمد أحمد العبادي نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، والدكتور خليل إبراهيم محمد الأمين العام للجامعة، وعدد من أعضاء مجلس جامعة عدن والمسئولين بالجامعة اليوم الاثنين (9 يناير2012م)، بالنزول الميداني إلى كلية الآداب للإطلاع على التعديات التي تعرضت لها أرضية الكلية خلال الأيام الفارطة من قبل عناصر خارجه عن القانون.
وأطلعت قيادة جامعة عدن على أعمال البسط التي تمت لأرضية الكلية، وأعمال التخطيط والتركين لبقع أراضية الكلية، وكذا عمليات التكسير لأشجار الكلية لتحويلها إلى حدود فاصلة بين بقع الأراضي التي تعرضت للبسط داخل حرم الكلية، كما تم الاطلاع كذلك على عملية التسوير غير الشرعية التي بنيت بليل والتي أحاطت بمساحة ملعب كرة الطائرة داخل حرم الكلية الذي كان الطلاب يمارسون أنشطتهم الرياضية واللاصفية فيه.
عقب ذلك قامت قيادة جامعة عدن وعدد من أساتذة كلية الآداب وبأسلوب حضاري راقي وسلمي ينم عن المكانة العلمية والوعي الرفيع لهذه النخبة المثقفة بالمجتمع، بتنفيذ وقفة احتجاجية تدين هذا التصرف غير القانوني الذي يضر بالعملية التعليمية ومستقبل الطلاب وبصروح التنوير والتثقيف وصناعة أجيال الغد.
وأستنكر المنفذون للوقفة الاحتجاجية محاولات البعض استغلال الأوضاع الحالية التي تشهدها بلادنا وقيامهم بأعمال تتجاوز الأعراف والقيم اليمنية والإسلامية وبلغ بهم الأمر مبلغ التعدي على أراضية كلية الآداب، وسرقة بعض تجهيزاتها ومحاولة الاستحواذ على مساحات من أرضيتها خصصت للطلاب وأنشطتهم اللاصفية المختلفة، وكذا للتطبيق العملي لبعض برامجهم التعليمية.
إلى ذلك تداعت رئاسة جامعة عدن وعدد من مسئولي الجامعة وأساتذة وطلاب كلية الآداب بجامعة عدن إلى لقاء موسع في قاعة أبن خلدون بكلية الآداب، للوقوف أمام هذه التعديات التي تعرضت له الكلية والبحث عن معالجات تكون بمستوى ومكانة جامعة عدن وأساتذتها، مع الاتفاق على عدم الانجرار إلى أساليب غير حضارية للاعتراض على هذا الأمر لإنهاء حالة التعدي غير القانونية على أرضية الكلية.
وقد أستهل اللقاء بكلمة للدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن الذي عبر عن تقديره لأعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن الذين أجمعوا على رفضهم لهذا التعدي على أرضية الكلية الذي لايمس الكلية وطلابها ومستقبلهم فقط، بل الأجيال القادمة والتعليم الأكاديمي.
وقال: "لقد تابعنا منذ اللحظة الأولى محاولات البسط على أرضية كلية الآداب، وقمنا بإبلاغ الأمن والسلطة المحلية بما حدث..، والجهود متواصلة مع الجهات الأمنية المختصة لوضع حد لعملية البسط، وإزالة السور المستحدث على أرضية الكلية..، مؤكداً أن ماحدث أسلوب غير متحضر لايمكن أن يقبله أحد لان هذا الكلية ليست ملك لأحد، بل هي ملك لكل المجتمع وأبناءه ولايحق لأي شخص اقتطاع أي جزء من أرضيتها والاستحواذ عليه".
وأشار الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور أن جامعة عدن حافظت طيلة المدة الماضية ومنذ بداية الأوضاع التي تشهدها في البلاد حالياً على أراضي كلياتها ومنشآتها وممتلكاتها المختلفة لكن ماشهدناه خلال الأسبوعين المنصرمين أمر مرفوض ومستهجن من كل منتسبي الجامعة والمجتمع برمته.
ونوه إلى ماتتعرض له الجامعة من عمليات تقطع على الطرقات لسياراتها ونهب لسيارة كلية الهندسة على طريق عدن، ومحاولة قتل سائق كلية الزراعة ونهب جرار الكلية الذي كان يقوده على الطريق العام بمحافظة لحج والبسط على أرضيتها، وسرقة أجهزة مختبر قسم الأحياء بكلية التربية ومحاولة البسط على أرضيتها، وكذا محاولات البسط المستمرة على أراضي الحرم الجامعي.
وأكد الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور بأنه وجه منذ بداية تأزم الأوضاع التي تشهدها البلاد حالياً كل العمداء والمسئولين بالكليات والجامعة للعمل على الحفاظ على ممتلكات وأراضي منشآت الجامعة والبيانات والمعلومات الأكاديمية والإدارية للأساتذة والطلاب ودرجاتهم العلمية، وذلك إنطلاقاً من المسئولية العلمية والقيمية تجاه هذا الصرح العلمي المحترم وتجاه أبناءنا الطلاب حرصاً على مستقبلهم وعلى الجامعة التي تحتضنهم وتهيئهم لصنع المستقبل المنشود للوطن.
وأوضح أنه وبعد مرور نحو عاماً على بدء تأزم الأوضاع التي تشهدها بلادنا وبعد أن تنفس اليمنيون الصعداء..، نرى حالياً من يريد أن يذهب إلى منزلق الفوضى والبدء بعمليات السطو والفوضى والنهب وإغلاق بعض الأقسام العلمية والكليات وضرب التعليم الجامعي ومستقبل أبناءنا الطلاب، وهذا كله ليس له علاقة بأي مطلب سوى إيذاء الجامعة وطلابها بدرجة رئيسية.
وأضاف قائلاً: "قلنا مراراً أن هذه الجامعة هي لجميع المواطنين وللفقراء لأن الأغنياء يرسلون أبنائهم للخارج أو للجامعات الخاصة...، ولذلك يجب على كل المجتمع الدفاع عن هذه الجامعة وكلياتها، فهي مسئولية الجميع".
وأفاد بالقول: "أن مسئولية الدفاع والحفاظ على الكلية ليست مسئولية العميد فقط بل مسئولية الأستاذ والطالب والمجتمع كله الذي يجب أن يتضامن في موقف أخلاقي كبير كهذا، ويعلن عدم قبوله على الإطلاق لهذا التصرف غير القانوني تجاه جامعة عدن، خاصة وأن العلم هو من يجب أن يرسخ القيم في المجتمع".
ونوه الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى قدرة الجامعة على تجاوز كل الصعوبات التي واجهتها لها خلال العام الفارط (2011م)..، مستعرضاً إنجاز جامعة عدن لخطتها الدراسية ولبرامجها الأكاديمية ولعدد من أنشطتها المختلفة، ونجاحها بتنفيذ الفصل التعويضي لطلابها وإبتعاث عدد من طلابها للتطبيق العملي أو الدراسة في الخارج وتخريج مئات الطلاب من مختلف التخصصات العلمية المهمة لعملية التنمية في الجمهورية اليمنية..وغير ذلك.
ونوه إلى أن جامعة عدن ستظل إلى جانب أبنائها الطلاب ومصلحتهم الجمعية والالتزام بخيار العقل والحفاظ على نهج العلم لطلابها ومستقبلهم، ولن تحيد عن هذا الطريق وعن التمسك بالنظم والقوانين التي تحكم نشاطها الأكاديمي..، مشيراً إلى أن عدد لايتجاوز أصابع اليد من المتأخرين دراسياً حاولوا التحريض ضد الجامعة بمبررات غير منطقية وافتعال المشاكل بغرض التغطية على تأخرهم ألدارسي والإضرار بالمسيرة التعليمية الناجحة للطلاب.
وأكد أن جامعة عدن تتعامل مع جميع الطلاب بمسئولية عالية وكأبناء لها، والمعيار الوحيد للتمييز بين طلابها هو الدراسة والمستوى العلمي لكل طالب..، مشيراً أن الجامعة على استعداد لمعالجة أي إشكالية أو مطلب لأي طالب والتجاوب مع كل حالة على حدة متى ماوجدت مشكلة جادة لدى أي طالب وهذا ديدنها منذ أن أنشئت عام 1970م.
وأشار أن جامعة عدن ومنتسبيها أكبر من أي تقولات وأي تخرصات تستهدفها لن تتثنيها عن مواصلة سيرها بطريق العلم والتنوير الذي اختطته منذ أكثر من أربعين عاماً..، مستغرباً قيام بعض وسائل الإعلام بنشر أخبار مظللة عن الجامعة ومنتسبيها دون أن تكلف نفسها البحث عن الحقيقة والبحث عن المعلومة من مصدرها الصحيح.
إلى ذلك أستعرض الأخ/رئيس الجامعة خلال اللقاء مع قيادات جامعة عدن وأساتذة كلية الآداب، نتائج زيارته لمحافظة حضرموت واجتماعه مع الشيخ المهندس/عبدالله أحمد بقشان رئيس مجلس الأمناء وقيادات مؤسسة العون للتنمية، ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية ، ومؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين.
وأعرب عن شكره وتقديره لرئيس مجلس أمناء جامعة عدن على دعمه لتحديث مطبعة جامعة عدن، ورفده عدد من كليات الجامعة بالكتب والمراجع الحديثة، ورعايته لعدد من الفعاليات الأكاديمية للجامعة كالندوات العلمية والدراسات العليا بالخارج، كما قدم الشكر للمؤسسات الداعمة (مؤسسة العون، ومؤسسة حضرموت، ومؤسسة الطلاب المتفوقين)، لرعايتها ودعمها لجائزة جامعة عدن للبحوث والدارسات، وإبتثعاث طلاب الجامعة، ورعاية عدد من فعاليات الجامعة.
وقال: "من لايشكر الناس لايشكر الله، ونحن نشكر الشيخ/عبدالله بقشان والمسئولين بالمؤسسات الأهلية الثلاث بحضرموت الذين مدوا يد العون للجامعة ولأنشطتها الأكاديمية والعلمية المختلفة، وسيواصلون رعايتهم ودعمهم لعدد من الندوات والأنشطة العلمية للجامعة خلال المدة المقبلة".
بعد ذلك ألقى عدد من أساتذة كلية الآداب مداخلاتهم حول حالة البسط على أرضية الكلية وجهود المتابعة والاحتجاج على عملية البسط غير المقبولة من منتسبي الكلية والجامعة والمجتمع كله.
وأعرب الأساتذة عن شكرهم وتقديرهم لرئيس جامعة عدن ومجلس الجامعة الذين بادروا للنزل إلى الكلية والاطلاع عن قرب على عملية التسوير والتخطيط لأرضية حرم الكلية ومتابعتهم الجهات المعنية لضبط الجناة ووضع حد لعمليات التعدي على حرم الكلية.
واقترحت المداخلات الوقوف بدءاً من يوم غد لمدة عشر دقائق في باحة الكلية للتعبير عن رفض واحتجاج منتسبي الكلية لما تتعرض له كليتهم من تعديات غير قانونية..، كما اقترحت تشكيل "جمعية أنصار جامعة عدن" للمواجهة القانونية والحضارية لما تتعرض له الجامعة من تعديات مختلفة..، مجددة دعوة الجهات الأمنية وقيادة السلطة المحلية للتحرك سريعاً وإنهاء هذه الحالة المستهجنة وغير الطبيعية.
وأشارت المداخلات إلى أن ماتتعرض له جامعة عدن خلال هذه الأيام من أعمال تقطع لمركباتها وسرقة مختبراتها وبسط على أراضيها، وتحريض على الفوضى أمام بواباتها يكشف بما لايدع مجالاً للشك أن هناك عناصر مريضة تستهدف الجامعة وليس أشخاص فيها أو رموزها وأساتذتها فقط، بل تستهدف كل منتسبيها وطلابها دون استثناء بغرض تدمير الجامعة وإنهاء التعليم الجامعي فيها.
وشددت المداخلات على ضرورة قيام أساتذة الجامعة بدورهم الإنساني الأكاديمي والوطني تجاه طلابهم ومجتمعهم لتوعيتهم وتوضيح الحقائق أمامهم وفضح المغالطات والتزييف الذي تمارسه بعض المواقع الإعلامية على الانترنت ضد الجامعة، وتبيان المخاطر التي تتعرض له الجامعة وأبنائها من الطلاب أولاً..، وأهمية الوقوف بحزم وبشكل حضاري راقي أمامها وتفويت الفرصة أما أي عناصر مريضة أو متضررة تستهدفها.
حضر اللقاء الدكتور/عبدالكريم العزعزي مساعد نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، والدكتور/محمد صالح عبادي مساعد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور/مبارك ابوبكر الحمصي مساعد نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والدكتور/حسين عبدالرحمن باسلامة عميد كلية الآداب، والدكتور/صالح مبارك بن حنتوش عميد كلية الهندسة، والدكتور/علي أحمد اليافعي عميد كلية الطب، والدكتور/ياسر محمد باسردة الأمين العام المساعد للجامعة، وعدد كبير من نواب عمداء الكليات ومدراء المراكز العلمية ورؤساء الأقسام العلمية، المسئولين ومدراء العموم بالجامعة وحشد من الأساتذة والطلاب. |