محمد علي سعد -
حكومة الوفاق والتحديات الكبيرة
تفصلنا عن يوم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية ثمانية وعشرون يوماً لاغير، حيث من المقرر ان تقام الانتخابات الرئاسية في الواحد والعشرين من شهر فبراير القادم.. والحقيقة ان جملة من التحديات الكبيرة تقف اليوم في وجه حكومة الوفاق الوطني (احزاب المشترك والمؤتمر الشعبي العام على حد سواء) وأبرز تلك التحديات مسألة الوضع الامني في البلاد وترديه على كافة المستويات فتنظيم القاعدة الذي ضاعف من نشاطاته مؤخراً وماحصل ويحصل في رداع لخير دليل الى جانب تواجده في العديد من مديريات محافظة ابين وتسببه بنزوح الآلاف من ابناء المحافظة الى مدينة عدن وإسكانهم منذ شهور في العديد من مدارسها مما تسبب في تعطيل الدراسة فيها والتي تحولت لمساكن ايواء لهم، كما ان الوضع في صعدة ومعارك الحوثيين مع دماج ونزوح الآلاف من المواطنين من أرحب.. وفي تعز نجد ان الجماعات المسلحة قد عادت الى المدينة مجدداً بعد ان نجحت اللجنة الامنية والعسكرية في ازالة المظاهر المسلحة منها.. وفي المحافظات الجنوبية التي تعيش حالة غياب كامل للأمن اعتدى مجهولون على نقطة تفتيش في جولة كالتيكس وقتلوا اربعة من منتسبي وزارة الداخلية والامن في السادسة من صباح الجمعة الماضية ولاذوا بالفرار، يضاف الى ذلك الارتفاع التصاعدي لجماعة الحراك الداعية الى الانفصال او فك الارتباط ودعوة المواطنين في المحافظات الجنوبية الى احراق بطاقاتهم الانتخابية وعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، وصارت الأعلام الجنوبية تملأ الشوارع والواجهات أمام مرأى ومسمع الجميع، يضاف الى هذا كله تحدٍّ آخر واجهته حكومة الوفاق وهو التصديق على قانون الحصانة الذي أُقر أمس الأول السبت.. هذه التحديات كلها تواجه الحكومة وتواجه مسألة ضمان قيام الانتخابات الرئاسية المقررة في 21فبراير القادم..
بقي ان نقول انه وبعد مرور اكثر من شهر على تشكيل الحكومة لم يلمس المواطن بصورة عملية ان معاناته قد بدأت تلاقي حلولاً عند حكومة الوفاق او حتى بعض معاناته فلاتزال أزمة الاختناقات في مادة البنزين والديزل والغاز قائمة بل وتتفاقم ومازالت الانقطاعات في التيار الكهربائي تتواصل وتتزايد، ومشكلة المياه حدّث ولاحرج، وارتفاع اسعار المواد الغذائية في تصاعد بسبب انعدام الدور الرقابي للحكومة وشكوى التجار من ارتفاع اسعار مادتي البنزين والديزل ومشكلة الكهرباء تجبرهم على رفع الاسعار، ومما زاد احباطات المواطن انه وخلال متابعته لزيارة دولة رئيس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة لعدد من دول الخليج فإنه أُصيب بخيبة أمل سببها ان رئيس الوزراء والوفد الحكومي الذي رافقه لم يوقعوا مع الاشقاء في الدول التي زاروها على أية اتفاقات في مجالات التنمية تحدد بالأرقام ما الذي يمكن ان يقدمه الاشقاء لإخراج اليمن من أزمته او حتى جزء منها.. وفي ذات الوقت لم يجد المواطن اليمني او المتابع السياسي للزيارة أن دولة معالي رئيس الوزراء قد تقدم بمشاريع اتفاقات في مجالات التنمية الكثيرة التي تحتاجها اليمن، لكننا سمعنا سيلاً من المديح والشكر والامتنان دبَّجه الاستاذ باسندوة في كل تصريحاته، وسمعنا من الاشقاء تصريحات هي عبارة عن وعود بمساعدة اليمن، وعود خليجية بالمساعدة لم تحدد بالأرقام ولم تسم ِالمجالات التي يمكن ان يساعدوا اليمن فيها، أما مازاد الطين بلة وضاعف من احباط المواطن وخيبة أمله بالزيارة، ما نشرته صحيفة «عدن» والتي جاء في خبر نشرته بالصفحة الاولى تقول فيه ان اجمالي ما صرف على زيارة رئيس الوزراء لعدد من دول الخليج هو 82مليون ريال وان وزير الكهرباء قد صرف لشخصه مبلغ 60ألف دولار مايساوي 13مليون ريال، فيما صرفت رئاسة الوزراء مبلغ 300ألف دولار للغرض نفسه، ولم تنسَ الصحيفة ان تقول ان زيارة رئيس الوزراء التي استغرقت اسبوعاً كانت بالكامل على نفقة دول الخليج- «صحيفة عدن» الصادرة الاثنين 16يناير..
وخلاصةً.. إننا كمواطنين وكأعضاء في المؤتمر الشعبي العام نتمنى ان تتمكن حكومة الوفاق الوطني «مشترك ومؤتمر شعبي» من مواجهة كل تلك التحديات حتى تلتزم بما جاء في المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها المزمَّنة حتى تنجح في اداء مهامها وتكون عند مستوى الثقة التي منحها اياها مجلس النواب عندما صادق عليها وعلى برنامجها.. في هذا المقام فإن المسئولية لإنجاز الانتخابات الرئاسية تقع على طرفي الحكومة بالتساوي في النجاح والإخفاق.
والحقيقة تفيد ان التمنيات بالنجاح عموماً وبنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة بالنسبة لحكومة الوفاق الوطني ليست وحدها كافية لمواجهة كل التحديات القائمة اليوم والتي بعض منها مرشح للتمدد والاتساع.. لذا لابد من وقوف الحكومة وقفة جادة لعمل خطة عملية ترشد فيها اولويات المهام الواجب اتخاذها من أجل انجاح الانتخابات الرئاسية المنتظرة وأولها في اعتقادنا مسألة سيطرة المؤسسات الشرعية على الوضع الأمني المنفلت حد الغياب..
حوارية:
الأول: هل صحيح أن توكل كرمان عادت إلى صنعاء؟!
الثاني: أيوه عادت واستقبلوها استقبال الفاتحين.
الأول: الله يكون بعون باسندوة، شوف البلاد مش ناقصة مصايب.