الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 04:34 م
ابحث ابحث عن:
دين

في ذكرى مولده الشريف

السبت, 01-مايو-2004
بقلم /الدكتور/ محمد عبده يماني -
معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
ما أروع الذكريات العطرة التي تمر بالأمم, فتنعش في الناس القلوب, وتنير العقول, وتردهم إلى ماض مشرق وجوانب من ذلك التاريخ العظيم, ونحن في هذه الأيام تمر بنا ذكرى جميلة وعطرة لولادة نبي هذه الأمة, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, الذي ولد بمكة المكرمة, ونشأ فيها, وتربى بها, ثم عندما جاء أمر الله صدع بالحق, ودعا إلى الله سبحانه وتعالى, وكل ذلك كان بالحكمة والموعظة الحسنة, وبالأسلوب الذي كان وسيظل منهجا لنا ولكل من يريد الدعوة إلى الله عز وجل.
وشاء الله إن يجعله القدوة والأسوة {لقد كان لكُم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} (1) وهذه القدوة ليست مقتصرة على الصلاة والصوم والحج والعبادات كلها, وانما هي قدوة في السلوك والأخلاق, لأنه رغم شجاعته وبسالته في الحروب, وقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيه: كنا إذا حمي الوطيس نتترس برسول الله صلى الله عليه وسلم الا انه سبحانه لم يصفه بها, ولم يصفه بالكرم رغم انه كان ينفق كمن لا يخشى الفقر, وانما جاء الوصف من رب العزة والجلال بالخلق {وإنك لعلى خلق عظيم}(2) وحدد لنا صلى الله عليه وسلم لنا المنهج: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ولا شك أن الحديث عن السيرة النبوية الشريفة, وبصورة خاصة عن حياته ودعوته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعدها من الأشياء التي يعتبر إلقاء الضوء عليها بصور ملتزمة بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة هي مما يفيد الناس والناشئة والشباب على وجه الخصوص. وكل كلام يمس الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم يجب أن تراعى فيه آداب كثيرة أولها العلم بما ستخوض فيه من أمره صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا نكذب بأمر ثبت عنه أو ننسب إليه مالا يليق بكمال النبوة وجلالها ومن هنا كان يمتنع كثير من الصحابة عن الكلام في أحاديثه صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن هذه الآداب طهارة الظاهر والباطن عند الخوض في أمر يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم, وتتمثل طهارة الظاهر فيما كان يفعله ويلتزم به الأئمة رضي الله عنهم من الوضوء قبل التحدث عن الرسول الكريم, ونظافة الثياب وجمال المظهر والتزام السكينة من المحدث ومن السامعين والصلاة والسلام عليه كلما ورد ذكره مهما تكرر منهم أجمعين وصون المجلس عن السفهاء واللاغين -حتى إن مالكا رضي الله عنه أمر بإخراج من سأله عن الاستواء من المسجد بعد ان أجابه- حتى يقطع دابر اللجاجة والفتنة.
أما طهارة الباطن فتكون بخشوع القلب وصدق النية واستحضار ما أمر الله به من توقير وتكريم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتواضع -والتأني في اختيار ما يتحدث به حتى لا يزال لسانه بقول لا يليق أو يميل بقلبه إلى ما يمس العصمة أو التصديق- أو التعالي على السامعين أو عدم الرفق بهم أو نهرهم عن السؤال فيما لم يفهموه عملا بقوله تعالى {وأما السائل فلا تنهر} فالسائل هنا يشمل سائل العلم وسائل المال, وان يتحرى المتكلم عدم التجاوز في الرواية أو الوصف أو الإثبات أو النفي- حتى لا يدخل في مجال الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفاعل ذلك يتبوأ مقعده من النار كما ورد في الحديث ولهذا يحرص أهل الورع أن يختموا ذكرهم لحديثه صلى الله عليه وآله وسلم بقولتهم المشهورة (أو كما قال صلى الله عليه وسلم) احترازاً من السهو أو الرواية بالمعنى أن يتلقى ذلك ما يلقى إليه من شأن الرسول بالسكينة والأدب في الجلسة والإنصات الكامل.
ولقد عرف العلماء المعجزة بأنها: أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مبعوث بالنبوة حال تحديه تصديقاً له في دعوى النبوة فهي بمثابة قوله تعالى صدق عبدي فيما يبلغ عني.
والأمور الخارقة للعادة -إن كانت من نبي فهي معجزة- وان كانت من تقي ولي فهي كرامة- وان كانت من شخص مستور الحال لم يعرف بفسق فهي معونة- وان كانت من فاسق فهي استدراج- وان كانت من مدعي النبوة وتأتي على عكس مراده فهي إهانة- وان كانت من نافث وعاقد فاجر فهي سحر- وليس هذا مقام تفصيل الفروق بينها.
غير ان المعجزات سماها الله آيات أي دلائل وعلامات قاطعة على صدق من تجرى على يديه فيما يبلغ عن ربه- كما ذكر تعالى أرسل موسى في تسع آيات- وقال عن ناقة صالح هذه ناقة الله لكم أية.
ومن هنا نفهم أنها تكون مخالفة لما جرت العادة به- ولا يستطيع العقل ولا العلم الإتيان بمثلها بل ولا حتى بيان علتها في كل العصور ومهما تقدمت العلوم لأنها من الله الذي خلق النواميس وهو وحده القادر على تغييرها -أما العلم فهو لا يوجد النواميس وقوانين الأشياء- وانما يكتشف بعضها وبعض علاقاتها وآثارها- كالذي يقرأ في صفحة من كتاب ما لم يكن يعلمه في الصفحات السابقة ولكنه ليس مؤلف الكتاب.
فلن يستطيع العلم إلى آخر الزمان أن يعطينا عصا تتحول ثعباناً حياً أو تشق البحر طرقا أو تفجر من الحجر ينابيع متعددة بضربة واحدة, وهكذا كل المعجزات فوق الفهم والقدرة البشرية- وسرها الوحيد هو قدرة الله وارادته سبحانه التي لا تتخلف.
أنواع المعجزات
1- كل الأنبياء والرسل السابقين كانت معجزاتهم مادية تدركها الحواس- وتدرك مغايرتها لما ألفته فيعرف من رآها إنها آية فيصدق دعوى النبي إذا أراد الله له الهداية أو يعاند ويعرض إذا كان شقيا جاحدا- ومن ذلك عدم حرق النار لخليل الله إبراهيم وعدم ذبح السكين لإسماعيل ولده عليهما السلام.
2- ومع أن رسولنا الكريم أعطي من هذا النوع الشيء الكثير كتسبيح الحصا وتسليم الأحجار وتكليم الحيوان- وحنين الجذع وشق القمر ونبع الماء من بين أصابعه- وتكثير القليل مما سنتعرض لبعضه.
3- الا أنه تفرد بين الأنبياء والرسل جميعاً بمعجزة المعجزات وهي القرآن الكريم- والقرآن معجزة باقية لانه محفوظ إلى آخر الزمان- يدرك العقل صنوفاً من إعجازه فهو معجزة لمن شهد نزوله وعاصر رسوله- ومعجزة لمن يجئ بعد ذلك لان جوانب الإعجاز فيه تتجلى للعقل بالتدبر والتأمل فيه.
وسبب اختصاص النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه المعجزة العقلية وتكفل الله بحفظها أن الأنبياء السابقين كانت رسا لاتهم ليست عامة ولا باقية -بل هي لقوم بعينهم فقط- ويطالب بها من عاصر الرسول الذي جاء بها وشهد معجزته المادية- فإذا انقضى زمنه وانقطع جيله- أصبحت معجزته خبرا يروى لا أية تشاهد فتأتي فترة فيها قوم لم يروه ولم يعاينوا دليل صدقه وهو المعجزة - حتى يبعث الله حين يشاء نبيا جديدا تنسخ نبوته ما سبقها أو تجددها بمعجزات جديدة في قوم محدودين أيضا والقرآن مليء بنصوص تذكر حصر خطاب كل نبي في قومه -(انا أرسلنا نوحا إلى قومه)- (والى عاد أخاهم هودا)- (والى ثمود أخاهم صالحا)- (والى مدين أخاهم شعيبا). الخ.
أما رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد جاء بالرسالة العامة التي تختص بشمول خطابها لكل من تبلغه إنسا وجنا في عصر الرسول أو من بعده (وأوحي اليّ هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ), (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين), (اني رسول الله إليكم جميعا), (لينذر من كان حيا), (وما أرسلناك الا كافة للناس), (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن).
ومن أجل هذا العموم وهذا الاستمرار للرسالة -كانت مصدقة لكل ما بقي صحيحا مما سبقها ومهيمنة عليه بالنسخ أو الأحكام والبيان- وحتى تقوم الحجة على كل من يسمع بها في أي عصر كانت معجزتها الكبرى أمرا من يسمعه لانه لم يشهد وقوعه, فكان القرآن هو المعجزة الخالدة التي حفظها الله من الضياع والتبديل والتحريف, ورأينا كل جيل يكتشف فيه من الإعجاز ما يشهد بصدقه, حتى في عصرنا هذا وجدنا العلماء يفيضون في عرض جوانب من الإعجاز العلمي, وهذا من حفظ الله لدينه.
معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة ذكرت الكتب منها المئات -ولو كان هدفنا هو الإحصاء لطال بنا الوقت- ولكنا نجتزئ بعرض جانب مما ثبت وقوعه صحيحا من معجزاته المادية ثم نختم بمعجزة القرآن الكريم التي تفرد صلى الله عليه وآله وسلم بها لتكون مسك الختام.
- من المعجزات ما سبق ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ويسمى -إرهاصا- أي إشارات تنبئ بأمر يوشك أن يقع.
- ومنها ما وقع بعد بدء الوحي ويسمى -معجزة وآية وتأييدا- وسنذكر من كل ذلك طرفا مما ورد في القرآن والسنة.
- وهناك أمور تلتحق بالمعجزات تتعلق بتكريم الله له صلى الله عليه وآله وسلم في الغيب وان ذلك الاصطفاء المطلق -وكتابة اسمه على العرش- وجعله في خير الفروع من آدم إلى ظهوره ما تتشعب شعبتان الا كان في خيرهما كما اخبر عن نفسه -وانه كان نبيا وآدم منجدل في طينته. وقد رووا في ذلك أشعارا منها ما روي عن عمه العباس رضي الله عنه استأذن النبي أن يمدحه في شعر وهو يسمعه فقال له: قل لا يغض الله طرفك, فانشأ العباس قائلا:
من قبلها طبت في الظلال وفي
مستودع حين يخصف الورق
نزلت نارا للخليل مكتتما
في صلبه أنت كيف يحترق
وآنت لما ولدت أشرقت
الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي
النور وسبل الرشاد نخترق
ومن تكريم الله ورعايته انه يسر له خديجة الطاهرة زوجا ومشيرا ومعينا ووزيرا صدِّيقة سبقت الصديقين آزرته بنفسها ومالها وقلبها وإيمانها.
1- البشارات التي وردت في الكتب السابقة على نبوته وظهوره صلى الله عليه وآله وسلم ومنها بشارة عيسى عليه السلام به, (يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد).
2- ومنه دعاء إبراهيم عليه السلام بأن يبعثه في ذريته بمكة ليهديهم (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم)
3- ومنها أخذ الله الميثاق على الأنبياء جميعاً بأن يؤمنوا به وينصروه (وإذا اخذ ا الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).
4- النصوص التي كانت في التوراة ويخفيها الأحبار حسداً وأقر بها بعد من أسلم منهم كعبدالله بن سلام وغيره والتي شهد القرآن بوجودها في قوله: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزوره ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون} (3) ما ورد في قصة سليمان مما سمعه من المتحنفين عن قرب ظهور نبي آخر الزمان وأوصافه من انه يهاجر إلى بلد فيها كرات ونخيل, وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وقد امتحن ذلك فوجده صدقاً فآمن.
6- رؤيا عبدالمطلب وانه خرج من ظهره نور أضاء الدنيا.
7- ما قاله سيف بن ذي يزن لعبد المطلب عندما زاره مهنئاً فنظر في أنفه وقال له إن في جانب منها نبوة وفي الآخر ملكاً, وأنه وجد النبي الخاتم وتمنى أن يدركه فيخدمه ويتبعه.
8-ما تكلمت به الجن من حراسة السماء ومنعهم من مقاعد السمع فيها ورصد الشهب لهم, {وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً}.
ومن التأسيس الذي صاحب ولادته ونشأته حتى جاءته الرسالة
9- حادثة الفيل وقصة أبرهة وفيما نزلت بعد سورة الفيل: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل....}.
10- قصة الذبح واختصاص عبدالله أبيه بها تذكيراً للناس بالذبيح الأول ودعوة إبراهيم برسول في ذريته.
11- ما ورد من رؤيا أمه عند حمله ويسره وأمرها أن تسميه محمداً.
12- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنها لما وضعته خرج منها نور أضاء قصور الشام.
13- ما رواه ابن يسار عن عبدالرحمن بن عوف عن أمه الشَّفَّاء قابلة النبي صلى الله عليه وسلم تقول: (لما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على يدي فاستهل (أي عطس) فسمعت قائلاً يقول: (رحمك الله) قالت الشفاء فلم يزل الحديث على بالي حتى بعثه الله فكنت أول الناس إسلاماً.
14- ما ذكره أهل السير ودلائل النبوة من اهتزاز إيوان كسرى ليلة مولده وسقوط أربع عشرة شرافة من شرافاته, وهو عدد من حكموا من الأكاسرة لفارس حتى تمام فتحها أيام عمر رضي الله عنه.
15- حديث بحيرى الراهب عندما ذهب مع عمه أبي طالب إلى الشام وهو غلام ورأى الشجرة تميل عليه -وسأل عنه أبا طالب- ورؤيته لخاتم النبوة بين كتفيه, وتحذيره لعمه حتى عاد به خوفاً من أن يعرف أمره اليهود فيؤذونه ومثل ذلك قصة نسطور.
16- ما رآه ميسرة غلام خديجة في رحلته معه, من البركة والربح وتظليل الغمام له ورفضه صلى الله عليه وآله وسلم الحلف باللات والعزى.
17- ما ذكره أهل السير ودلائل النبوة مما قاله كاهن يهودي للنسوة من قريش رآهن بمكة وفيهن خديجة عن نبي سيظهر بمكة وأن يحرصن على تزوجه فتضاحكن وحصبنه إلا خديجة فقد كانت تسمع عن ذلك من ابن عمها ورقة بن نوفل, وتوسمت فيما في الصادق الأمين أن يكون هو النبي فلما أخبرها ميسرة بما رأى منه في رحلته, وكانت قد رأت هي ملكين يظلانه عند عودته إليها فحرصت على الزواج به.
18- ما عرف عنه من هجر كل أمر الجاهلية ومجانبة الخمر والأوثان وحفظ الله له عن الرفث حتى وهو غلام, وقصته مع رفيقه في المرعى يوم وكل إليه غنمه وذهب إلى عرس في مكة لينظر ما يكون فيه من قصف ولهو, فألقى عليه النوم فلم يشهد من عبثهم شيئاً, حتى أيقظه حر الشمس.
19- قصة بناء الكعبة وأمر عمه له أن يرفع إزاره على عاتقه ليكون أنشط له في العمل, فما إن رفعه حتى أحس بمن يطعنه ويقول له: عورتك عورتك, فيقول بعد ذلك صلى الله عليه وسلم: (فما كشفت عنها بعد).
20- تحكيمهم له في شأن الحجر الأسود وما فعل في ذلك وتمكين الله من أن يضعه وحده في مكانه تأسيساً لرسالته.
21- ميله إلى التحنث وخلوته بحراء الليالي ذوات العدد, وطول تفكره وتأمله قبل أن يأتيه الوحي.
22- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من شق صدره وهو عند مرضعته حليمة والحديث مشهور, حتى خافت عليه فأرجعته إلى أمه رغم أنها كانت حريصة على بقائه عندها.
23- ما ذكره أهل السير ودلائل النبوة عن أبي طالب أن أولاده كانوا يصبحون عمصاً رمصاً شعثاً, بينما يصبح صلى الله عليه وسلم من نومه وهو صبي دهيناً كحيلاً وضيئاً.
24- وما ذكره أهل السير ودلائل النبوة عنه أيضاً أنه كان يمسك أيدي أبنائه عن الطعام حتى يضع ابن اخيه الصبي محمد المبارك يده في الطعام قبلهم لأنهم كانوا إذا سبقوه بوضع أيديهم لا يكفيهم الطعام ولا يشبعون, وإذا سبقهم محمد ووضع يده في الطعام كفاهم وشبعوا جميعاً وامتلأوا.
25- ما ذكره أهل السير ودلائل النبوة عن استنارة الظلام بوجهه في الليلة المعتمة حتى لا يحتاج جليسه إلى سراج.
26- ما ذكره أهل السير ودلائل النبوة عن استسقاء عمه بوجهه عند المحل فيسقون وقال في ذلك:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وبعد.. فهذه جوانب من السيرة النبوية العطرة, ومن المعجزات التي أجراها الله سبحانه وتعالى على يده في حياته وخلال دعوته, وهي أمور خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تختلف عما أجراه على يد أنبيائه ورسله من السابقين, وسبحان من جعل القرآن هو المعجزة التي اختص بها عليه الصلاة والسلام, وما كل هذه إلا لمحات بسيطة طالعناها وإلا فإن هناك الكثير من الأمور التي أجراها سبحانه وتعالى على يد هذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.

(1) الاحزاب /21
(2) القلم/4
(3) الاعراف/ 157
المصدر صحيفةعكاظ




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر