المؤتمرنت - ملك الأردن يأمر بإطلاق ناشطين انتقدوا نظامه أصدرت السلطات الاردنية الخميس قراراً بإخلاء سبيل النائب الاردني السابق، المعارض أحمد عويدي العبادي، بعد توقيفه لأكثر من شهر بتهمة التحريض على تقويض نظام الحكم، فيما صدر عفو ملكي خاص عن الناشط عدي أبو عيسى، بعد صدور حكم بحبسه سنتين لحرقه صورة الملك.
ويأتي الافراج عن الناشطين، إثر تدخل العاهل الاردني، الملك عبدالله الثاني، وإصداره توجيهات بوقف ملاحقة المعارض العبادي، وصدور عفو خاص عن أبو عيسى.
في الأثناء، اكد محامي المعارض العبادي، عمر العلوان في تصريحات لموقع CNN بالعربية، إن محكمة امن الدولة العسكرية وافقت على إخلاء سبيل العبادي بكفالة عدلية قيمتها عشرة آلاف دينار أردني.
وأشار الى أن إجراءات الافراج في مراحلها الاخيرة ، وأن العبادي سيعود إلى منزله قبل مساء الخميس.
وأوقف مدعي عام محكمة أمن الدولة، العبادي مطلع فبراير/ شباط المنصرم، بتهمة إطلاق تصريحات "تقوض نظام الحكم في البلاد،" ومطالبته بـ" تحويل المملكة الاردنية الهاشمية إلى جمهورية."
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان، قد دعت مؤخرا الحكومة الاردنية إلى بإسقاط التهم المنسوبة إلى العبادي، الذي يترأس حركة معارضة تحت مسمى "الحركة الوطنية الأردنية".
وقالت المنظمة إن "الاتهامات الجنائية المنسوبة إلى رجل طالب سلميا بنظام جمهوري في الأردن هي انتهاك لحرية التعبير."
ووجهت نيابة أمن الدولة، التي حققت مع العبادي، ثلاث تهم له، من بينها النيل من هيبة الدولة الأردنية بإذاعة أخبار كاذبة، والانتساب لعضوية جمعية غير مشروعة، حيث قدم متقاعدون عسكرييون شكوى ضده.
وقضى العبادي حكما سابقا بالسجن لمدة عامين أصدرته محكمة أمن الدولة العسكرية عام 2007، على خلفية إدانته بتهمة المساس بهيبة الدولة.
إلى ذلك، أصدر العاهل الأردني عفوا عن الناشط في الحراك الشبابي عدي أبو عيسى، الذي صدرت بحقه عقوبة بالحبس لمدة عامين، بتهمة "المس بكرامة الملك" بعد حرقه صورة للملك عبدالله معلقة على مبنى حكومي رسمي في محافظة مادبا( 30 كم من العاصمة الأردنية،عمان).
ومن جهته، أعرب والد أبو عيسى، في تصريح لموقع CNN بالعربية، عن امتنانه للعاهل الاردني بإصدار عفو عن عدي، الذي كان قد نفذ إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ نحو عشرة أيام، احتجاجا على الحكم الصادر بحقه.
وقال والد أبو عيسى:" لقد أنصفه جلالة الملك ... وعدي حاول التعبير عن رأيه، لكنه عبر عنه بطريقة خاطئة، ورغم أنه سيعود إلى نشاطه في الحراك، لكنه لن يتجاوز فيه القانون."
وأكد والد أبو عيسى أن عملية الافراج أجلت الى صباح الاحد، رغم صدور الموافقة.
وجدد والد أبو عيسى موقفه من أن إحراق ابنه للصورة لم "يقصد بها الاساءة " لرمزية الملك، بل الأحتجاج على الأوضاع المعيشية في البلاد، والمطالبة بالاصلاح.
وأقدم أبو عيسى 19 عاما، على حرق صورة الملك في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني هذا العام، احتجاجا على حرق الأردني الخمسيني أحمد المطارنة نفسه أمام مقر الديوان الملكي في العاصمة عمان، على خلفية صدور قرار بإحالته الى التقاعد المبكر.
وفي السياق، طالب محامي أبو عيسى، موسى العبدللات بالافراج عن المعتقلين السياسيين في السجون الاردنية، وأن تشمل التوجيهات الملكية بقية المعتقلين، وفي مقدمتهم منظر التيار السلفي في البلاد، ابو محمد المقدسي.
وقال العبدللات لموقع CNN بالعربية، إن إحدى القضايا التي صدرت أحكاما بحق المقدسي فيها، انتقاده لدستور تونس ورئيسها المخلوع زين العابدين بن علي، مشيرا إلى ضرورة إسقاط القضية، وحكمها إثر سقوط النظام.
وقلصت التعديلات الدستورية التي أقرت في البلاد مؤخراً، من صلاحيات محكمة امن الدولة العسكرية، لكنها لم تلغها، إضافة إلى انها تحتاج إلى ثلاثة أعوام لتدخل حيز التنفيذ.
|