أحمد الربعي - الإرهاب.. وبديله مقابل حركة نشطة لقوى الارهاب والتطرف في طول العالم العربي وعرضه، هناك جمود لقوى الخير والسلام. هناك حفلة من التفرج تمارسها حكومات ومؤسسات مجتمع مدني، بل ان الحكومات التي تعاني من قوى الارهاب ما زالت حتى الآن مترددة في التعامل مع قوى الاصلاح السلمي الذي يقف مع هذه الحكومات على نفس القاعدة في موقفها من الارهاب، وما زالت مؤسسات المجتمع المدني تتفرج على القتل مكتفية اما بالبيانات الخجولة او بالصمت في وقت لا مجال فيه للصمت.
حتى اجهزة الاعلام الرسمية تنقل اخبار جرائم العنف ولكنها لا تحاول دحض اطروحات العنف وطرح البدائل وخلق حركة من الحوار الوطني في كل بلد يتعرض للارهاب والعنف والتطرف. اما المحطات الفضائية العربية فهي تبدو سعيدة بما يدور، تنقل اخبار الموت والقتل عبر مراسلين لديهم مواقف مسبقة لا يخفونها في تقاريرهم، يمارسون المبالغة ويعطون للارهاب حججا واهية ويرفضون طرح الرأي الاخر العقلاني والمسالم والكاره للعنف.
أسوأ ما نعانيه هو محاولات ايجاد مبررات للعنف، فهناك من يحاول ان يربط بين استخدام العنف وقتل الابرياء وبين المشروع الصهيوني او العداء لاميركا، او الكلام عن غياب العدالة والحرية وحقوق الانسان وسوء توزيع الثروة وهي كلها مبررات تحاول اعطاء شرعية للعنف، فهناك ازمة حقيقية في العديد من الدول العربية تتعلق بغياب حقوق الانسان وغياب العدالة والحريات وهذه امور لا بد من التنبيه لها والعمل لحلها، ولكن استخدام هذه الأوضاع لتبرير قتل المدنيين هو ضحك على الذقون، وخاصة ان هذا العنف يزيد من تفاقم المشكلات ولا يحلها. والذين يقومون بالعنف ليس لديهم مشروع بديل، ولا رؤية جديدة للحياة، بل هم ينتمون الى قوى تنتمي الى عصر غير هذا العصر، وثقافة لا علاقة لها بالمستقبل، ويكفي انهم يمارسون قتل الأطفال والنساء والمدنيين ثم يذهبون للحديث عن حرية الانسان الذي يقومون بقتله وتقطيع اوصاله.
لا بد من حركة جدية ونشطة وفاعلة تتوحد فيها كل قوى الخير، وتكون المعركة فيها ضد القتلة والارهابيين دون اقصاء ودون احتكار للوطنية
الشرق الاوسط |