حسين علي حازب -
لا حوار ولا هيكلة قبل استكمال المرحلة الأولى من المبادرة
كثر الحديث واللغط هذه الأيام كما هي العادة حول الهيكلة والحوار أو الحكولة والشجار - أو العربة قبل الحصان وكل واحد يقترح من رأسه ما يسبب الصداع والدوار، ونسي المتحدثون - بأن اليمنيين - للأسف لم يقبلوا من بعضهم البعض أي حل ينهي الشجار - حتى ما بادر به الزعيم المشير علي عبدالله صالح - رئيس المؤتمر في أكثر من محطة تجاهلوه - ولم يصلوا الى بعضه في الأخير.
حتى تدخل الاخوة في الجوار- وقدموا مبادرة للحل وخروج اليمن من أزمة أدخلوه فيها قادات الاحزاب السياسية ولم يعرفوا كيف يخرجون منها- حتى جاء هذا التدخل من الجوار- والذي حظي برعاية الكبار من بني الأصفر في مجلس الأمن.
بحيث أصبحت المبادرة وآليتها المزمنة التي قبل بها الجميع ووقع عليها الكل - خارطة طريق للحل - مخيطة بصميل - التزم الجميع بها وهذه المبادرة والآلية - وصميلها قرار مجلس الأمن 2014 شخصت المشكلة بأنها أزمة سياسية - وان الشراكة وحب السلطة هي لب المشكلة- والانتخابات هي وسيلة الانتقال السلمي للسلطة.
وما كان سبب للمبادرة والآلية وقرار مجلس الامن- يجب ان يزول بتوقيع الأطراف - والبدء في تنفيذ خطواتها ومراحلها.وان مرحلتها الأولى وما يجب عمله وتنفيذه فيها - من الجميع هو الاساس والمدماك القوي للدخول في المرحلة الثانية.
ونهاية المرحلة الأولى تعني نهاية لكل التوترات الأمنية والسياسية والاعلامية- والاعتصامات - والمسيرات - والتقطعات والاعتداءات- بالقول أو الفعل.
وهذا للأسف مازال مستمراً - بل انه بدلاً من القول- أنجزنا البند الأول والثاني.. و.. الخ.
من الآلية والمبادرة - اصبح أحد الاطراف على لسان قادته في الحكومة والاحزاب ومكوناتهم - واعلامهم- ومسيراتهم يقولون - حققنا الهدف الأول من الثورة- ونريد أهدافاً اخرى يدعون لتحقيقها ويجعلونها عناوين لخطابهم السياسي والاعلامي؟؟
ولهذا ياسادة ياكرام في الوطن، وياسفراء الدول العشر - وياعالم -يا اعلام وياناس: العالم قال كلمته ورأيه في الآلية والمبادرة - والشعب قال كلمته يوم 21 فبراير ورئيس المؤتمر أنجز وعده بتسليم السلطة سلمياً للرئيس المنتخب المشير هادي.. وأنتم وعلى مدار الساعة وبكل الوسائل والطرق مازلتم - في الخطبة - الخطبة- والجمعة الجمعة متحدين مشاعر الشعب ومشاعر العالم- باستمراركم فيما كان يجب ان ينتهي قبل اليوم.
لهذا أذكركم جميعاً بما نفذ وما لم ينفذ من نصوص المبادرة والآلية التي نحن وانتم ملزمون بها وسائرون عليها - إذا لم تذكروها او تذاكروها.
وأضع ذلك أمام كل ذي ضمير حي حتى نتراجع ونراجع لبعضنا البعض ونساعد رئيسنا ونساعد أنفسنا حتى يساعدنا الله سبحانه وتعالى ويساعدنا العالم لأن كل كلام او طلب او محاولة للخروج عن هذا الطريق الذي اخترناه يعني بشكل واضح وجلي اعتداء على هذا الشعب وحقوقه.
وفيما يلي : أضعكم أمام نصوص المبادرة والآلية وما نفذ ومالم ينفذ في مرحلتها الأولى :
ولعل من يطالع نصوص المرحلة الأولى - والمرحلة الثانية يجد انه من المستحيل ان نخطو خطوة واحدة في المرحلة الثانية قبل تنفيذ كل حرف وكل كلمة وكل بند وسطر في المرحلة الأولى.
لأن المرحلة الثانية أهم ما فيها أنها مرحلة الحوار للمستقبل وهذا يعني انها مرحلة حوار العقول وليس حوار عجول، مرحلة قد زال فيها الانقسام في كل شيء والخلافات في الاقوال والافعال إلا فيما يجب ان يكون عليه المستقبل، وهذا مالم يحصل للاسف الى الآن.
ولندعكم أمام النصوص وما نفذ حتى لايقال انني اخترع كلاماً ليس له دليل على الواقع، فإلي ذلك وكما يلي :
الجزء الأول : سأختار نماذج فقط :
أ- المقدمة :
حددت المقدمة للآلية في البند رقم (3) الفقرة «ب» أطراف الاتفاق وعرفتهم بالقول: ان مصطلح الطرفين يشير الى التحالف الوطني «المؤتمر الشعبي العام وحلفائه» كأحد الطرفين والى «المجلس الوطني لأحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه».
- وهذا يعني بأنه لايوجد على أرض اليمن أي حزب ولا تجمع ولامنظمات ولا لجنة ولا تكتل ولا شباب ساحات ولا أي مكون يصغر او يكبر إلا وهو يندرج في أحد هذين الطرفين عدا الحراك.
وبذلك فالجميع منذ التوقيع ملزمون بكل بنود المبادرة والآلية وعليهم ازالة كل ما يتعارض مع ذلك، وينهو كل ما كان سبباً لهذه المبادرة من اعتصامات ومسيرات ومظاهرات واعتداءات بالقول والفعل وإلا لماذا جاءت المبادرة ولماذا وقعوها؟ ولماذا لعب الادوار فالكل في المجلس الوطني او التحالف والذي وقع عن المجلس الوطني رئيسه «باسندوة» ومكونات هذا المجلس معروفة للجميع من خلال اشهاره يوم أشهروه.
فمن يعتصم ويتظاهر ويعتدي على المعسكرات والمؤسسات والطرق ويسيئ للطرف الآخر ويقود الحكومة وشريك في اللجنة العسكرية، ويدعم هذه الأمور مالياً وعسكرياً وسياسياً واعلامياً هم أنفسهم الموقعون على المبادرة والآلية.. وفي هذا تناقض واضح وصريح للوفاق وللمبادرة وللوفاء بالعهود والمواثيق ومؤشر خطير على نوايا يعلم الله اين يصل مداها.
الجزء الثاني :
- الفترة الانتقالية : ما يهم في هذا الجزء الاشارة اليه هو التوقيع على المبادرة والآلية تفويض نائب الرئيس تفويضاً لارجعة فيه، الدعوة للانتخابات المبكرة، حسب المبادرة والآلية والقرار، كل ذلك تم بهدوء والتزام من المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه.. وهذه الافعال كانت كافية لتقديم الدليل المطلق برغبة المؤتمر وحلفائه في الخروج من الأزمة وقناعة بالتغيير السلمي، ووفاءً بوعود سابقة ومبادرات لم تقبل حينها.. وحدد هذا الجزء الفترة الانتقالية بفترتين كل فترة لها زمانها ومهامها وترتيبها..
-
الجزء الثالث :
المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية :
سير أعمال الحكومة : البند «12» حددت الآلية ان الحكومة تتخذ قراراتها بتوافق الآراء.. الخ والحاصل للاسف الشديد ان التوافق غير موجود وان طرف واحد هو الذي يتخذ القرارات ابتداءً من جدول أعمال المجلس وصدور قرارات دون التوافق وتشكيل لجان ووفود دون التوافق، واعلام يعمل خارج التوافق كل ذلك من ممثلي المشترك.. وممثلو المؤتمر وحلفاؤه يحاولون دون جدوى معالجة الأمور بهدوء ولكن يبدو ان ذلك فهم لدى الاخوة انه ضعف، وهذا الأمر بالتأكيد سيؤدي عاجلاً أم آجلاً الى تعطيل عمل مجلس الوزراء لأن الكيل سيطفح بهذه المخالفات.
مؤتمر الحوار الوطني فقرة «خ»
عند تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتولي نائب الرئيس تشكل الحكومة لجنة اتصال مع حركات الشباب في الساحات في مختلف الأطراف وفي انحاء اليمن لنشر وشرح تفاصيل هذا الاتفاق واطلاق نقاش مقترح حول مستقبل البلاد والذي سيتواصل من خلال مؤتمر الحوار الوطني واشراك الشباب في تقرير مستقبل الحياة السياسية.
وأمر من هذا القبيل لم يتم من حكومة الوفاق لاشكلت اللجنة ولهم يحزنون بل ان اعضاء الحكومة من المشترك قد ذهب البعض منهم للساحات لتحريضهم على مسيرات ومظاهرات وكأنهم لم يستوعبوا انهم اصبحوا الحكام وانهم المعنيون بتنفيذ المبادرة وتطبيع الأوضاع وصولاً للمرحلة الثانية فما هذا التناقض العجيب..!! رجل في الحكومة ورجل في المعارضة.. ناهيكم عن ان الاخوة في المشترك «اعضاء الحكومة» ومن خلفهم لايعترفون بشعب ولا بشباب ولا ساحات غير الشباب والساحات التي تنتمي الى أحزابهم فقط.
لجنة الشئون العسكرية :
البند «16» حدد زمان وكيفية وشكل اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار ومهامها هي:
1- انهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة اسبابه.
2- انهاء جميع النزاعات المسلحة.
3- عودة القوات المسلحة وغيرها من التشكيلات العسكرية الى معسكراتها وانهاء المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء وغيرها من المديريات واخلاء العاصمة وباقي المدن من المليشيات والمجموعات المسلحة وغير النظامية.
4- ازالة حواجز الطرق ونقاط التفتيش والتحصينات المستحدثة في كافة المحافظات.
5- اعادة تأهيل من لاتنطبق عليهم شروط الخدمة في القوات المسلحة والأمن.
6- أية اجراءات اخرى من شأنها ان تمنع حدوث مواجهة مسلحة في اليمن.
فيا أيها الاخوة: ما الذي تم من هذه المهام وكيف سيتم حوار او هيكلة او اصلاح للشأن وكل هذه القضايا مازالت كما هي، عدا القليل والذي تمثل في فتح بعض الشوارع الرئيسية وعودة الحرس الجمهوري والامن المركزي والنجدة والشرطة العسكرية الى معسكراتها وفقاً لتوجيهات اللجنة وكونها الجهات التي تلتزم بالقانون.
بل ان هناك زيادة فيما كان قبل توقيع المبادرة وهو الدفع بعناصر عسكرية للاعتصامات والمظاهرات في اسلوب غير مألوف ولاتقره لا قوانين ولا دول ولا أنظمة بل انهم وصلوا الى حد حصار منزل رئيس الجمهورية في عمل لاينبئ برغبة لديهم بالسير في تنفيذ المبادرة ورغم كل ذلك نريد هيكلة وحوار.
بند الهيكلة
أفردت الآلية بنداً مستقلاً من مهام اللجنة العسكرية هو البند رقم «17» الذي ينص على : ان تقوم لجنة الشئون العسكرية بتحقيق الامن والاستقرار خلال مرحلتي الانتقال بتهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة مهنية ووطنية موحدة في اطار سيادة القانون.
انظروا يا أبناء شعبنا ويا أيها المتحدثون عن الهيكلة ويا أيها الساسة، هذا البند المهم الذي يرد على الجميع ويوضح للجميع بأن الهيكلة من مهام اللجنة العسكرية وللرئيس خلال مرحلتي الانتقال، وما دام الأمر كذلك فلا اعتقد ان عاقلاً يستطيع ان يصل الي ثانياً قبل أولاً بمعنى اننا في كل المهام التي يلزم ان تتم في المرحلة الأولى وهي ما اشرنا اليه أعلاه في البند «أ».
وبالتالي لماذا لاتسألوا أنفسكم هل نفذت المهام السابقة، كذلك ما معنى تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة أليس ذلك يعني ان المهام في البند «16» يجب ان ينفذ قبل «17» وفي المرحلة الاولى.
وما مقصدكم بمطالبة الرئيس وإقامة الجمع والمسيرات والخطب والتصريحات والحكومة واللجنة العسكرية لم تكمل ما عليها بسببكم أنتم وليس لديهم؟
ثم ما مقصدكم بالهيكلة يجب ان يكون مقصدكم ومقصدنا جميعاً بالهيكلة هو ما نص عليهم هذا البند بالقول : بعد تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة حيث قال: تحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة مهيأة ووطنية موحدة في اطار سيادة القانون، هذا هو تعريف الهيكلة يا أصحاب العرقلة واعملوا تحت قيادة مهنية ووطنية موحدة في اطار سيادة القانون الف خط أحمر، لأن ذلك هو ما يريد الشعب وما يريده العالم وما سوف نصل اليه.. واعتقد انه لم يتكلم عن «الامن» ولم يتكلم عن الاشخاص فراجعوا أنفسكم واتركوا الآلية تسير كما هي لأنه لم يتم غيرها ولاتفسروها على مزاجكم، وتضحكوا على أبناء الشعب باضافة نصوص او تفسير خاص.
وفي الأخير لدي بعض الملاحظات:
الشعب اليمني واعٍ ومدرك لما يجري وان ما يحصل من بعد التوقيع او على الأقل من بعد يوم 21 فبراير ما هو إلا دليل قاطع على ان هناك من يريد عرقلة المبادرة ودفع الوطن الى التهلكة او ان هناك خلافات داخل هذه المكونات للمجلس الوطني ويريدون خلط الأوراق، أو ان هناك اجندة خارجية وينفذونها، لايهمها هدوء اليمن واستقراره وكل ذلك أمور تفرض عليكم ان تتجاوزوا صغائر الأمور وسفاسفها وتتجاوزوا الشخصنة وتتجاوزوا الاحقاد والمصالح الشخصية والحزبية وترتقوا الى مستوى الوطن والى مستوى شعبكم الذي كان أفضل وأرقى واعظم يوم 21 / 2 عندما ذهب بتلك المجاميع المليونية لتقول نعم للامن والاستقرار وصلاح الشأن من خلال تصويتهم للمرشح التوافقي المناضل عبدربه منصور هادي.
وهي رسالة واضحة لكم جميعاً بأن الرئيس يستمد شرعيته من الشعب واننا منحناه التفويض لمواجهة مايعيق ذلك..
وبهذا فإن المطالبة بالحوار أو الهيكلة من أي طرف كان قبل نهاية كل بنود المرحلة الاولى أمر لايمكن ان يتم وانتم تعرفون ذلك وبدل استمرار الخلافات أكملوا المرحلة الأولى حتى نصل للحوار والهيكلة واخجلوا من حرص العالم الخارجي على ان يتجاوز اليمن محنته وانتم مازلتم في العرقلة.. والله من وراء القصد.
٭ عضو اللجنة العامة