الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:24 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 25-مارس-2012
المؤتمر نت - نبيل عبد الرب نبيل عبد الرب -
أمريكا و إيران القاسم المشترك
أحد الزملاء الأعزاء، تعليقا على موضوع سابق عن إيران، قال أنه ومجموعة من الصحفيين ناقشوا في جلسة غداء على هامش ندوة مع دبلوماسي إيراني بصنعاء، استغرب التعامل مع منظمات دولية بعضها تتبع المخابرات الأمريكية، بينما عندما يتصل الأمر بأي علاقة مع إيران تتعالى أصوات عن العمالة.

بالتأكيد الإيرانيون يستحقون كل الإحترام لأنهم يعملون لمصلحة مشروع بلدهم، إضافة لأننا نعيش في عالم مفتوح على بعضه، ،وندرك أن التأثير يكون في الغالب أحادي الإتجاه من الأقوى على الأضعف، ومن حق أي دولة أن تشتغل لمصلحتها.

ولم يكن أي نشر سابق بالخصوص يمثل انتقادا لإيران بقدر مايعبر عن استياء من الأشقاء الأقرب في دول الخليج.
وللحقيقة ، لا أظن القلق ينتاب اليمنيين من النفوذ الخليجي في بلدهم، لأنه نفوذ يمكن إزاحته بتفجير بالونة، لعدم ارتباطه بمشروع له فلسفته ومنطلقاته، وأثق كل الثقة أن الأعزاء الخليجيين ليست لهم مشاريع وطنية لبلدانهم، ناهيك عن مشاريع إقليمية أو قومية.

دعونا نسأل أنفسنا، ونحاول الإجابة- التي نعتقدها الآن- بقدر من الموضوعية والتجرد..أيهما أخطر على المصالح الأمريكية في عام 2003، إيران أم العراق؟
عندما نجحت الثورة الخمينية سنة 1979، استشعر النظام القومي العربي في العراق خطر استمرار استخدام الحركات الدينية في الصراع الغربي مع الشيوعية "الملحدة"، ورغم ذلك سعى العراقيون للتعامل الإيجابي مع الثورة الإيرانية، التي أصرت على إطلاق شعارات تصدير الثورة.

وعندما بدا واضحا، من الإعتداء الإيراني على العراق، تصميم الإيرانيين على التهام المشروع القومي في العراق، قرر الأخير المواجهة، ولدى نقاش القيادة العراقية لإمكانية مواجهة إيران، كان هناك رأي يؤكد استحالة الإنتصار على إيران بسبب تمثيلها لثلاثة أضعاف القوة العراقية، جغرافيا، وسكانيا، واقتصاديا، وعسكريا.لكن الحرب اندلعت وانتصر العراق بقوة مشروعة لا بإمكانياته.

في 2003،كانت القدرات الإيرانية متفوقة على القوة العراقية بذات المجالات ، مضافا إليها تنمية اقتصادية وعسكرية متصاعدة مقابل انخفاض في قوة العراق جراء حصار خانق دام 13 سنة.وكان المنطق الظاهري للمصالح الامريكية هو العمل العسكري ضد إيران وليس العراق، سيما وأن الدولتين ترفعان شعارات معادية للإمبريالية الأمريكية.

غير أن ماحدث هو أن العراق هو من تولى الأمريكيون ضربه عسكريا واحتلاله وإسقاط نظامه،وليس إيران..يبدو السبب في تقييم الأمريكيين للمشروعين الإيراني والعراقي.
بعيدا عن مقولة المؤامرة والإتفاق المبطن بين الأمريكيين والإيرانيين، يمكن الإشارة إلى أن الدولتين لهما اهتمام مشترك بالمنطقه ، أمريكا على أساس أن أول وثاني احتياطي نفطي في الخليج وقزوين، وهوأداة حاسمة في ضمان مشروع الهيمنة الأمريكي الكوني.بالنسبة لإيران ترى-وهذا من حقها- أنها قوة إقليمية مهمة، وقادرة على استثمار موقعها وإمكانياتها في تدعيم مشروعها الإقليمي ذي البعد الفارسي الطائفي، في منطقة الخليج المجاورة.

وتجد أمريكا في المشروع الإيراني عامل قلق لدول الخليج لابد من إعطائه بعض المتنفسات وبسقف لايصل إلى الانفجار، حتى تبقى هذه الدول غزيرة النفط والمال رهينة الحاجة للحماية الأمريكية، وهي في ذات الوقت حاجة أمريكية لإدارة مشروعها الكوني في صراعها مع القوى الصاعدة، التنين الصيني والدب الروسي الذي يحاول الاستيقاظ.
والطرفان الأمريكي والإيراني يدركان،ويتفقان ضمنا على أن أي مشروع ذي بعد عربي مستقل لا يخدم مصالحهما..لهذا تعاونا في احتلال العراق.

ومايحدث في اليمن، أن الضعف الناجم عن الأزمة الراهنة، إلى جانب الموارد الطبيعية الشحيحة، زائدا موقعه المهم أمنيا، يجعله ساحة خصبة لاستقبال التأثيرات الخارجية,وتحديدا الأمريكي والإيراني والخليجي..ومن الصعوبة بمكان في عالم مفتوح أن يسد أي بلد ثغرات التيارات الداخلة إليه، فضلا أن يكون البلد هذا ضعيفا.

ومايعنينا كيمنيين، التساؤل عما إذا كانت مصلحة البلد في هذه المرحلة التاريخية تتوافق مع الرسائل التي يحملها المشروع الأمريكي، أو الإيراني.
وبدون الخوض في التفاصيل، فإن مناهضة المشروع الأمريكي هو اختصاص صيني روسي بالمقام الأول، وما نستطيعه ونتمناه في المستقبل هو أن تتمكن اليمن من جلب توازن صيني روسي مع النفوذ الأمريكي طالما ونحن مجبرون بحكم العولمة والتشابك الدولي الحاصل على التعاطي مع الأمريكيين.

وتبقى القوة في اليمن للمشروع الإيراني، في ظل غياب مشروع إقليمي للخليجيين، بل وغياب حتى سياسة خليجية واضحة على الاقل لمواجهة المشروع الإيراني.
وما كنا نرجوه من الإيرانيين، أن لا يسعوا لتكرار النموذج اللبناني وأن لايكون سلوكهم تفتيتيا يتعارض مع مصلحة اليمن في إبقاء المجتمع اليمني نقيا من عوامل الصراع على أسس طائفية دينية قد تذهب بمستقبله إلى هاوية من اللإستقرار يؤجل انطلاق اليمن لبناء دولة عصرية طالما حلم بها أبناؤه.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر