لا يتردد اولئك من ظلوا يناصبون الوطن ونظامه الجمهوري العداء وملأت قلوبهم الاحقاد والضغائن ضده لا يترددون أبداً ان يبيعوا أنفسهم للشيطان وان يرتمو في كل احضان العمالة والارتزاق والإرتهان من اجل تحقيق مآربهم الخبيثة في تمزيق الوطن والاضرار به ومثل هؤلاء المرضى بداء العنصرية والمناطقية والمذهبية الكريهة والذين يتحدثون اليوم عمّا يسمونه اصلاحات في الوطن هم آخر من يحق لهم الحديث عن ذلك لأنهم هم أنفسهم الأكثر حاجة للاصلاحات ليس فقط في ذواتهم وعقولهم وأجسادهم العليلة بشتى الأمراض فحسب بل أيضاً في ممارساتهم ونهجهم ورؤيتهم السوداوية الهدامة التي تسعى لتقويض كل شيء في الوطن وافراغ الدولة من مؤسساتها ومحتواها لتكون نهباً للاطماع وللفوضى والتمزق والصراع كما هو الحال الذي نشاهده اليوم في عدد من البلدان التي انفرط فيها عقد الدولة وغاب الدستور والقانون وسادت الفوضى وشريعة الغاب وتمزق الشعب والوطن اشتاتاً اشتاتاً..
ان مرامي ومقاصد هؤلاء الذي يشفق المرء عليهم ويرثى لحالهم لا تعدو أن تكون تنظيراً جديداً لإعادة تمزيق الوطن كما كان الحال مع تلك الوثيقة سيئة الصيت والذكر المسماة بوثيقة «العهد والاتفاق».. والتي شرعوا من خلالها في صيف عام 1994م لمؤامرة الانفصال في الوطن ومن ثم محاولة فرضها بالحرب.. ورغم أن الوطن قد تعامل مع هؤلاء بتسامح وسمو واغلق كل ملفات الجرائم التي ارتكبوها بحقه أثناء تلك المؤامرة الدنيئة ولم تطالهم يد العدالة والقانون إلا ان هؤلاء المرضى بداء تمزيق الوطن مثلهم مثل حال اولئك المرضى في عالمنا العربي، ظلوا يسعون لتسويق أنفسهم لدى من ارتضوا العمالة له مقابل ثمن بخس.. ولم يتعلموا من دروس الماضي وعبره ومستمرون في معاداتهم للوطن لن يكونوا أبداً بمنأى من ان تطالهم يد العدالة والقانون إزاء أي جريمة أخرى يرتكبونها بحق الوطن والشعب ومثل هؤلاء من مرضى هذا الزمان أول من يدرك أن الوطن قد بادر إلى تحقيق الاصلاحات بداخله منذ ان أعاد تحقيق وحدته في الـ 22 من مايو 1990م وقبل ان يتحدثوا هم وغيرهم عن مدى الحاجة لوجودها في المنطقة.. بل ان اعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني كانت اكبر عملية اصلاح في تاريخ اليمن وحيث إقترن قيام الجمهورية اليمنية بالديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير والصحافة وتعزيز وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة واحترام حقوق الانسان واجراء الإنتخابات الحرة النزيهة التي شهدها الوطن وشهد لها العالم سواء كانت برلمانية او رئاسية أو محلية وهي عناوين بارزة لملامح الاصلاحات التي يتم المطالبة بضرورة انجازها في المنطقة اليوم.
فأي اصلاحات يريد (هؤلاء) أكثر من الذي تحقق.!
ولولا وجود تلك «الإصلاحات» المبكرة التي نبعت من قناعة ذاتية ومصلحة وطنية ولم تفرض من اي جهة كانت ولولا وجود مناخات الحرية والديمقراطية الحقيقية التي يدعون غيابها لما جرأ هؤلاء على فرز سمومهم ومن داخل الوطن وعلى ذلك النحو الذي يتعارض مع كل منطق سليم ومع الدستور والقانون ودون ان يساورهم أدنى خوف أو قلق على مصيرهم أو تكميم افواههم أو تشريدهم في المنافي والسجون وهم بذلك يقدمون الدليل الأقوى والأبرز على وجود الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير التي يطالبون زيفاً بوجودها.. فهل هناك تزييف للوعي وتشويه للحقائق اكثر من ذلك؟!
أما حديث هذه الشرذمة عمّا تدعيه زوراً وبهتاناً عن توجهات لـ«توريث الحكم» انما هو مجرد هرطقة فارغة لامعنى لها، فالجمهورية اليمنية ذات نظام جمهوري ديمقراطي لامكان فيه «للتوريث» طبقاً للدستور والذين يتحدثون عن ذلك هم الأكثر ادراكاً بأن الشعب اليمني الذي ناضل من اجل الحرية والتحرر من حكم الكهنوت الامامي وديكتاتورية الفرد وتسلطه وقدم التضحيات الغالية من اجل امتلاك ارادته في اختيار حكامه بعيداً عن مفاهيم «الحق الإلهي» أو «ولاية العهد» و«سيوف الاسلام» لايمكنه ان يفرط في هذا الحق أو يتنازل عنه وهو محكوم بالدستور ومثل هذا الذي يتحدث عنه هؤلاء ويروجون له بنوايا سيئة واحقاد شخصية دفينة ولغرض في نفوسهم الملأى بالضغائن والاحقاد لايوجد سوى في «عقولهم» التي تعشعش فيها اوهام العودة بعقارب الساعة في الوطن الى الوراء وتحت أية لافتة كانت !.
فالشعب اليوم هو من يحكم نفسه بنفسه وعبر تجسيد ارادته الحرة من خلال صناديق الإقتراع وبعيداً عن «الإنقلابات» و«المؤامرات» وأوهام«الحق الالهي» للسطو على كراسي السلطة.. والمواطنون سواسية في حقوقهم وواجباتهم طبقاً للدستور والقانون دون تمييز عنصري أو ادعاء بالصفوة والتميز ولامجال لأي «مغامر» او «مقامر» ان يأتي إلى السلطة بغير ارادة الشعب وخياره الحر وعبر صناديق الانتخابات.
اما هؤلاء الواهمون والغارقون في وحل الماضي والذين روجوا بالأمس لجريمة الانفصال وارتكبوا الخيانة العظمى بحق الوطن ودستوره وفشلوا في مؤامرتهم التي تحطمت على صخرة وعي الشعب وتضحياته وتلاحمه وها هم يروجون اليوم لمثيله ولو تحت غطاء آخر وسيفشلون حتماً في تحقيق اهدافهم ومآربهم السيئة الخبيثة ضد الوطن وسيرتد كيدهم الى نحورهم وحيث سيبقى الوطن موحداً شامخاً سليماً معافى برغم كيد الكائدين وحقد كل الحاقدين الذين سيخسأون في احلامهم وسيخسرون حتماً في رهاناتهم الخائبة على الاجنبي الذين يريدون الاحتماء بظله وهو غير قادر على حماية نفسه ويدرك حقيقة هؤلاء وعجزهم عن تحقيق شيء لأنفسهم فكيف للآخرين وحقاً إن كل إناء بما فيه ينضح.!
نقلاً عن 26 سبتمبر
|