عبدالله الصعفاني -
توضيح للواضحات..!!
من مساوئ التنوع الصحفي الورقي الالكتروني والاعلامي الفضائي ان القائمين على بعض الوسائل الاعلامية يعتقدون ان نجاحهم الحقيقي هو في حجم ما يصدر عنهم من الاساءات تجاه الآخر وان المرتب والحوافز لاتكون مبررة إلا من معادلة القدح والردح..
هذه الممارسة الغريبة للمهنة تحتاج الى تصويب إذا لم يكن من الاعلاميين أنفسهم فمن الممولين رغم ما في الخيار الأخير من بواعث الغُصة في الحلق والضمير.
الاعلامي ومن ورائه السياسي يحتاجان للتذكير بحقيقة أننا نحتاج الى لملمة أوصال هذه الدولة ولو على حساب نزعاتنا الشخصية والحزبية فالوطن أهم من الحزب والممول ولعبة الكراسي الموسيقية على المناصب.
السياسي مطالب بادراك الحاجة للانصات للآخر وعدم التمترس وراء الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة.. والسياسي مطالب بالانحياز الى كل طاولة حوار ونقاش مفتوح يدعى اليه كل القادرين على الاضافة الايجابية.
والاعلامي مطالب بتذكر أنه يبقى ضمير أمته وشعبه وليس من لوازم الضمير الاعلامي ان يتحول الى تابع..!
ومع ان توضيح الواضح من المشكلات فإن الواجب الذي لايحقق الانتماء إلا به أيضاح حاجة اليمن الى اعلام مسئول يواجه كل فكر متطرف يستدعي المطالبة وينتصر للمعاندة على حساب المصلحة العامة للبلاد والناس.
اللغة المنضبطة لاتعكس فكراً سلمياً فحسب إنما تكشف عن روح وطنية مسئولة واحساس ايماني عميق بخطورة الكلمة التي ربما حرضت على قتل أو تسببت في فتنة.
والمسألة ليست لوغاريتمات.. المسألة لاتحتاج أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والنظرة الى القضايا ليس بالمرآة المقعرة ولا المحدبة وإنما تلك المستوية التي تساعد على رؤية الواقع كما هو وتراعي حق الجميع في الوجود والحياة والشراكة.