ألطاف الأهدل -
انتشال تعز من الفوضى
حين بدأت تهطل الأمطار على تعز الغارقة في مياه الصرف الصحي بدأ الكل يستبشر الخير ويقرأ طالع الأيام على السحاب، ولكأن سحائب السياسة أيضاً أصبحت جاهزة لتمطر قراراتها الصائبة والطموحة كقرار تعيين شوقي هائل الذي رقصت لأجله الحالمة رقصة التفاؤل والحبور بعد أن كانت شوارعها تجرع الحزن أطناناً كل يوم وليلة.
ابن الحالمة الذي جاء مستعداً لنزع القناع السياسي عن وجه تعز وإعادة البريق إلى وجنتيها أصبح يعلم تماماً حجم الوعاء الذي يجب أن تغسل فيه تعز همومها ويدرك أن هذه المحافظة غنية جداً بطاقة شبابية هائلة قادرة على قهر المستحيل ونحن نشد على يديه بكل ما أوتينا من قوة ونرى فيه «مهاتير تعز» الذي سيستطيع ـ بإذن الله ـ وضع الدواء على الجرح بمنتهى العناية.
إن ما يميز هذا الرجل رقيه في استخدام السياسة إذ إن القليل منها فقط يفي بالغرض في وطن مثل اليمن الذي هو بحاجة للبناء والتطور واكتشاف الثروات أكثر من حاجته للمهاترات والنزاعات واستخدام مقاطع من كتاب الحزبية لوضع الآخر في فقص الاتهام. لعل التأصيل للديمقراطية في البلدان النامية يحتاج لوجود مساحة شاسعة من الحريات الفردية مضاف إليها قدرة الحكومات على التفريق بين ما تستطيع وما لا تستطيع تغييره باستخدام أداة سياسية واحدة، وأعتقد أن البعض فقط يستطيع أن يفعل ذلك دون أن يكون مضطراً لتجيير معطيات النص السياسي لمصالح شخصية أو حزبية وهذا مايدركه الأستاذ شوقي أحمد هائل كرجل تنموي وإداري بالدرجة الأولى إلى جانب كونه رجلاً سياسياً معتدلاً من طراز فريد بل ويسعى إلى تطبيقه على أرض الواقع بشكل تدريجي ناجح يقوم على قاعدة صلبة من المعطيات الأمنية والخدمية والاقتصادية ثم ينطلق لإتمام بنيانه الحضاري في أجمل صورة إنسانية موازية تماماً لأحداث مرحلة استثنائية تغلف الوطن أرضاً وإنساناً، والآن سيكون من المناسب جداً أن يتنفس أبناء تعز صعداء التغيير ويتبنوا مشروع إغاثة الحالمة من مخالب المرض والشقاء والفوضى بالسير الحثيث في طريق تنفيذ القوانين واللوائح الجديدة التي تحمل ختم المحافظة لأجل تحقيق المصلحة العامة وإزالة آثار الجرح العميق الذي كاد يشوِّه وجه المحافظة الجميل ويغيّر معالمها..
هاقد أشرقت شمس العمل والبناء وبات في وسع الجميع أن يثبت حسن نيته، ولا أعتقد أن أحداً ما يسرّه أن تعود عجلة الأيام إلى الخلف لأي سبب من الأسباب.
*نقلا عن صحيفة تعز