المؤتمرنت - جميل الجعدبي -
في يوم الصحافة .. باسندوة يعاود مهاجمة الصحافة على خلفية مليارات جامعة الزنداني
عاود رئيس مجلس الوزراء بحكومة الوفاق الوطني الأستاذ محمد سالم باسندوة اليوم الجمعة مهاجمة وسائل اعلامية على خلفية تناولات اخبارية الشهر الماضي لقضيتي تخصيص حكومته مبلغ 13 مليار لمصلحة شئون القبائل ضمن موازنة الدولة وكذا صرف حكومته مبلغ 200 مليون ريال كدفعة أولى من إجمالي تكلفة (المرحلة الأولى) والبالغة قيمتها // مليار ريال يمني// ضمن مراحل مشروع بناء جامع (جامعة الإيمان) والتابعة للتيار المتشدد في تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح) الذي يقوده رجل الدين عبدالمجيد الزنداني وبتكلفة تقديرية إجمالية لمختلف مراحل المشروع تصل لحوالي "أربع مليارات ريال" بحسب مصادر في وزارة الأشغال .
وفي خطاب له بساحة اعتصام أحزاب المشترك (المتقاسمة حقائب الحكومة مناصفة مع المؤتمر وحلفائه) دعا باسندوة المعتصمين هناك الى عدم الاصغاء إلى ما وصفها بـ(افتراءات أو إشاعات قد تصلهم من قبل فلول النظام السابق) في اشارة الى انصار الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار وصندوق الانتخابات وهم غالبية أبناء الشعب اليمني بينهم احزاب التحالف الوطني وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي انتخب أمينه العام المشير الركن / عبدربه منصور هادي – رئيسا للجمهورية – في فبراير الماضي خلفا لرئيس الجمهورية السابق ورئيس المؤتمر الزعيم على عبدالله صالح .
وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني ان (دفع الحكومة مائتي مليون ريال لبناء جامع في جامعة الإيمان بصنعاء هو عار عن الصحة) متهما وسائل اعلامية بالتحريض ضد حكومته ، مؤكدا في ذات الوقت صرف المبلغ بحجة ( أن من اعتمد هذا المبلغ الخيالي هو الرئيس السابق) ، وجاء هجوم رئيس حكومة الوفاق الوطني على وسائل اعلامية بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة
وكانت وثيقة رسمية مؤرخه بتاريخ 25/3/2012م - حصل المؤتمر نت على صورة لها – كشفت عن توجيهات أصدرها وزير المالية (المحسوب على كتلة أحزاب اللقاء المشترك) لمحافظ البنك المركزي اليمني باعتماد مبلغ وقدره (199.018.600) ريال // فقط مائة وتسعة وتسعون مليون وثمانية عشر الف وستمائة ريال لا غير// مقابل قيمة الدفعة المقدمة بواقع 20% من قيمة عقد مشروع المرحلة الأولى لجامع (جامعة الإيمان) ولصالح مؤسسة الحداء للمقاولات العامة .
وأستغرب مراقبون صدور مثل هذه التوجيهات في ظل أزمة طاحنة يعاني منها الاقتصاد اليمني وتضخم وتراجع حاد في المؤشرات الاقتصادية وتردي مستوى معيشة المواطنين وتنامي التقديرات المتوقعة بشأن العجز في الموازنة للعام المالي 2012م وفي ظل تحضيرات لعقد مؤتمر للدول الشقيقة والصديقة لمساعدة اليمن على تجاوز محنتها الاقتصادية ، وبعد أيام من إقرار الحكومة لأكبر جرعة سعرية للمشتقات النفطية منذ شروع الحكومات المتعاقبة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي في العام 1995م مما فاقم من معاناة المواطنين المتسائلين عن حاجة اليمن للمشروع في ظل هذه الظروف الاقتصادية المريرة وبخاصة أن الجامع سيتبع جامعة خاصة يسيطر عليها تنظيم سياسي وفي ظل دعوات لإعادة النظر في الجامعة .
وفيما كان متوقعا ان يوجه بإحالة القضية الى نيابة الاموال العامة للتحقيق فيها رد باسندوة مباشرة بعد اثارة القضية في 20 ابريل الماضي بمهاجمة الوسائل الاعلامية التي تناولتها ، واعتبر في خطاب رسمي له خلال ( حفل تدشين المؤسسة الأهلية اليمنية التركية للتنمية) الاسبوع الماضي بصنعاء تلك التناولات ( حملة اعلامية ممنهجة تهدف للإساءة إلى تاريخه النضالي وسمعته ونظافة يده ).. وقال : ( ان مثل هذه الابواق والاتهامات الباطلة لن تزيده إلا أصرار وعزيمة على مواصلة مهامه في كل ما يصب بمصلحة البلد والخير لابنائها)..
وفي برنامجها الحكومي اكدت حكومة الوفاق الوطني على تطبيق مبادئ الحكم الرشيد ضمن الأولويات التي تسعى إليها بما يؤدي إلى ضمان سيادة القانون، وتحسين الكفاءة والمساءلة والشفافية ، كما انها تعهدت امام مجلس النواب بـ( مكافحة شبكة المصالح الذاتية أينما وجدت في أجهزة ومؤسسات الدولة ، مشيرة كذلك الى انها (ستهتم بزيادة الشفافية ).
والزمت المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 بشان الأزمة في اليمن حكومة الوفاق الوطني بـ(إصدار تعليمات قانونية وإدارية ملائمة إلى جميع فروع القطاع الحكومي للإلتزام الفوري بمعايير الحكم الرشيد وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان) ، وهى المبادرة التي اشترطت ايضا أن يكون المرشحين لعضوية حكومة الوفاق- المشكلة مناصفة بين المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه - على درجة عالية من النزاهة والالتزام بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وامس الاول حذر مبعوث الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر من ان اليمنيين سيبدأون ب"اعادة النظر في شرعية ومصداقية الحكومة" ما لم تحقق الحكومة تقدما ملموسا في تقديم الخدمات الرئيسية للمواطنين في اسرع وقت، خصوصا في ظل تفاقم الوضع الانساني في البلاد. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن انه لا توجد مؤشرات حقيقية على ان الاسوأ في اليمن قد مضى الا انه يعتقد بان البلاد التي تكافح من اجل انجاح المرحلة الانتقالية الصعبة، على الطريق الصحيح، مشيرا الى ان الناس "يعانون من ازمة معيشية خانقة" في ظل وضع امني صعب وغياب مؤشرات لأي انتعاش اقتصادي.
مواضيع مشابهة :
- خلافا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن : حكومة باسندوة تُشرعن نهب المال العام
- تطبيقا لمبدأ الشفافية.. باسندوة يوجه بالتحقيق مع موظفي سكرتاريته بعد نشر مذكرة الأحمر
- وثيقة: انتعاش شبكة المصالح الذاتية وازدهار المحسوبية بمكتب رئيس الوزراء