رجاء الفضلي - الشهيد عبدالعزيز عبدالغني.. إن غيبوك فلن تغيب من ذاكرة التاريخ تعز اسم محفور في ذاكرة التاريخ.. كبيرة بأبنائها الذين لا يمكن لأحد أي كان التنكر لهم ولأدوارهم، ولإنجازاتهم المكتوبة في كل الأرض بمداد القلوب.. تعز الأرض المعطاءة..، التي تعلمنا الدروس، ومنها نستقي علوم البناء والاعمار والانجاز.. بناء الأرض والإنسان..، بناء الوطن اليماني الكبير..
أعلامها الذين رووا شجرة الثورة والجمهورية والوحدة بدماء قلوبهم، ومضوا في اتجاه كتابة تاريخ اليمن المعاصر بحروف لا تصدأ ولا تنمحي.. هي تعز من انجبت عبدالغني مطهر، عبدالله الحكيمي، علي محمد سعيد، عبدالعزيز عبدالغني، عبدالفتاح اسماعيل، محمد علي عثمان، عبدالرقيب عبدالوهاب، أحمد سيف الشرجبي، أمين عبدالواسع نعمان، عبدالله عبدالهواب الفضول، أحمد محمد نعمان، محمد أحمد نعمان، وآخرين ممن لا يمكن لذاكرة التاريخ.. ذاكرة الأجيال أن تنساهم أو تقفز عليهم عند الحديث عن تعز الثورة.. تعز الجمهورية.. تعز الوحدة.. تعز العطاء الذي لا ينضب.. هذه هي تعز العز.. تعز التي لا يمكن لدعاة النضال الأجوف أن يزايدوا عليها أو يتخذوها سلماً للوصول إلى مآربهم وقفزاً على طموحات وأحلام أبنائها.. وأبناء الشعب جميعاً..
كنت أتمنى وأنا استمع لكلمة الأستاذ محمد سالم باسندوة التي ألقاها في حفل توزيع جوائز هائل سعيد أنعم للآداب والعلوم أن يقف أمام هؤلاء الأعلام بإنصاف.. لا أن يبخس أناساً حقهم ويقفز عليهم كالاستاذ المناضل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني القامة السامقة التي قدمت للوطن الكثير والكثير وكان لها الدور الكبير في بنائه طيلة الخمسين سنة الماضية من عمر الثورة اليمنية المباركة "سبتمبر، اكتوبر"..، وهو واحد من أبناء تعز ممن اغتالتهم يد الشر والتآمر والإرهاب وهو يصلي في بيت من بيوت الله العلي العظيم.. هذا هو الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني صاحب السيرة الخالدة الذي مات شهيداً من أجل اليمن، وليس من أجل السعي لمنصب زائل أو مصلحة ذاتية..
هذا هو الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني الانسان والمعلم والأب الحنون لكل أبناء اليمن، والمسؤول الذي يعي ويدرك ماذا تعني المسؤولية.. فكيف قفز عليه باسندوة ولم يتذكره كما تذكر العظماء الآخرين من أبناء هذه المحافظة الحالمة؟!..
هل نسي محمد سالم باسندوة أن عبدالعزيز عبدالغني هو واحد من الرجال الذين كانت تحتم عليهم مسؤولياتهم أن ينظروف للوطن وأبناء الشعب من منظار الإنسان البسيط غير المتعالي وغير المتعجرف وغير المتغطرس، عكس كثيرين ممن يدعون اليوم بأنهم مناضلون وقلوبهم مليئة بالكراهية والحقد..
كيف لمحمد سالم باسندوة أن يتذكر الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني أو يقف أمام هذا الاسم الدائم والخالد في ذاكرتنا ذاكرة الوطن..،؟! أنت كبير استاذنا عبدالعزيز عبدالغني وستبقى كبيراً يستعصي على كل لغات الحقد والكراهية ، وعلى كل أشكال التآمر ومسميات الوقيعة والدس.. ومن يحاولون اليوم تغييبك عن تعز الحاضر والمستقبل لن ينجحوا يقيناً ـ في تغييبك من ذاكرة التاريخ.. فاسمك سيظل مرسوماً في سماء تعز شاء من شاء وأبى من أبى..
|