الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:01 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الدكتور ابوبكر عبد الله القربي

الخميس, 10-مايو-2012
محمد حسين النظاري -
نجاح الخارجية سبب استهداف القربي
هناك وزارات في الجمهورية اليمنية برز دورها القوي بجلاء إبّان الأزمة التي اجتاحت البلاد خلال العام والمنصرم والتي امتطت صهوة جواد الحقوق المطلبية التي نادى بها الشباب في بداية الأمر، قبل أن تتحول إلى أزمة سياسية حاكت ما يسمى (بالربيع العربي) والتي ضربت اقتصاديات بعض الدول العربية، وخلقت الفرقة والانقسام بين شعوبها، وراح ضحيتها آلاف العرب الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جُعلوا وقوداً لنار لا دخل لهم بها، نار يريد مشعلوها الوصول إلى السلطة فقط ولو على جماجم العباد وخراب البلاد.

ولأن الأزمة التي اجتاحت اليمن كانت مطلبية وحقوقية في جزئها المرتكز على الشق الاقتصادي، إلا أنها كانت سياسية في معظمها باحثة على الانقضاض على السلطة وبأي طريقة كانت، ومن هنا برز دور وزارة الخارجية وخاصة وزيرها الدكتور ابوبكر عبد الله القربي الذي كان له بلاء حسن في نقل الصورة الحقيقية لما يدور في الداخل اليمني للمسئولين في الدول الشقيقة والصديقة، بعيداً عن الاستهداف الإعلامي الذي قادته القنوات الإعلامية وجندت له كل ما تملك من إمكانيات بغية تكرار المخطط الليبي في اليمن لا سمح الله، وهو ما لم يحدث ولله الحمد، بفضل الله جلَّ وعلى وقدرة وزارة الخارجية اليمنية على لعب دورها الصحيح في الوقت المناسب.

إن ما تعرضت له وزارة الخارجية من انشقاقات كبيرة في كثير من سفارات اليمن في الخارج، بعد استشهاد شباب –رحمهم الله- في 18 من مارس 2011، كان كفيلاً باختلال توازنها، وهو المقصود، فسفارة اليمن في مصر ومندوبيتها الدائمة لدى الدول العربية كانت حجر الزاوية، وكان يراد منه التطبيق الحرفي للانشقاق الليبي، ولكن استطاعت اليمن من خلال حنكة دبلوماسيتها والمتمثلة في وزارة الخارجية، من جعل ذلك الانشقاق هباءً منثوراً.

الفخ الذي نُصب للقربي حينها كان يتمثل في إحراجه بالاستقالات –رغم قلتها مقارنة بليبيا- وبالتالي دفعه إلى التغيير الفوري للسفراء المستقيلين –والذي عاد اغلبهم بعد تأكدهم من فشل الخطة – فقد كان المطلوب أن يكون تصرف القربي ارعناً مما يقوده إلى فصل أولئك السفراء وإظهار اليمن بالمظهر المعادي عند الدول الأخرى وهو ما لم يحدث ويحسب للقربي.

المبادرة الخليجية كانت هيئة هندستها الرئيسية ترتكز على الجانب الدبلوماسي، وهو ما مكن الخارجية اليمنية عبر الوزير القربي من بلورتها وتنقيحها وإعادة صياغتها، ولم تستطع خارجية إحدى الدول الداعمة للانفلات الأمني العربي التغلب على الخارجية اليمنية، فكان في الأخير أن سُطرت المبادرة وفق الرؤية التي تبنتها الدولة وسوقتها الخارجية اليمنية.

ان هذا النجاح الذي تحقق للخارجية بفضل الله ونجاح الدكتور القربي في مهامه، اقنع الرئيس عبد ربة منصور هادي –رئيس الجمهورية- بعمل الرجل وضرورة وجوده في المرحلة الانتقالية لإكمال الدور الكبير الذي قاده ضد الهجمة الإعلامية المغرضة التي صوبت نحو اليمن ، وهنا بدأ الاعتراض على الرجل وبدأ البعض بمهاجمته علناً، بعد أن كانوا من وراء ستار كل تلك الفترة.

كما أن اقتراب التغيير الدبلوماسي –غير التعسفي- بل من انتهت فترة عملهم والتي عادة تستمر لأربع سنوات، إضافة إلى من بلغ التقاعد منهم، ولأن البعض يريد المحاصصة أو الاستحواذ أو فرض أسماء من خارج السلك الدبلوماسي، فلم يعجبه توجه القربي للتعامل بمهنية مع التعيين في السفارات.

أنا هنا لا أدافع عن الرجل فهو وحده القادر على الدفاع عن نفسه، ولكن أدافع وباستماتة عن الدور الكبير الذي لعبته الخارجية اليمنية - بلدي- خلال الأزمة وهو الذي تماشى من الرؤية التي نظرنا بها ومن خلالها للأحداث، كما أن الخاتمة التي آلت إليها الأزمة تطابقت بحذافيرها مع ما نادينا به من انتخابات رئاسية مبكرة –بديلاً عن فوضى الشارع- ولهذا فلن يرضوا عنك أيها القربي وهم يرون فيك محطماً لأحلامهم السابقة والآنية.

بالمقابل فإني لا ابرأ الوزير من الكم الكبير من الأسئلة التي وجهت إليه –على صورة اتهامات- والتي يفترض أن يفندها الأخ الوزير لإماطة اللغط الحاصل حولها...ويبقى في نظر القانون برئي حتى يُثبت الطرف الآخر صدقية ما يدعيه، والقضاء هو الفيصل الوحيد في إنصاف القربي إن صدق المدعون وقدموا ما لديهم إليه (القضاء)، إما أن يبقى التشويه إعلامياً فمن حق القربي إيصال ما يحدث للقضاء.

إن ما يحصل الآن من تشويه لدور الخارجية اليمنية لا يخدم بأي حال قضيتنا المحورية والمتمثلة في إكمال الانتقال السلمي والآمن للسلطة، والذي كما قلت كان للخارجية ووزيرها دور مهم في إتمامه -من وجهة نظري-، ولهذا فإن إرباك الوزير في هذه المرحلة يُقصد منه إرباك عمل السياسة الخارجية لليمن، وهو ما يضر بالتأكيد في سير التسوية السياسية، من خلال إيصال رسائل مغلوطة أو مشوهة، أو ربما تكون حقيقية ولكن زمن تقديمها لا يخدم اليمن لأنها لا تحتوي على نوايا حسنة.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر