أحمد المناري - يحيى صالح وشظايا الانفلات الإعلامي منذ بداية العام الماضي والإعلام اليمني يغرق في الفوضى والعبث وأصبح بمقدور كل طفل ومراهق ومن يسعى إلى لفت الأنظار الكتابة وبطريقة تنم عن جهل سياسي وتاريخي وانعدام أخلاقي قد يحول الإعلام وينحرف به عن مساره ودوره توعوي إلى ساحة للشتم والتطاول على هامات وطنية انخرطت في الدفاع عن الوطن وصون مكتسباته قبل أن يرضع السفهاء حليب أمهاتهم وهذا النوع يتمدد وينمو في بيئة منفلتة إعلاميا وبدأ يتناسل بشكل ملفت ..فعلى سبيل المثال لا الحصر طالعت قبل يومين مقالاً لأحد المراهقين سياسياً يتطاول فيه على شخص العميد يحيى محمد صالح بدون وجه حق وبدون أي مبررات ومع يقيني من أن عنوان المقال كان دليل كاف على سذاجة كاتبه وتوقفي عن قراءة مضمونه غير إني تجاهلت ذلك محاولا أن أجد أي تبرير للكاتب وخيل لي ان الموقع الذي نشر فيه هو من صاغ العنوان إلا أن المضمون كان عجيباً ومضحك أيضا ويوضح مدى الاضمحلال الثقافي ونقص المناعة الثقافية التي يتمتع بها الكاتب وليته قرأ كتاباً في التأريخ او طالع قاموساً في الأخلاق قبل ان يتشدق بما لايفقه حيث انه من السهل أن تقذف شخصاً يتمتع بالديمقراطية ويتسامى بنفسه عن الترهات لكنه من الصعب ان تستوعب مدى النظرة الدونية التي تلاحقك جراء ذلك .
لقد انزعج كاتب المقال من تقدم العميد يحيى محمد عبدالله صالح لمسيرة تضامنية مع فلسطين في ذكرى نكبتها مبرراً ذلك باستغراب (كما لو انه مقاوم من حماس او الجبهة الشعبية ) فهل فلسطين والتضامن معها لايعني سوى حماس والجبهة الوطنية ؟ أم أن انزعاج الكاتب من إثارة موضوع فلسطين في الوقت الراهن يضع ناهبي الأموال بحجة التبرع لها في حرج كونهم مشغولين في السلطة وليس في فلسطين ...
ولأنه وليد البارحة يتساءل لماذا يلبس العميد يحيى قميصاً عليه صورة جيفارا التي لايرتديها بحسب مفهوم الكاتب سوى أعضاء الحزب الذي لم يسميه ، وهذا ما يجعلني اجزم بأنه لا يعلم بان جيفارا أرجنتيني وشخصية رئيسة في الثورة الكوبية وإنما يعتقد بأن جيفارا احد قادة المشترك وربما خالطه شعور بأن الصورة التي رفعها حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمين ) في ساحة الجامعة هي شخصية اخوانية وان جيفارا تربطه صلة قرابة بالزنداني
ما يثير الضحك أن يتحدث عن قتلى من اسماهم بالثوار ويحاول ان يلصق تهمة القتل بالأمن المركزي غير مدرك بان العميد يحيى قد طالب في أكثر من مرة وبأكثر من قناة وصحيفة بضرورة فتح ملف من سقطوا في جمعة مارس وغيرها من عمليات القتل التي كانت مدبره وتهدف إلى تأجيج الوضع عالمياً ولم يعد يجهل ذلك سوى الكاتب بقصد او بدون قصد .
إني أشفق على مثل هكذا إعلام سطحي وانفلات ديمقراطي يسيء إلى سمعة الوطن ويحط من هيبة ورصانة الإعلام ..فلو كان مثل هذا الجاهل يعي بان العميد يحيى شخصية وطنية وقومية لها تاريخها النضالي الطويل في الفعاليات القومية والتضامن مع القضايا العربية لم يكن ليتورط في هذيانه المنحط ولو أدرك بأن جمعية كنعان لفلسطين وخيمة الصمود ماهي إلا عناوين بارزة في مسيرة رجل يمني الانتماء قومي الهوية لمنعه الحياء الذي انعدم بعد أن انعدمت القيم والضوابط الإعلامية من التطاول على هامات الوطن .
|