الدكتور/ علي مطهر العثربي -
المؤتمر والعيدالوطني
إن الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية احتفال بانتصار الإرادة الكلية للشعب اليمني الواحد الموحد الذي استجاب لأوامر الله سبحانه وتعالى واعتصم بحبله المتين وفق إرادة الخير والصلاح في اعمار الأرض وبناء الإنسان وأثبت الإنسان اليمني أنه أهل للاستخلاف الذي يزيد الانسانية ائتلافاً وتوحداً ويقدم درء المفاسد على جلب المصالح، وينظر الى الحياة على انتهاء بناء وإعمار الدنيا والآخرة.
إن المؤتمر الشعبي العام الذي يحتفي بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية ومعه كافة جماهير الشعب اليمني بما فيه من القوى السياسية المستنيرة يؤكد من جديد أن الوحدة اليمنية مصدر قوة الدولة اليمنية وعزة الانسان اليمني، الأمر الذي جعل جماهير الشعب أكثر التحاماً والتصاقاً بالمؤتمر الشعبي العام، لأنها ترى فيه إرادتها وأداتها وسيادتها وقدرتها على امتلاك السلطة، وأن المؤتمر الشعبي العام أداة الجماهير للحفاظ على الشرعية الدستورية وحماية التجربة الديمقراطية وصون الوحدة الوطنية وتجسيد سيادة الدستور وفرض هيبة الدولة.
إن الأزمة السياسية التي استمرت لأكثر من عام ونصف لم تزد المؤتمر الشعبي العام الا تمسكاً بالوحدة الوطنية الواحدة الموحدة وجعلت الجماهير تدرك أن المؤتمر الشعبي العام إرادتها المحافظة على وحدة الصف ووحدة الدولة وقوتها، وجعلت الجماهير اليمنية العريضة تدرك تمام الإدراك أن المؤتمر الشعبي العام جاء منها وانطلق من آمالها وتطلعاتها وبات أداتها الفولاذية الذي تمتلك من خلاله السلطة وتمنع من خلاله الاعتداء عليها أو محاولة اغتصابها.
إن الاحتفال بالعيد الوطني في هذا العام الذي مازال مثقلاً بالأحزان والآلام جراء الأزمة السياسية التي كادت أن تفقد الشعب حقه في امتلاك السلطة يأتي بمعانٍ ودلالات جديدة تؤكد للعالم من جديد أن الوحدة اليمنية عامل أمن واستقرار ليس لليمن الواحد الموحد، وإنما للإقليم العربي والعالم بأسره، وتؤكد بأن الشعب اليمني لم يعد يقبل بالانقلابات الدموية وأن الشعب قد حدد طريقاً شرعياً وحيداً للوصول الى السلطة أو المشاركة فيها، وهو الانتخابات العامة الحرة والنزيهة وعبر صناديق الاقتراع الحر والمباشر.
ويعطي دلالة جديدة كذلك، وهي أن المؤتمر الشعبي العام الذي حافظ على الشرعية الدستورية والتجربة الديمقراطية إرادة شعب وهو صمام أمان لمستقبل الحياة السياسية المعاصرة القائمة على الثوابت الدستورية التي صنعتها الإرادة الشعبية ورسخت مبدأ التداول السلمي للسلطة.
ولئن كانت الحياة السياسية تشهد تطوراً وتحديثاً جديداً فإن ذلك التحديث والتطوير هو هدف من اهداف المؤتمر التي جاء من أجلها فالمؤتمر الشعبي العام كان بوابة الانطلاق صوب التعددية السياسية المؤمنة بالثوابت الدينية والوطنية والانسانية.. فألف تحية لكل الشرفاء الذين حافظوا على الثوابت وضحوا بالغالي والنفيس من أجل عزة ومنعة اليمن واليمنيين كافة وكل عام والجميع بخير بإذن الله.