السبت, 07-يونيو-2025 الساعة: 05:18 م - آخر تحديث: 02:11 م (11: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
دين
المؤتمر نت - د‚ عز الدين إبراهيم -
استقبـــال رمضـــان
تعوّد الناس ألاّ يتكلموا عن رمضان‚ أو يتذاكروا في فضائله‚ إلا حينما يوافيهم رمضان نفسه‚ فإذا جاء رمضان‚ وباشروا صيام أيامه فعلا‚ وجدتهم يختلفون إلى حِلق العلم ليستمعوا إلى الوعاظ وهم يذكّرونهم بأفضال رمضان‚ وبركاته‚ وميادين الطاعة فيه‚ أما قبل ذلك‚ ففي الغالب: لا‚
وهذا الذي تعوّده الناس من الغفلة عن التفكير في رمضان إلا حينما يفجؤهم رمضان بمقدمه‚ لا يليق على حسن الاستقبال لهذا الشهر الكريم‚ والتعرض لنفحاته وبركاته من جهة‚ كما أنه مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الظرف من جهة أخرى‚
فالمعروف أن الإنسان لا يحسن عمل شيء إلا إذا تهيأ له نفسيا‚ واقتنع بضرورة عمله‚ واستبشر فيه الشوق إلى الاضطلاع به‚ ونكاد نلمح ذلك في استعداد الرسول -صلى الله عليه وسلم لاستقبال شهر رمضان حيث يقول أنس رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رجب‚ قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان‚ وبلّغنا اللهم رمضان» فالرسول‚ إذ يسأل ربه أن يبلغه رمضان‚ يلفت الأنظار إلى ما كان في نفسه من الشوق الشديد إلى لقائه‚ حتى إنه ليتفكّر فيه قبل مولد هلاله بشهرين كاملين‚
ونحن الآن في مستهل رمضان‚ تفتح أمامنا مجالات العمل الصالح فيه‚ ولابدّ لنا لكي نحسن الاستقبال‚ من أن نتهيأ تهيؤا كاملا لذلك‚ فنفيق من الغفلة‚ وننتفض نشاطا بعد الخمول الطويل‚ وأمامنا بعد ذلك ثلاثة أنواع من التهيؤ:
تهيؤ يتعلق بالإدراك‚ وتهيؤ يتعلق بالعاطفة‚ وتهيؤ يتعلق بالإرادة‚
ولابدّ لنا أن نروّض أنفسنا على هذه الأنواع الثلاثة من التهيؤ‚ لأن الاكتفاء بواحد منها لا يحقق المطلوب من حسن التهيؤ والاستقبال‚ ولأنها تتساند معا في النفس الإنسانية فيفضي بعضها إلى البعض الآخر‚ فالإدراك يثير العاطفة‚ والعاطفة تدفع الإرادة‚ ثم إن في توفر الإرادة ما يزيد الإدراك وضوحا وعمقا‚ والعاطفة انفعالا وحدّة‚
إن التهيؤ الإدراكي لاستقبال رمضان يكون باتضاح مفهوم هذا الشهر الكريم في العقل‚ والملحوظ أن هناك خطأ شائعا في تصوّر هذا المفهوم‚ فالناس يتحدثون عن رمضان كما يتحدثون عن فريضة الصيام‚ وكأن رمضان والصيام لفظان مترادفان يفيد أحدهما معنى الآخر بلا زيادة أو نقصان‚
حقيقة إن التداخل بين شهر رمضان وفريضة الصيام أمر قائم‚ ولكن الخلط الكامل بينهما يجعلنا نغفل عن كثير من الخير الذي يرشدنا إليه الفصل: فينبغي أن نفهم (الصيام) كعبادة من عبادات الإسلام على حدة‚ وأن نفهم (رمضان) كشهر مبارك من أشهر العام القمري على حدة‚ ولا بأس بعد ذلك من الجمع وإحداث التداخل‚ 
وفي حديث أنس الذي يشير فيه إلى حنين النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاء رمضان قبل أن يولد هلاله بشهرين ما يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان شديد الشوق إلى ذلك اللقاء‚ فانفعل الوجدان به‚‚ ويظل الرسول على هذه الحال الفريدة من التهيؤ العاطفي‚ حتى يأتي رمضان‚ ويتراءى هلاله في الأفق‚ فيبلغ الانفعال الوجداني ذروته‚ ويحيي الرسول المقدم الكريم لرمضان بالدعاء المأثور: «اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان‚ والسلامة والإسلام‚ ربي وربك الله‚ هلال رشد وخير»‚ لا بد إذن من تهيؤ عاطفي للقاء هذا الشهر الكريم‚ ومن ذا الذي لا يتأثر وجدانه‚ ولا تستثار مشاعره للقاء شهر تغفر فيه الزلاّت‚ وتضاعف الحسنات‚ فأيما رجل أثقلت الذنوب كاهله‚ ففي رمضان توبته‚ وأيما غافل صدئت نفسه ففي رمضان جلاؤها‚ وأيما طائع وفقه الله فسبق بالخيرات ففي رمضان قربانه‚ فليس هناك إنسان- مهما تكن حاله- إلا وبينه وبين رمضان ارتباط‚ إن تنبّه إليه هفت روحه‚ وتزايد شوقه‚
وبعد فإن رحمة الله- برمضان- قريبة من المحسنين‚ فهل لنا أن نتهيأ بالفكر‚ والنفس‚ والإرادة‚ تهيؤا يليق بجلال هذه المناسبة‚ فنوفق بذلك إلى الخير والبر والرشاد‚ نرجو ذلك‚ ونسأل الله أن يعيده.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025