عبرات عابرة وتأملات عاثرة أمرُّ، متوقفاً عند كل إنسان. أتأمل تفاصيل الزمان التي أراها في ملامحه، فأجد لكل واحد منا شاطئاً آخر وأفكاراً أخرى وفرحاً وألماً آخر أيضاً، ثم أتساءل بصمت وابتسامةٍ يتيمة على شفتي: لماذا الإنسان يهرب من أخيه الإنسان ولماذا الإنسان يجرح مشاعر إنسان آخر. مرة أخرى أبتسمُ وأعرف أنني لا أجد لتساؤلاتي إجابة صريحة ثم أمضي. الإنسان هو عبارة عن كائن يُخلق فتُغيَّبُ من ملامحه الظروف، ويشكلِّه الزمان ثم يكون (هو). لم نر أو نعرف أن هنالك إنساناً أوجد نفسه وخلق نفسه ووضع مناخاً خاصاً لحياته، دون تدخل الطبيعة والزمان مهما كانت قدراته أياً كانت. ولو وقفنا لحظة حب وتأمل صادق سنجد بأن الإنسان لا يمكن أن يكتمل إلا بالإنسان الآخر المقابل له الذي يستطيع من خلاله أن يجد كل تفاصيل حياته. المسافات التي يتخطى منها مناخ العمر.. تدخَّل العصر ووضع قانوناً وبدائل كثيرة استغنى فيها الإنسان عن الإنسان، أفقدته الثقة والحسَّ الجميل بالآخر؛ مما ولد صراعاً وشراً خفياً يتحكم بكل تصرفاتنا ووضع مسافة ضيقة بيننا وبيننا. تنعدم الحياة وتصوراتها بعدمية الإنسان: الإنسان البسيط والإنسان صاحب الفكرة والإنسان الرومانسي وتصوراته عن الحياة والإنسان الفنان والمصور، والنحات. وإذا أردنا الحياة الحقيقة علينا أن نبحث عن إنسان. (الإنسان) من هنا تبدأ المشكلة. (الإنسان) من هنا كانت الحياة فقط علينا أن نفهم .... .... نظرات: الحب ليس كلام يقال باللسان فقط بل هو إحساس بين اثنين، فأكثر. ويظهر أثره على الجوارح، واللسان. والحب لو أردنا تعريفاً له فلن نستطيع أن نوفيه حقه لأنه أكبر من إدراكنا، أو أن نؤطره ونجعله في إطار معين صدقوني لا نستطيع أن نعرف الحبَّ إلا بالحب. |