السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:33 م - آخر تحديث: 02:25 م (25: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
دين
موقع اذاعة هولندا -
ابوزيد ..ازمة الاسلام الحداثي
يواجه الإصلاح الإسلامي أزمة تمنعه من تشكيل رد فعل مناسب في مواجهة الأصولية الإسلامية. كانت هذه هي إحدى قناعات الباحث المصري نصر حامد أبو زيد؛ الذي يعيش في المنفى بهولندا. السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو إدراك أن القرآن منتج تاريخي.

في أوائل تسعينيات القرن الماضي أثار نصر حامد أبو زيد الأستاذ بجامعة القاهرة، مواليد عام 1943، غضب المؤسسة الدينية بمشروعه الفكري الذي يتناول القرآن كنتاج لسياقه التاريخي. وقد أدانته محكمة مصرية بتهمة الردة وازدراء الإسلام، وهي جريمه عقوبتها الإعدام وفقا للشريعة الإسلامية التقليدية، وعلى الرغم من أن القوانين الإسلامية لا تُطبق في مصر؛ إلا أنه كان على نصر أبو زيد أن يخشى على حياته، وهكذا غادر بلاده ويعيش الآن في هولندا؛ حيث يحاضر بجامعة لايدن وبجامعة العلوم الإنسانية بأوترخت.

أمسى أبو زيد في الغرب واحدا من أبرز المفكرين ذوو الموقف النقدي حيال الإسلام. في نوفمبر 2005 حصل على جائزة ابن رشد لحرية الفكر. في الحوار التالي تسأل إذاعة هولندا العالمية الدكتور نصر حامد أبو زيد حول مشروعه الإصلاحي.

مثل كل الإصلاحيين المسلمين المحدثين فإن الهم الرئيسي الذي يشغل الدكتور أبو زيد هو تحديث الإسلام التقليدي؛ بحيث يتوافق مع المثل الحداثية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومع ذلك فإنه يعتقد أن حركة الإصلاح الديني الحديث قد وصلت إلى "حائط مسدود".

يرى أبو زيد أن التيار الرئيسي من حركة الإصلاح الإسلامي نجح في تحد وتجاوز سلطة الإسلام التقليدي؛ لكنه عجز حتى الآن عن وضع القرآن نفسه موضع البحث والمناقشة.

لقد اختزل فقهاء العصور الوسطى الإسلام في نظام مفصل من الأحكام الفقهية؛ التي اُعتبرت صالحة لكل زمان ومكان. فمنذ أواخر القرن التاسع عشر تحدى الإصلاحيون المسلمون، مثل محمد عبده، سلطة هذه التشريعات وطالبوا بالاجتهاد في فهم القرآن والسنة أكثر توافقا مع متطلبات العصر الحديث.

مع ذلك ووفقا لرؤية أبو زيد فإن الإصلاحيين فشلوا في تجاوز الرؤى السائدة وسط أغلب المسلمين، بأن القرآن هو كلام الله الذي يجب أن يطبق في كل الأماكن والأزمنة. وعوضا عن مواجهة هذا التحدي فضل أغلب الإصلاحيين التعامل مع القرآن بطريقة براجماتية؛ فهم يستحضرون فقط الآيات التي تلائم مقاصدهم، ويتجاهلون تلك التي لا تتلاءم مع هذه المقاصد.

يقول أبو زيد: إن هذا التوجه قد هيمن على أغلب التيار الإصلاحي الإسلامي إلى الآن. ومن بين ممثلي هذا التيار من المعاصرين، هناك – على سبيل المثال – المصري محمد عمارة والمفكر المسلم الأوروبي طارق رمضان.

ومع ذلك يحتوي القرآن على العديد من الآيات التي يصعب أن تتفق مع المعايير الدولية للديمقراطية الحديثة وحقوق الإنسان. فالقرآن يجيز الرق ويجيز عقوبات قروسطية مثل قطع يد السارق وفرض الجزية على غير المسلمين، كما يمارس التفرقة ضد المرأة في عدة مواضع، مثل منحها نصف ما يحصل عليه الرجل في الميراث.

وبتجاهل هذه الآيات "غير الديمقراطية" بالقرآن، فإن الإصلاحيين حرموا أنفسهم من فرصة الرد على الأصوليين السلفيين الذين يصرون على تطبيقها، وهذا وفقا لأبي زيد هو مكمن فشل الإصلاح الإسلامي حاليا.

يوضح أبوزيد ذلك قائلا: "أعتقد أن حركة إصلاح الفكر الإسلامي قد وصلت لطريق مسدود. فطالما ظل القرآن بمعزل عن النقاش؛ فليس هناك من طريق للخروج".

ويضيف أبو زيد أن الإمكانية الوحيدة لإصلاح حقيقي في الإسلام تكمن في فهم تاريخي للقرآن. فهو يشير إلى أن القرآن ليس بنص جامد يحتوي على تشريعات قانونية جاهزة، وصالحة لكل الأمكنة والأزمنة. بل يجب بالأحرى النظر إليه كخطاب ديناميكي متعلق بالحاجات الإنسانية في مكان وزمان محددين؛ فهو يحتوي على كل من قيم كونية وتطبيقات تاريخية لهذه القيم. وإذا ما أردنا معرفة الحكمة وراء هذه التطبيقات، يجب علينا أن ندرس السياق التاريخي.

وكمثال على هذا الطرح يذكر أبو زيد الآية التي تمنح المرأة نصف الميراث؛ الذي يحصل عليه الرجل، ويحاج أبو زيد بالقول إنه بالنظر هذه الآية في سياقها التاريخي؛ فإنها تعد في الواقع خطوة كبرى إلى الأمام؛ لأنه قبل ذلك الوقت لم يكن للمرأة الحق في أي شيء على الإطلاق. لذا فإذا ما طبقنا المقصد الكامن لهذة الآية في وقتنا الحاضر فسنجد أنها تشير إلى أننا يجب أن نعتبر الرجل والمرأة متساويين كليا أمام القانون.




حول الحدود في الإسلام يقول أبو زيد: "إن الأحكام القانونية التي ورد ذكرها في القرآن – المسماة حدودا - كالجلد والصلب والقتل، ولا أذكر "الرجم"؛ إذ ليس له أساس قرآني؛ إلا هذا الزعم العجيب بأن آية الرجم تم نسخها من المصحف، دون إلغاء حكمها – يكشف الدرس التاريخي أنها ليست أحكاما قرآنية؛ أي لم ينشئها القرآن. هي أحكام مستعارة من الثقافات والتقاليد السابقة، من اليهودية والقانون الروماني، وربما من تقاليد أقدم. هذه العقوبات ليست أهدافا مرادة لذاتها؛ لأنها تنتمي إلى زمن لم يكن يمكن التمييز فيه بين المجرم والإنسان العادي؛ إلا بإحداث هذا الآثار- العلامات في الجسم.

في زماننا هذا يوضع المجرم خلف أسوار السجون. على المسلمين أن يميزوا بين هذه العقوبات "التاريخية"، وبين "العدل"؛ الذي هو الهدف والغاية، وهو مبدأ جوهري سار في القرآن كله. انظر دراستنا مفهوم العدل في القرآن.

ويدرك نصر أبو زيد أنه بالنسبة لأغلب المسلمين فإن الفهم التاريخي للقرآن هو خطوة كبيرة، وهو مايشرحه قائلا:
"يخشى المسلمون من أن الكشف عن البعد الإنساني للوحي وللقرآن سيحوله إلى نص بشري. إن هذا أمر مفهوم؛ ولكنه يجب ألا يعوق جهودنا لفهم القرآن في سياقه التاريخي".

بجانب هذا يشير أبو زيد إلى أن فكرة كون القرآن نصا تاريخيا ليست جديدة ولا اختراعا غربيا، بل هي جزء من الإسلام التقليدي. ففي القرن التاسع الميلادي اعتبر المعتزلة.. أصحاب التوجه العقلي في الإسلام، القرآن "مخلوقا"، وهو ما يعني ببساطة بمعاييرنا المعاصرة أنهم نظروا للإسلام على أنه نص تاريخي. وقد كانت هذه النظرة مثيرة للجدل وقتها مثلما هي الآن، وفي النهاية تمكن الفقهاء المتشديون من استبدال هذه النظرة بمفهوم معاكس، وهو أن القرآن هو كلام الله غير المخلوق.

ومن وجهة نظر أبي زيد فإن المهمة الملقاة على عاتق الإصلاحيين الحداثيين هي بعث فكرة المعتزلة القائلة بخلق القرآن.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024