قبل أن نطوي صفحتنا الخليجية الثالثة ·بعد أن طوينا صفحتنا الخليجية الثالثة وطارت طيور مجموعتنا بأرزاقها وحزم الأحمر الكبير حقائبه استعداداً للعودة إلى أجواء العاصمة صنعاء والتي لابد منها وإن طال أمد المنافسة وقبل أن نغادر وقع حكاوي مشاركتنا في خليجي (18) .. لا بد لنا من إعادة قراءة الدرس الخليجي من المقدمة وحتى الغلاف الأخير الراوي لحكاية المواجهة العمانية بصفها الثاني . · نعم خرجنا من خليجنا الثالث بأقل الأضرار والخسائر رغم أن النقطة النقطة! .. والتعادل هو ذاته حتى أصبحنا بعبع جولتنا الأولى مهما كان الخصم وحكايته مع التاريخ أو الواقع فنحن من يجلد خصم الجولة الأولى بالتعادل (1-1) لثالث مرة . · لكن هل عرفنا الفارق والحظ الذي رمى بنا بعيداً عن مقصلة مجموعة الموت ؟ لن أقول بأن التعادل أمام الكويت جاء بضربة حظ بالقدر الذي جاء عبر واقعية ( الكوتش ) محسن صالح والذي خانه نقص الجزء للاعبي الأحمر في جولة المستضيف قبل أن نقع فريسة الصف العماني الثاني تلامذة الداهية التشيكي ماتشلا .. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة إلى ماذا كانت ستئول عليه النتيجة لو قابلنا العراق رغم ما تعصف ببلاد الرافدين من حرب طائفية ومذهبية واحتلال أكثر منها سواداً ؟! وكيف كنا سنخرج أمام السعودية أو عنابي قطر حامل ذهبية أسياد الدوحة وآخر بطل خليجي متوج ؟! · هذا السيل من الاستفهامات والتي لا أقصد منها التقليل من فرحة الخروج بهزيمتين مقبولتين وتعادل أكثر قبولاً منهما أوقف قطار الزعيم الأزرق وفرمل إقلاعته الخليجية الـ (18) بالقدر الذي أسعى من خلاله لوضع نقاط مشاركتنا في خليجي أبو ظبي على حروف الواقعية والموضوعية للاستفادة لما هو قادم . · وربما على إتحاد الكرة وهو المعني الأول في هذه الحكاية مراجعة تجارب الآخرين وإليكم من التجربة العمانية دروس وعِبر -فالتشيكي ما تشلا والذي قدم إلى قمة الهرم الفني للأحمر العماني قبل إنطلاق خليجي (16) بالكويت فقاد عمان في ثلاث دورات خليجية متتابعة كان الأقرب في نيل لقبها الأول في تاريخ الكرة العمانية قبل أن يعلن استسلامه لضربات الترجيح فيكتفي بالوصيف وفضية خليجي الدوحة والذي رفض فيه الكأس إلا مشاركة أصحاب الأرض فرحة الاستضافة وكرم أشقائنا القطريين وهاهو خليجي (18) يرحل بعمان إلى نصف نهائي البطولة بالعلامة الكاملة ومازال في جعبته الكثير للرحيل بالحلوى العمانية إلى أبعد ما يمكن لهم في البطولة . · ثلاث دورات خليجية ومنافسات قارية ودولية قطعها ماتشلا مع منتخب عمان ونحن من خليجي الكويت في مشاركتنا الأولى تعاقب مدربين من كل حدب وصوب على منتخب ما زال باحثاً عن هويته الكروية وذاته الفنية لمعترك المستطيل الأخضر .. ميلان .. سعدان .. والراعي ترانزيت بين محطات التنقل والاختيار قبل أن ترسوا في آخر المشوار على المصري محسن صالح !! قبل أقل من شهرين على إنطلاق كأس الخليج الحالية وأترك لكم أن تتخيلوا نتائج الأحمر الكبير في مجموعته الخليجية لو .. ولو من عمل الشيطان .. كان محسن صالح مع منتخبنا منذ وقت كافي .. ودورينا لا يقبل الهدوء .. أعتقد أنكم استوعبتم الدرس جيداً .. ولتكن بداية المشوار لبناء منتخب قادر على العطاء والارتقاء بأحلامنا الكروية ولو بعد حين .. وقبل أن اختم معكم .. رسالة محبة نزفها لعشاق الأحمر من أبناء جاليتنا داخل إمارات زايد وهم يناصرون منتخبهم القادم من أرض سبأ مرددين " حيو اليماني حيوه " |