طلاب مدرسة بهولندا يطلقون قمرا صناعيا "اصنع قمرا صناعيا صغيرا يمكن أن تتسع له علبة عصير يسع ثلث لتر (33 سنتمترا مكعبا). يحاول تلاميذ خمس مدارس ثانوية في هولندا القيام بهذه المهمة التي تبدو مستحيلة. تشرف على المشروع الجامعة التقنية في دلفت وشركة الملاحة الجوية ISIS. ويحصل التلاميذ على درجات دراسية على هذا العمل، ويأمل منظمو المسابقة أن تسهم في زيادة الاهتمام بالدراسات التقنية عمل الماضية تلاميذ مدارس من دلفت ولايدن ولاهاي وكابيل آن دن أيسل في الشهور على صنع قمرهم الصناعي في علبة. وذلك بمساعدة أدوات قدمها لهم المنظمون، وكذلك بمساعدة مهارتهم ومعارفهم الإبداعية الشخصية للعلوم التقنية. وقد انتهوا الآن من صنع علب الأقمار الصناعية وهي جاهزة للإطلاق. وستطلق يوم الأول من يونيو بواسطة صاروخ وستصل إلى ارتفاع كليومتر واحد في الغلاف الجوي. المهمات الحقيقية يقول أرين خبراد من ثانوية أيسل وهو طالب في الصف الخامس الثانوي "خلال العودة إلى الأرض بواسطة مظلة يكون القمرالثانوي "خلال العودة إلى الأرض بواسطة مظلة يكون القمر الصناعي قد أدى مهمتين". ويضيف "المهمة الأولية هي تسجيل درجة الحرارة الضغط الجوي بواسطة رقائق الكترونية زود بها القمر، وترسل المعلومات بواسطة جهاز إرسال إلى المحطة الأرضية. وهناك مهمة ثانية ترك لنا حق اختيارها. قررنا التحكم في قيادة القمر الصناعي. حيث سيهبط بواسطة مظلة وبواسطة محركات صغيرة تسحب حبال المظلة لتتمكن المظلة من تغيير اتجاها بشكل ليسمح للقمر الصناعي الميل جهة اليمين أو اليسار." أمنيات شخصية يعرف التلاميذ الآن ما يريدون بالضبط وهكذا يستغنون عن النموذج المصنوع في جامعة دلفت ويلقون بها في القمامة، بعد ذلك يصنعون نموذجا آخر يلبي رغباتهم الشخصية. وفي النهاية ينجحون في صنع قمر صناعي يمكن وضعه في علبة مظلة هبوط القمر الصناعي مشروبات من 33 سنتمترا مكعبا. ولكن المشروع الذي بدا في شهر ديسمبر من السنة الماضية، لم يكن خاليا من المشاكل. يقول أريان: "تستوعب العلبة كل الأجهزة، لكن الأمر ليس سهلا. ففي هذا الصباح مثلا قطع جانب العلبة أحد الخطوط. وسبب ذلك في عطل تقني، لكن لحسن الحظ لا زال يشتغل." تجارب كثيرة كانت المظلة حالة خاصة كذلك. فقد أتضح أن المظلة الدائرية لجامعة دلفت لم تكن صالحة للقيادة مما أدى بالتلاميذ إلى صنع أخرى جديدة. وتشبه النتيجة طائرة حربية تقليدية. يمكن التحكم فيها بواسطة حبلين وجهاز للتحكم عن بعد.بعد ذلك فقط يمكن أن يعرف المشاركون إذا كانت الآلة تعمل. ومجموعة تلاميذ السنة الخامسة لهم الثقة الكاملة في نجاح مشروعهم. يقول التلميذ اكسن ميغلبرينك أن الجهاز جميل جدا وتمت تجربته عدة مرات. "فمثلا أحد حبال المظلة كان طويلا جدا، وقد وضح لنا ذلك من التجربة فقصرناه." وهكذا اجريت جميع التجارب. فالعلبة مثلا رميت بواسطة المظلة من سطح المدرسة لمعرفة قوة ارتطامها بالأرض. وقت صعب لكن بالرغم من الطريقة السهلة التي يتحدثون بها، مر التلاميذ بفترة عصيبة، كما يصّرح بذلك منظم المسابقة ادي فان بروكلن. لم يتعلموا الكثير فقط ولكن كان من واجبهم أيضا صنع القمر الصناعي والعمل سويا كفريق. "المرة الأولى التي تصنع فيها منتوجا صناعيا، لا يشتغل بالضرورة. والمرة الثانية أيضا." هذا يبين حجم الجهود الجبارة التي قام بها التلاميذ. "والمرة الثالثة تجرب من جديد وتعرف لماذا لم يشتغل في المرات السابقة. وإذا أردت أن تتعلم فعليك أن تخطو مراحل عدة، ويستغرق ذلك وقتا كثيرا." على أية حال فالتلاميذ الذين شاركوا في تجربة القمر الصناعي الصغير متحمسون للغاية للعلوم التقنية. لكن السؤال المطروح هو هل سيختار هؤلاء في المستقبل دراسة العلوم التقنية؟ يعتبر القمر الصناعي الذي تتسع له علبة المشروبات صغيرا جدا، ولا يمكن له في المستقبل أن يقوم بمهمته في الفضاء. لكن الواقع هو أن الأقمار الصناعية يزداد صغرها. فحجم الجيل الجديد لا يتعدى 10 سنتيمترات مكعبة -تقرير فيلمين خراوت-ترجمة محمد الأيوبي *المصدر-اذاعة هولندا |