المؤتمرنت -ترجمة -عماد طاهر -
اليمن الحديث..القبائل أقدم من مصانع النفط وحكومات أوروبا
تبقى الشبكة القديمة للقبائل أحد أكثر القوات الفعالة في الشرق الأوسط، واسعة الانتشار، وأحياناً متجاهلة من قبل الأجانب فالقبائل أقدم من الدول. ومن الحدود التي تقسم العالم العربي وأقدم من مصانع النفط. أقدم حكومات الولايات المتحدة وأوروبا.هم أقدم قوة اجتماعية من قبل الإسلام، ويعتقد البعض أنهم أقوى مستوى بالأصح يذل العالم العربي وهو يخضع للحداثة وتصبح القبائل أكثرة قوة وتضعف الحكومات المركزية.
فالحرب الأهلية في العراق هي أزمة هوية تولدت عن التعارض بين الحداثة والتقاليد ( الأعراف) كل هذه العوامل أعطت قوة لدور القبائل
واجهنا شاب نحيل داكن الوجه يبلغ من العمر (18) عاماً يلبس اثنان من الرموز البارزة تزم ثوبه تجاه بطنه بحزام مطرز فوق الحزام تلفونه الخلوي الذي يربطه بالعالم الحديث وخنجر قصير مقوس يربطه بالنظام القديم الذي هو الشيء الوحيد له يقول " إنه يمكن أن يموت من اجل قبيلته".
فؤاد حسين واحد من الجيل الجديد للشباب العربي. طليعة دوي حركة طفولية هائلة. تصنع الأغنية الشعبية الخليجية دوي كبير في أذنه.. والانترنت في متناول يده إنه يستمتع بوصول التقنية التي لم تخطر على بال أسلافه أبداً.
لكنه منذ اللحظة الأولى تسفع وجه غبار التلال حتى الغروب الأخير لنور الشمس التي تتلاشى بعيداً عن بيته المبنية من الطين والقرميد. حياة حسين محكومة بقوانين أقرت من قبل أسلافه.
يقول حسين " أنا أخدم قبيلتي بكل شيء يطلبونه مني" يمضي بجنبيته في نور شمس الصباح الرائعة ويتابع " إذا كنت بمفردي هذا يعني أنني ضعيف وإذا كنت مع القبيلة فهذا يعني أن لدي بعض القوة.. يعني أنا قوي".
إن الارتباطات القبلية ستقرر فرصة عمل حسين وزواجه وكم يمكن أن يتعاطى من الراتب وكم يمكن أن يبقي منه، والتي سيدفعها لإقامة حفلة الزفاف إذا هو خاطر بنفسه وحياته دفاعاً عن الظلم العشائري والقبلي.
تحتاج إلى أسلحة:
لكن يوجد بين شوارع صنعاء الضيقة نقاش متزايد حول دور القبائل اليمنية في بعض الأحياء يتذمرون من أمساك القبيلة بزمام الدولة على أنها تشل حركة التطور وتعرقل قدرة الدولة من اللحاق بالعالم الآخر.
إن كل اليمنيين يحبون أن يروا بلادهم تنشئ لها مكاناً بين المجتمع المدني المتين والمؤسسات القوية ولكن سيطرة القبائل أيضاً قوية.
حتى ضمن القيادات القبلية هناك شيوخ يعترفون بتحفظ حول الدور العشائري لكنهم يقولون أنهم لا يرون بديلاً للعمل ضمن النظام العشائري المحصن.
يقول على العمراني واحد من صناع القرار وزعيم قبلي أيضاً أن النخبة المثقفة والناس الذين هم القمة هم من القبائل "
وفي أواخر السبعينات لم أخرج من البيت في صنعاء إلا بسكين أو ملابس تقليدية في ذلك الوقت كان عندنا حلم لجعل البلاد عصرية، لكن الآن أطفالي اختاروا لبس ملابس تقليدية ولبس "جنبية" إن الحديث مع الشاب حسين حول القبيلة مثل الكلام معه حول الهواء فالقبيلة مترسخة في حياته، وهو لن يهدر أي وقت في التفكير في محيط تأثيرها.
إنك تحتاج إلى أسلحة، وتحتاج إلى مناورات لاستعراض القوة، حتى في أسواق الحكومة الناس يحبون أن يستعرضوا بأن بإمكانهم قتل الآخرين، وتلك الثقافة صارت هي الأقوى.
هنا في شبام كوكبان الشوارع معوقة والمنظر الطبيعي جميل، الهواء لاذع الرجال يتجولون بملابسهم الطويلة من البيت إلى السوق وترى الدجاج الحي يهرب من الأيدي القاسية و النساء تجر أقدامها أسفل الطريق بسرعة لا يرى منهن سوى أعينهن من بين طبقات النسيج الثقيل.
اتكئ حسين على شاحنة عائلته أصابعه الكبيرة ملفوفة حول عمود خنجره "الجنبية" إنه يوم مدرسي لكنه يتغيب عن صفه لجمع شيء قليل من المال. ينتقل القرويين راجعين إلى بيوتهم الريفية البعيدة بمشترياتهم يدفعون حوالي (2) دولار لينطلق بهم بوسيلة النقل محملين بالخضار الطرية وكتل ضخمة من البلح الرطب في أحضانهم.
حسين فخور بالشاحنة المغطاة بالقماش الأحمر المتسخ ويوجد هناك حلقة مكسوة بالفرو تزين لوحة العدادات.
خطط الزواج:
إن عقل حسين هذا الصباح يفيض بالأفكار حول زواجه القادم، هو يحاول أن يقرر البنت التي يجب أن يطلب أبويه رأيهما فيها ويذهبون إلى منزلها ويحاولوا التفاوض حول الزواج ويتوددوا إلى عائلتها بالمجوهرات الذهبية والحلوى ربما تحتال إحدى أخواته لترسم لها صورة لوجهها ويخبروه أهي جميلة أم لا.
إنه يحتاج إلى كل المال الذي جمعه وأنه يحلم بالانتقال من بيت أبويه عندما يتزوج بالرغم أنه لن يكون سهلاً ويحلم أيضاً أن يجد يوم من الأيام عمل في المدينة الكبيرة التي هي صنعاء. العمل الوحيد الموجود عنده هو في الدكاكين لأنه لا يوجد هناك وظائف حكومية بكثرة.
يقول " عشنا هنا منذ زمن إنها قريتنا لكنني لا أحب شغل أبي أود أن أنال شغلاً مختلفاً. إنه لا يجلب الكثير من المال، قبل شهور قليلة دعته قبيلته لأول مرة لقتال قبيلة أخرى مجاورة كانت تحفر بئر مغلقة تهدد إمدادهم بالمياه كانت المفاوضات بشأنها قد فشلت.
أخذ حسين بندقيته وأنضم إلى الرجال الآخرين الذين أخذوا مواقعهم على طول خط الحدود بين القبيلتين يضربوا بالنار إذا رأوا أي حركة في اتجاه الآبار المتنازع عليها.
سألته حول القضية فرد باستهجان " أن لم أقتل أي شخص" وبعد يومين من المعارك وصلت القبائل إلى اتفاقية، يعني هذا أن القبائل هي الوتر الذي يمسك البلد، فبكسب شيوخ القبيلة يستطيع النظام في صنعاء أن يبسط قوته على هذه البلاد الكبيرة إنه يستخدم رجال القبيلة الوديين كجنود عسكريين ويجلب الشيوخ إلى صنعاء كأعضاء برلمان.
يقول عبدالله الزلب مدير عام الإذاعة والتلفزيون "إذا وجدت تنمية وحداثه حقيقية في المجتمع.نستطيع أن نتحدث حول هدم قوة القبائل لكن بمشاكلنا وفقرنا هذا ما زال نظام القبيلة جزء مهم والذي يمكن أن يأخذ باليد في حالة الأزمات.
الاستياء المتزايد:
بعض اليمنيين يعتقدون أن المنطق عكس ذلك وأن اليمن يمكن أن تتقدم بإضعاف القبائل يقول أحدهم: " في المناطق القبيلة مع الشيخ القوي يمكن تحصل على أي شيء تريده من الحكومة يمكن أن يجندوا الناس ويحصلوا على وظائف ومنح دراسية للدراسة في الخارج، فالشيخ له سجنه الخاص وعندما جاءت الانتخابات طلب نزع الستائر لإخافة الناخبين ليعيدوا انتخابه.
فالكثير من الشباب قد يستعمل الانترنت والهواتف النقالة. لكن إذا واجهوا أي مشكلة سيتجهون مباشرة إلى قبيلتهم ويطلبون الحماية سينزعون ربطات العنق ويلبسون الجنبية.
المصدر / Los Angeles Times
بقلم /Megan K. Stack